مصادر "المشهد" تكشف مصير هجمات "الحوثيين" بعد اتفاق الهدنة

ليس بخاف على أحد مدى الانعكاسات السلبية التي أحدثتها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة على الملاحة البحرية الدولية، نتيجة استهداف "الحوثيين" السفن المارة عبر باب المندب في البحر الأحمر باتجاه تل أبيب أو إلى دول يزعمون أن لها علاقة مع إسرائيل.

فمع الوهلة الأولى من اندلاع التوترات بالبحر الأحمر والذي يمرّ منه نحو 12% من حجم التجارة العالمية كل عام، أعلنت العديد من شركات الشحن البحري الكبرى عزوفهم عن المرور في البحر الأحمر، والتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح، أو الطرق البديلة القديمة لقناة السويس المصرية التي مُنيت بخسائر مادية كبيرة، فضلاً عن تراجع سريع في حركة الملاحة البحرية والذي لا يزال مستمراً حتى كتابة سطور هذا التقرير.

واليوم ومع ترقّب الإعلان عن اتفاق هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والتي من المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ اليوم الأحد، تساءل كثيرون عن مصير التوترات القائمة في البحر الأحمر خصوصا بعد التوقيع على وقف إطلاق النار، وهل ستتعافى الملاحة البحرية وتعود المياه إلى مجاريها في تلك المنطقة أم أن لـ"الحوثيين" رأي أخر؟

تهديدات البحر الأحمر وفي خضم التساؤلات العديدة التي رافقت الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار حول مستقبل الملاحة البحرية في البحر الأحمر، يقول مستشار رئيس هيئة قناة السويس اللواء بحري إيهاب البنان في تصريحات خاصة لمنصة "المشهد":

بدخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة "حماس" وإسرائيل حيز التنفيذ، فإن استمرار العمليات العسكرية لـ"الحوثيين" ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ستكون غير مبررة. فشركات الشحن البحري تعرّت خسائر ليست بالقليلة وتأثرت بها التجارة العالمية بشكل مباشر.

اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني مطلقاً التأكيد على أن دور "الحوثيين" انتهى في البحر الأحمر، بل من السهل خلق ذرائع عديدة لمواصلة شن الهجمات على الملاحة البحرية.

ووصف البنان ربط الهجمات التي تقوم بها جماعة "الحوثي" في منطقة البحر الأحمر بالمشهد الفلسطيني وما يحدث في غزة بالادعاء الكاذب، الذي لا يمت للواقع بصلة من قريب أو بعيد، وأن شعار (إسناد المقاومة الفلسطينية في غزة) الذي يتبناه "الحوثيون" مضلل، مؤكداً أن "الحوثيين" لا يتحركون قيد أُنملة إلا من خلال أوامر إيرانية من أجل الضغط على دول عدة من بينها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

"الحوثيون" في مأزق وكان زعيم "الحوثيين" في اليمن عبد الملك الحوثي قد حسم بنفسه موقف جماعته بخصوص توترات البحر الأحمر، وأوضح خلال كلمة له أعقبت الإعلان عن اتفاق التهدئة في غزة، أن جماعته ستبقى في مواكبة مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار داخل غزة، وأن "أي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".

لكن المحلل السياسي اليمني فيصل الشبيبي توقع أن "الحوثيين" سيعملون على إيقاف عملياتهم العسكرية في منطقة البحر الأحمر بعد تطبيق وقف اطلاق النار، معزياً طرحه هذا إلى أن "الحوثيين" يبحثون عن مخرج لهم لوقف أعمالهم العسكرية تلك، خصوصا بعد تصاعد الحملات الدولية عليهم بسبب إضرارهم الكبير بالملاحة البحرية الدولية، وبالتالي فهم بحاجة إلى الهروب من هذه الإشكالية في هذا التوقيت لأنهم غير قادرين على الاستمرار في هذه المواجهة، في ظل تلقي ضربات عسكرية عنيفة من الثلاثي الأميركي والبريطاني والإسرائيلي.

إيران كلمة السر وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ناقش مع نظيره الإيراني عباس عراقجي خلال اتصال هاتفي أمس الجمعة، تطورات الأوضاع داخل المنطقة وعلى رأسها إنهاء التوترات الحاصلة في البحر الأحمر، وجدّدت مصر مطالبها بضرورة إنهاء تلك التوترات بما يحافظ على حرية الملاحة الدولية في هذا الشريان الأهم في العالم.

وفي هذا الصدد يقول الشبيبي أن وقف التوترات في البحر الأحمر يتطلب وجود رغبة حقيقية من الجانب الإيراني، لأن إيران هي من تمد حليفها "الحوثي" بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف بها سفن الشحن في باب المندب، بل إن إيران هي من تنفذ الضربات في البحر الأحمر ودور "الحوثيين" يقتصر على تسهيل تلك العمليات وإعلان مسؤوليتهم عنها فقط، وبالتالي فمن السهولة لدي إيران ايقاف الهجمات الحوثية تلك إذا أرادت ذلك.

وأسفرت الهجمات العسكرية لـ"الحوثيين" في البحر الأحمر خلال العام المنقضي 2023، إلى إصابة عشرات سفن الشحن بأضرار بالغة، بالإضافة إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل نحو 4 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50%، وتوقع مستشار رئيس هيئة قناة السويس اللواء بحري إيهاب البنان حدوث انفراجه بحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وقناة السويس وعودتها إلى طبيعتها بداية من شهر أغسطس المقبل، ومن ثم انتظام عمليات الشحن و سلاسل التوريد في العالم، معزياً سبب تأخير انتظام عبور السفن في البحر الأحمر إلى هذا التوقيت، بسبب الإجراءات والتعاقدات التي ستقدم عليها سفن الشحن والتي تحتاج إلى وقت لا يقل عن 6 أشهر، مؤكداً على أن هذه الأزمة في طريقها للحل ولن تدوم كثيراً.

مواضيع ذات صلة تضرّر قناة السويس ويعد المجرى الملاحي لقناة السويس المصرية أكثر المتضررين من هجمات "الحوثيين" بالبحر الأحمر، فبحسب تصريحات رسمية للمسؤولين المصريين فإن القناة خسرت منذ بداية تلك التوترات نحو 60% من إيراداتها في أقل من عام، لذلك يؤكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي أن صفقة وقف إطلاق النار التي تمت مؤخراً من المنتظر أن تُنهي وبشكل حاسم حجة "الحوثي" فيما أطلق عليه "جبهة إسناد غزة"، لأن اتفاق التهدئة أزال هذه الحجة بشكل قطعي، وبالتالي يجب التوقف الفوري عن استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر من قبل "الحوثيين" لكي تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لافتاً إلى أن بلاده أكثر المتضررين جراء التدخلات الحوثية في البحر الأحمر.

ومن المنتظر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التطبيق الأحد، بعد قتال بينهم استمر نحو 15 شهراً، لذلك يؤكد الدبلوماسي المصري، أن هذه التهدئة تعد فرصة جيدة لمختلف الأطراف داخل المنطقة، في مراجعة السياسة التي تنتهجها هذه الأطراف أو تعديلها بالقدر الذي يساعد على توفير الاستقرار المنشود داخل المنطقة العربية بأكملها.

ويأمل كثيرون في مصر وخارجها أن يسفر قرار وقف إطلاق النار داخل غزة، في ايقاف الهجمات العسكرية التي تشنها جماعة "الحوثيين" على السفن التجارية المارة بمنطقة البحر الأحمر، والتي شكلت تهديدات كبيرة على الملاحة البحرية الدولية.

(المشهد)


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
قناة العربية منذ ساعتين
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة يورونيوز منذ 23 ساعة
بي بي سي عربي منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 59 دقيقة