كشفت النسخة الخامسة والعشرين من مؤشر إيدلمان للثقة أن المخاوف الاقتصادية تفاقمت لتتحول إلى شكاوى ومظالم لدى 60 في المئة من الناس، فيما يعتقد كثيرون أن اللجوء إلى اتباع أساليب عدوانية مثل العنف قد يكون ضرورياً من أجل التغيير.
ويقول استطلاع شركة العلاقات العامة إيدلمان إن 61 في المئة من الناس على مستوى العالم يشعرون بإحساس متوسط أو مرتفع بالظلم، وهو ما يتحدد من خلال الاعتقاد بأن الحكومة والشركات تجعل حياتهم أكثر صعوبة وتخدم مصالح ضيقة، وأن الأثرياء يستفيدون بشكل غير عادل من النظام.
يأتي صدور نتائج الاستطلاع في الوقت الذي من المقرر فيه بدء الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس تحت شعار «التعاون من أجل العصر الذكي».
شكاوى ضد الحكومة وقطاع الأعمال والأثرياء وبحسب التقرير، فإن أولئك الذين لديهم قدر كبير من الشعور بالظلم لا يثقون بالمؤسسات الأربع (الشركات، والحكومة، ووسائل الإعلام، والمنظمات غير الحكومية).
ولإحداث التغيير، يوافق 4 من كل 10 أفراد على واحد أو أكثر من أشكال النشاط العدائي التالية: مهاجمة الأشخاص عبر الإنترنت، أو نشر معلومات مضللة عمداً، أو التهديد بالعنف أو ارتكابه، أو إتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة، وينتشر هذا الشعور بشكل أكبر بين المستجيبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً (53 في المئة يوافقون على شكل واحد على الأقل).
قال ريتشارد إيدلمان، الرئيس التنفيذي للشركة "على مدار العقد الماضي، تحول المجتمع من المخاوف إلى الاستقطاب إلى التظلمات، فقد تم إقصاء شاغلي المناصب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية وكندا وسط غضب الناخبين من فقدان الوظائف بسبب العولمة والتضخم، ونرى الآن عقلية محصلتها صفر تشرعن التدابير المتطرفة مثل العنف والتضليل كأدوات للتغيير.
أسباب السخط والشكوى تنبع الشكوى من أربعة عوامل رئيسية: الأول هو الافتقار إلى الأمل في الجيل القادم.
وبلغت نسبة من يعتقدون بأن الأمور في بلادهم ستكون أفضل مما هي عليه اليوم للجيل القادم 36 في المئة فقط، مع انخفاضات حادة في كل ديمقراطية غربية بما في ذلك فرنسا (9 في المئة)، والمملكة المتحدة (17 في المئة)، والولايات المتحدة (30 في المئة).
أم العامل الثاني فهو الانقسام في الثقة بين الطبقات؛ إذ يثق المستجيبون من ذوي الدخل المنخفض (48 في المئة) في المؤسسات بنسبة 13 نقطة أقل من أولئك ذوي الدخل المرتفع (61 في المئة).
ثالثاً: الافتقار العالمي غير المسبوق إلى الثقة في القادة المؤسسيين؛ إذ يخشى 69 في المئة من المستجيبين في المتوسط أن يضلّلهم المسؤولون الحكوميون وقادة الأعمال والصحفيون عمداً، بزيادة 11 نقطة منذ عام 2021.
وأخيراً، الارتباك بشأن المعلومات الموثوقة؛ إذ يقول 63 في المئة إنه أصبح من الصعب معرفة ما إذا كانت الأخبار قد تم إنتاجها من مصدر موثوق أو من مصدر مضلل.
على مدى السنوات العديدة الماضية، كان قطاع الأعمال هو الحل الافتراضي للقضايا المجتمعية؛ لأنه يُنظر إليه على أنه يتفوق على الحكومة في الكفاءة (يحقق حالياً 49 نقطة أفضل من الحكومة) والأخلاقيات (29 نقطة أفضل).
وقال إيدلمان «تواجه الشركات ردود فعل عنيفة من جانب أولئك الذين يعارضون دورها كمحفز للتغيير المجتمعي. وسوف يتطلب التراجع عن المجتمع القائم على المظالم بذل جهود مشتركة بين المؤسسات لمعالجة قضايا مثل سلامة المعلومات، والقدرة على تحمل التكاليف، والاستدامة، ومستقبل الذكاء الاصطناعي».
وتتضمن النتائج الرئيسية الأخرى التي توصل إليها مؤشر إيدلمان للثقة لعام 2025 ما يلي:
انعدام الثقة في الاقتصادات الكبرى: خمسة من أكبر 10 اقتصادات عالمية هي من بين الدول الأقل ثقة في مؤشر الثقة: اليابان وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.
الدول النامية أكثر ثقة: مرة أخرى، تتصدر الصين (77)، وإندونيسيا (76)، والهند (75)، والإمارات العربية المتحدة (72) لتندرج مرة أخرى ضمن الدول الأكثر ثقة التي شملها الاستطلاع.
الثقة تظل محلية: على الرغم من انخفاض الثقة بين الموظفين بمقدار 3 نقاط مئوية إلى 75 في المئة، فإن «صاحب العمل» لا يزال المؤسسة الأكثر ثقة.
تسارع وتيرة انعدام الأمن الوظيفي: زادت مخاوف انعدام الأمن الوظيفي بسبب تأثيرات العولمة في العام الماضي، بما في ذلك أسباب مثل الصراعات التجارية الدولية (حيث يشعر 62% من الموظفين بالقلق، بزيادة 5 نقاط مئوية)، والمنافسين الأجانب (59%، بزيادة 6 نقاط مئوية)، ونقل العمليات إلى الخارج (54%، بزيادة 6 نقاط مئوية)، والركود الوشيك (63%، بزيادة 3 نقاط مئوية)، والأتمتة (58%، بزيادة 5 نقاط مئوية)، والمهارات القديمة (58%، بزيادة نقطتين مئوية).
الأثرياء يُنظر إليهم على أنهم المشكلة: تعتقد أغلبية من الناس أنهم يتجنبون دفع نصيبهم العادل من الضرائب (67%)، و65% يلقون باللوم على أنانيتهم في العديد من المشاكل التي تواجههم.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية