بعد مرور خمس سنوات على جائحة كورونا، أصبحت ووهان، المدينة الصينية التي انطلق منها الفيروس، رمزاً للتعافي الاقتصادي والاجتماعي. ورغم أن المستشفى المؤقت الذي بُني خلال عشرة أيام في ذروة الأزمة، والذي كان شاهداً على المعاناة الصحية، يقف الآن مهجوراً، تعود المدينة تدريجياً إلى الحياة.
بداية الأزمة في يناير كانون الثاني 2020، فرضت السلطات الصينية إغلاقاً شاملاً على ووهان لمدة 76 يوماً، وهي سياسة غير مسبوقة أسهمت في احتواء الفيروس لكنها أطلقت شرارة أزمة عالمية. اليوم، تغص شوارع المدينة بالحركة التجارية والازدحام المروري، ما يعكس تحولاً اقتصادياً كبيراً بعيداً عن شوارعها المقفرة التي ميّزت مرحلة الإغلاق.
التعافي الاقتصادي في ووهان أعادت الأسواق المحلية التي كانت مركزاً للجدل في بداية الجائحة تنظيم نفسها، إذ نقلت الأكشاك القديمة إلى مواقع جديدة في أطراف المدينة. وعلى الرغم من أن بعض التجار يواجهون صعوبة في استعادة نشاطهم التجاري كما كان قبل الجائحة، فإن هذه الازمة أسهمت في تعزيز مكانة ووهان وجهةً سياحيةً.
ويُطلق عليها الآن «مدينة الأبطال»، إذ جذبت أعداداً كبيرة من السياح الذين يتوافدون لاستكشاف المدينة، وبخاصة في شوارع مثل «تشوهي هانجي»، ما يعكس روح الحياة التي استعادت وهجها.
التحولات الاجتماعية والاقتصادية أصبحت الحياة اليومية في ووهان رمزاً للتعايش مع آثار الجائحة، فالسكان المحليون يستمتعون بوجبات الإفطار في الأسواق الشعبية، بينما تُظهر الأرقام أن المدينة نجحت في إعادة بناء اقتصادها وتحفيز النمو المحلي. وفي حين أن آثار الجائحة ما زالت واضحة في بعض الجوانب، فقد كانت فرصة لإعادة تقييم الأولويات الاقتصادية والاجتماعية. ومن «سوق هوانان» إلى الأسواق التجارية الراقية، تعكس ووهان قدرة الصين على تحويل الأزمات إلى فرص للنمو والابتكار.
(أ ف ب)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية