عبرت ديبرا تايس، والدة الصحفي الأميركي أوستن تايس المختفي في سوريا منذ أغسطس 2012، عن أملها في أن تؤدي المتغيرات الأخيرة في البلاد إلى تحرير ابنها.
وكانت ديبرا قد تحدثت عن الأنباء التي أفادت بإطلاق سراح الأميركي ترافيس تيمرمان، الذي كان يقيم في ميزوري، من أحد السجون السورية، ووصفت هذه الأنباء بأنها "تحضيرات" لما يمكن أن يكون فرحة حقيقية عندما يُطلق سراح ابنها.
وأوضحت ديبرا أن أبناءها ظنوا خطأ أن تيمرمان هو أوستن، بعدما بدأت صور الأول تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أنها وصفت اللحظة بأنها أمل كاذب، إلا أنها اعتبرتها فرصة لمعايشة لمحة من الشعور الحقيقي بتحرير أوستن.
اختطاف أوستن تايس وكان تايس، الذي عمل مراسلًا مستقلًا لصحيفة واشنطن بوست ووكالة ماكلاتشي، من أوائل الصحفيين الأميركيين الذين تمكنوا من دخول سوريا لتغطية الأحداث مع اندلاع الحرب الأهلية.
وقد اختفى أثناء سفره عبر ضاحية داريا في دمشق في أغسطس 2012.
في ذلك الوقت، نشر مقطع فيديو يظهر فيه تايس معصوب العينين ويداه مقيدتان، وأُجبر على السير مع مسلحين يهتفون "الله أكبر".
المقطع أثار الجدل، حيث بدا وكأنه محاولة من أنصار النظام لإلقاء اللوم على المعارضة الإسلامية في اختطافه.
وتشهد سوريا تغييرات دراماتيكية بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية.
وقادت المعارضة المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، عمليات واسعة لتحرير آلاف المحتجزين في السجون السورية، بينهم معارضون سياسيون ومدنيون وأجانب.
ويخشى بعض المسؤولين الأميركيين من أن يكون أوستن قد قُتل خلال الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، أو أنه ربما لقي حتفه في زنزانة تحت الأرض بعد قطع الكهرباء عن السجون في دمشق.
جهود البحث وفي لقاء لها على برنامج ميت ذا برس على شبكة "إن بي سي"، توخت ديبرا الحذر عند الحديث عن دور الحكومة الأميركية في البحث عن ابنها، لكنها عبرت عن امتنانها للجهود التي يبذلها الصحفيون ومنظمات مدنية مثل "مساعدة الرهائن حول العالم".
وقالت: "إذا كانت الحكومة الأميركية لا ترغب في دخول دمشق، فأنا أحترم قرارها. الأشخاص الموجودون هناك هم العازمون على استكمال المهمة".
في عام 2013، أفادت تقارير بأن أوستن تمكن من الهروب لفترة وجيزة من زنزانته، وظهر في حي المزة الراقي في دمشق، لكن قوات يُعتقد أنها تابعة مباشرة للأسد تمكنت من القبض عليه مرة أخرى.
والتقى أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، بديبرا تايس في دمشق، في خطوة تُظهر تعاون المعارضة في ملف البحث عن أوستن.
بدوره قال نزار زكا، رئيس منظمة "دعم الرهائن حول العالم"، إنه يعتقد أن أوستن ما زال على قيد الحياة ومحتجزًا لدى موالين للأسد في "منزل آمن"، بهدف استخدامه كورقة ضغط أو عقد صفقة تبادل.
زكا، الذي سافر إلى سوريا عدة مرات منذ الإطاحة بالأسد، قال إن المنظمة حققت "تقدمًا كبيرًا" في الأسابيع الأخيرة في سبيل تحديد مكان أوستن.
ورغم أنه لم يقدم معلومات دقيقة عن مكانه، إلا أنه أشار إلى احتمال تدخل روسيا في صفقة قد تؤدي إلى إطلاق سراح الصحفي الأميركي.
وبينما تتواصل الجهود الدولية والمحلية، يبقى مصير أوستن تايس غير واضح.
ومع استمرار البحث والتفاوض، تأمل عائلته في أن تحمل الأيام المقبلة أخبارًا إيجابية تعيد الابن إلى أحضان عائلته، وتنهي فصلًا مأساويًا من تاريخ الصحافة الحرة في مناطق النزاع.
مواضيع ذات صلة (وكالات)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد