تاريخ الإنسانية مليء بأمثلة لأفراد بدؤوا رحلتهم بفكرة صغيرة غيرت حياة المجتمعات، وأحياناً مصير أمم بأكملها، الشباب هم المحرك الحقيقي للتغيير، لكن الانتقال من مرحلة التفكير إلى مرحلة التأثير يتطلب رؤية واضحة، شجاعة، وعملاً متواصلاً.

التغيير يبدأ بفكرة، لكن ليست أي فكرة، بل تلك التي تسعى لحل مشكلة حقيقية أو تلبية حاجة مجتمعية، وكما قال الكاتب جورج برنارد شو: «يرى البعض الأشياء كما هي، ويتساءلون: لماذا؟ أمّا أنا فأحلم بأشياء لم تكن أبداً، وأتساءل: لمَ لا؟» هنا يكمن دور الشباب في تحدي الوضع الراهن والإيمان بقدرتهم على تحسينه.

رواد التغيير لا يخافون من التفكير خارج الصندوق، يجب أن تكون الأفكار الجديدة مبتكرة، قادرة على كسر الحواجز التقليدية، وكما قال ألبرت آينشتاين «الخيال أكثر أهمية من المعرفة»، هذا يعني أن الخيال يقود إلى التغيير، فالشباب الذين يطلقون العنان لخيالهم يملكون القدرة على خلق حلول غير مسبوقة.

الفكرة وحدها لا تكفي

الفرق بين من يبقون في الظل ومن يصنعون التغيير هو قدرتهم على تحويل الأفكار إلى خطوات عملية، قال توماس إديسون «العبقرية هي 1% إلهام، و99% عمل»، المثابرة والعمل الجاد هما وقود الإنجاز، والطريق إلى التأثير مليء بالتحديات، ما يميّز القادة الحقيقيين هو قدرتهم على الصمود، يقول ونستون تشرشل «النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون فقدان الحماس»، الشباب بحاجة إلى الإيمان بأن كل تحدٍ هو درس جديد يعزّز خبرتهم وقدرتهم.

التغيير الحقيقي هو الذي يمس حياة الآخرين، رواد التغيير يقيسون نجاحهم بمدى التأثير الذي يُحدثونه في محيطهم، عندما يتحول الشباب إلى قوة فاعلة تسهم في تحسين ظروف المجتمع، يصبحون مصدر إلهام لغيرهم، وكما قال غاندي «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم» وأختتم مقالي بالقول إن الشباب هم مستقبل المجتمعات وقادتها، فعلى الشباب أن يجعلوا أفكارهم الجيّدة بداية لرحلة مليئة بالأمل والإنجاز، ويتذكروا دائماً أن العالم بحاجة إلى التغيير، وأن كل تغيير يبدأ بفكرة تتطلب شجاعة وتحركاً، فالشباب هم الشعلة التي يمكنها أن تضيء الطريق للآخرين.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية