اليوان الصيني في مواجهة عاصفة ترامب.. هل يتحمل اقتصاد الصين الضغوط؟

تتوقع الأسواق المالية أن الصين لن تلجأ إلى استخدام اليوان كأداة سياسية، رغم الضغوط المستمرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.. ففي الوقت الذي تتعثر فيه اقتصاديات العديد من الدول الكبرى، تستمر الصين في تحقيق نمو معتدل. ورغم التحديات التي تواجهها، لا يزال اليوان يلعب دوراً محورياً في السياسة الاقتصادية العالمية.

وفي هذا السياق، شهدت العملة الصينية انخفاضاً حاداً خلال فترات مختلفة، أبرزها خلال ولايته الأولى عندما تعرض اليوان لضغوط كبيرة، فإن السوق المالية تعكس الآن توقعات تشير إلى أن الصين ستستمر في الحفاظ على استقرار اليوان على الرغم من الانخفاض الذي شهدناه مؤخراً. ومع ذلك، تظل الأسواق في حالة ترقب حذر.

اليوان في مواجهة الضغوط

في الأشهر الأخيرة، سمحت السلطات الصينية بانخفاض اليوان بأكثر من 12% مقابل الدولار الأميركي. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو بمثابة أزمة، فإن الأسواق تظهر تماسكاً نسبياً.. ومع ذلك، يؤكد المحللون أن الأمور أصبحت مختلفة الآن، حيث يتوقع البعض أن تتراجع السلطات الصينية عن هذه السياسة التي تسببت في تراجع كبير في قيمة العملة.

ويقبع اليوان (المعروف أيضاً باسم الرنمينبي) عند مستويات منخفضة بعد سنوات من الانخفاض التدريجي.. هذا الوضع يثير القلق بين الاقتصاديين الذين يرون أن هذا الانخفاض قد يعكس ضعفاً اقتصادياً في الصين، وقد يؤثّر في بقية اقتصادات العالم.

الضغوط الأميركية والرسوم الجمركية

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقليص العجز التجاري مع الصين، تتصاعد التوترات بين البلدين. وكان ترامب قد فرض رسوماً جمركية تصل إلى 60% على واردات صينية، ما أدّى إلى تداعيات اقتصادية في كلا البلدين، إلّا أن الأسواق المالية لا تبدو متفائلة كثيراً في أن هذا الضغط سيؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الصينية.

في الشهر الماضي، ذكرت وكالة «رويترز» أن هناك مناقشات مستمرة داخل الحكومة الصينية حول كيفية التعامل مع هذه الضغوط.. لكن رغم هذه التحديات، لا يزال اليوان يثبت نفسه في وجه تقلبات السوق. ويُلاحظ أن اليوان يتمسك بمستويات أكثر استقراراً مقارنة بالانخفاضات السابقة في أعوام 2015 و2019.

التأثير على الاقتصاد الصيني والعالمي

أظهرت البيانات الأخيرة أن التراجع في قيمة اليوان أدّى إلى ضغوط على الاقتصادات المجاورة مثل فيتنام، التي تأثرت بشكل كبير بتقلبات العملة الصينية.. ورغم هذه الضغوط، فإن الصين تتبنى سياسة دفاعية لحماية الاقتصاد الوطني.

وفي هذا السياق، يعتقد المحللون أن الصين ستواصل الدفاع عن سياستها الاقتصادية، ما قد يتطلب مزيداً من الإجراءات على صعيد الصادرات والواردات. يُنتظر من الصين اتخاذ خطوات فاعلة لتقوية اليوان وضمان استقراره على المدى الطويل.

بينما يواجه اليوان ضغوطاً من عدة اتجاهات، تظل الأسواق المالية تراهن على استقرار السياسات الصينية.. ومع استمرار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، تظل الأسئلة حول استدامة هذه السياسة الاقتصادية قائمة.

في المستقبل، سيكون من المهم مراقبة القرارات الصينية وتوقعات الأسواق التي تشير إلى مزيد من التقلبات في العملة.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات