إذا كان «الحق فوق القوة» مبدأ آمن به الزعيم الوطنى سعد زغلول لإعلاء قيم العدل والقانون والإنسانية، فإن ترامب، الذى يبدأ ولايته الثانية رسميا اليوم، يؤمن بأن القوة هى الحق. الحق قيمة نظرية ليست محسوسة. القوة محرك التفاعلات البشرية. الحق مثله مثل المساواة والحرية والأخلاق، ليس من أولوياته. الصفقات المدعومة بالقوة ستكون المبدأ الرئيسى لسياسته الخارجية. فى فترة رئاسته الأولى، لم يأخذ العالم اقتراحه شراء أمريكا جزيرة جرينلاند الدانماركية، مأخذ الجد. الآن، لا يستبعد استخدام القوة لتحقيق هدفه. لن تسلم دولة (خاصة إذا كانت غنية) من تطبيق هذا المبدأ عليها.
من أكثر المناطق التى ستتضرر من رئاسة ترامب، أوروبا التى مازالت تعيش على مجموعة من القيم مثل الليبرالية والتعاون الدولى، كما تؤمن بضرورة وجود علاقات خاصة بين الدول التى تلتزم بتلك القيم، والتى تتمثل بنظرها فى الغرب عموما. ترامب لا تعنيه تلك القيم ولا تهمه التحالفات القديمة. المصالح المشتركة دافعه الأساسى وقاموس تعامله مع العالم. الحرب الأوكرانية/ الروسية ستكون الاختبار الأكبر للعلاقة الأمريكية الأوروبية. ترامب يرى الحرب مشكلة أوروبية، ولا مصلحة لواشنطن فى التورط فيها، وقد صرح مرارا بأنه قادر على إنهائها فى يوم واحد. وبغض النظر عن مبالغاته المعتادة، فإنه متمسك بموقفه حتى لو جرى إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات كبيرة لروسيا. هذا السيناريو يرفضه الاتحاد الأوروبى، الذى يعتبر أن مكافأة بوتين هزيمة تاريخية للغرب.
السياسة الخارجية لترامب، كما يقول الدبلوماسى السنغافورى بيلهارى كوزيكان، فى دراسة بمجلة «فورين أفيرز»، مجموعة من الصفقات تربحها أمريكا، لكن ذلك لا يمنع حصول الآخرين على مكاسب أيضا. فى هذا السياق، لن تنزعج دول جنوب شرق آسيا، كثيرا من هذا النهج، لأنه ينطوى على منافع متبادلة. الدول الآسيوية الحليفة لأمريكا ليست معجبة بالنظام العالمى الليبرالى. قادتها سئموا وعود الرؤساء الأمريكيين الكثيرة، والتى لم تتحقق على أرض الواقع. أوباما ألقى خطابات بليغة عن التزام أمريكا تجاه آسيا. الرئيس الصينى تعهد له عام ٢٠١٥ بعدم عسكرة بحر الصين الجنوبى. فى العام التالى حدث العكس تماما، ولم يتحرك أوباما. هل يتوصل ترامب إلى صفقة مع بكين تشمل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم
