الضجة الحالية حول جزيرة غرينلاند بدأت قبل 50 عاماً والآن عادت مع رغبة ترمب في شرائها بحجة وجود "موارد طبيعية ضخمة" - مسح جيولوجي أجرته الدنمارك في 2023 حدد وجود رواسب معدنية محتملة، لكن قليل منها قابل للاستخراج، مما يجعل المهمة صعبة ومُكلفة.

يشهد قطاع السلع الأولية حالة هوس كل بضع سنوات حول قرب اكتشاف مصدر جديد وغريب لإمدادات المعادن سيحل كل مشكلات نقص العرض في العالم. وهذه القائمة التي تثير الخيال تشمل مصادر تبدأ من أعماق المحيطات (التعدين في البحار العميقة) وتصل إلى الفضاء الشاسع (التعدين في الكويكبات).

الضجة الحالية تدور حول مصدر أكثر بساطة: غرينلاند، الجزيرة الباردة الواسعة، وكما يُقال، تتوافر فيها كل المعادن التي يحتاجها العالم. وتوجد بها ثروات معدنية هائلة لدرجة جعلت الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يرغب في شرائها. العقبة تكمن في أن هذه الفرضية في غاية السخافة.

ذلك لأن مثل كل حكاية خيالية، تقوم القصة على جزء ضئيل من الحقيقة، فالجزيرة التي تُعد منطقة حكم ذاتي تابعة للدنمارك ويبلغ عدد سكانها 60 ألف شخص، بها بعض الرواسب المعدنية، بعضها يتوفر بمخزونات كبيرة، وهذا ليس بالأمر المفاجئ. فمن الناحية الجيولوجية، الجزيرة هي امتداد لقارة أميركا الشمالية، وما نعلمه أن الولايات المتحدة وكندا لديهما ثروات معدنية ضخمة.

مبالغة في ثروة غرينلاند المعدنية

لكن يجب مسامحة المراقبين المتشائمين إذا شعروا بأنهم رأوا هذا من قبل، إذ إن الضجة المثارة حول غرينلاند والسلع الأولية يعود تاريخها إلى 50 عاماً. ففي السبعينيات، كان النفط محور الاهتمام. وعادت الضجة إلى الظهور في أوائل العقد الأول من هذه الألفية بعد ارتفاع أسعار النفط وخام الحديد. وتكفي الإشارة إلى أن الجزيرة لم تستخرج برميلاً واحداً من النفط، وأن شركة التعدين التي اعتزمت تطوير رواسب خام الحديد أفلست.

اقرأ المزيد: بعد أزمة قناة بنما.. ترمب يجدد رغبته في شراء "غرينلاند" لضمان أمن بلاده

والآن ظهر الحماس للاستفادة من "كثرة الموارد الطبيعية الضخمة"، بحسب ما قاله جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي المنتخب. لكن الأمر يعتمد على معنى كلمة "كثرة"، فوفق تعريفي للكلمة، فالمؤكد أنها لا تناسب حجم الموارد الطبيعية في الجزيرة، بل تُعد مبالغة كبيرة.

حدد مسح جيولوجي أجرته الدنمارك في 2023 خمسين موقعاً بها رواسب معدنية محتملة، يقع أكثر من نصفها شمال الدائرة القطبية، ما يجعل الاستفادة منها مسألة شاقة وباهظة التكلفة، إن لم تكن مستحيلة في الأساس. مع ذلك، يوجد عدد ضئيل من هذه المواقع في المنطقة الخالية من الجليد بالحافة الجنوبية لغرينلاند، ما يتيح الفرصة لتطويرها. إلا أن معظمها به مخزونات قليلة. ومن بين مواقع المخزونات الكبيرة المحتملة، ربما تُعد رواسب المعادن الأرضية النادرة في تانبريز الأكثر جدارة بالاهتمام.

رغم ذلك، حذر التقرير الجيولوجي من أن فرصة غرينلاند في تطوير مخزونات السلع الأولية ضئيلة جداً نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج، وأفاد بأن "الجدوى الاقتصادية لمخزونات غرينلاند قد تتزايد في المستقبل" إذا شهدت الأسعار ارتفاعاً كبيراً.

مخزونات محدودة من المعادن النادرة في غرينلاند

هنا تظهر الحاجة إلى الإقناع، فيقول المؤيدون إن الأسعار سترتفع بالطبع، ألا ترى أن الصين تسيطر على 90% من المعادن الأرضية النادرة في العالم، وأن بمقدور بكين وقف الإمدادات في أي وقت؟ بلى، رأيت ذلك، بل وشهدت الارتفاع الحاد في سعر الديسبروسيوم -أحد العناصر الأرضية النادرة التي عادةً ما توصف بأنها شديدة الندرة وبالغة الأهمية- في 2011 خلال موجة الهوس الماضية بالمعادن الأرضية النادرة، إذ قفز سعره 800% خلال أسابيع قليلة، قبل هبوطه بنفس السرعة تقريباً.

إن مصطلح "المعادن الأرضية النادرة" يشوبه بعض الخطأ، إذ إنها متوفرة بكثرة، إلا أن المشكلة تكمن في أنها نادراً ما تتوفر بتركيز كبير يستحق تعدينها. وحتى في حالة وجود تركيزات كبيرة، فإن استخراج المعادن من الخام عملية مكلفة وتسبب كثيراً من الانبعاثات الملوّثة، لذلك تسيطر الصين على السوق،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

منذ 25 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 12 دقيقة
منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
منصة CNN الاقتصادية منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات