ما قناة بنما ولماذا يريد ترامب الاستيلاء عليها؟

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«الاستيلاء على قناة بنما»، وقال في خطاب تنصيبه إنه جرى «تسليم القناة بحماقة إلى بنما».

وأعرب ترامب عن نيته استردادها، معتبراً أنه فُرِضَت رسوم مبالغ فيها على السفن الأميركية المارة فيها. لكن ما القناة؟ ولماذا تعد مهمة للغاية؟.

ما قناة بنما؟

قناة بنما ممر مائي رئيسي يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، ما يسمح للمسافرين بحراً بتجنب رحلة إضافية تبلغ 7,000 ميل بحري (13,000 كم) حول الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية.

وتمتد القناة على مسافة 51 ميلاً (82 كم) في وسط بنما، وهي دولة تقع في الشريط الذي يربط بين أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية. وفي العام المنتهي في 30 سبتمبر، عبرت القناة ما يقارب 10,000 سفينة، حاملةً 423 مليون طن من السلع، بما في ذلك المواد الغذائية والمعادن والمنتجات المصنعة. وهناك أكثر من 40% من السلع الاستهلاكية المتداولة العام الماضي بين شمال شرق آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة مرّت عبر القناة. الولايات المتحدة هي أكبر مستخدم للقناة، إذ تنقل نحو ثلاثة أرباع البضائع عبرها سنوياً، في حين تأتي الصين في المرتبة الثانية.

من يملك القناة؟

تعود ملكية قناة بنما وإدارتها إلى حكومة بنما من خلال هيئة مخصصة تُعرف بـ«هيئة قناة بنما»، منذ 25 عاماً. كانت الولايات المتحدة قد سيطرت على القناة خلال القرن العشرين، حيث بدأت ببنائها في عام 1904 بعد مساعدتها لبنما على الاستقلال عن كولومبيا. افتُتحت القناة في عام 1914، ما أحدث ثورة في الشحن العالمي، وأسهم في عبور آلاف السفن التجارية والبوارج الأميركية سنوياً.

توترات سياسية

أدت سيطرة الولايات المتحدة على القناة واستبعاد البنميين منها إلى توترات بين السكان المحليين والزوار الأميركيين، ما دفع السلطات إلى بناء جدار يفصل بين مدينة بنما ومنطقة القناة في خمسينيات القرن الماضي. وفي 9 يناير 1964، اندلعت احتجاجات كبيرة قُتل خلالها 28 شخصاً جراء قمع السلطات، ما أثار غضباً دولياً، وشجّع الولايات المتحدة على التخلي عن القناة. وفي عام 1977، وقع الرئيس الأميركي جيمي كارتر والقائد البنمي عمر توريخوس معاهدتين لإنهاء السيطرة الأميركية على القناة تدريجياً. وبعد فترة من الإدارة المشتركة، التي شهدت غزو الولايات المتحدة لبنما في عام 1989 للإطاحة بالقائد العسكري مانويل نورييغا، تسلمت بنما السيطرة الكاملة على القناة في عام 1999.

ما الذي يريده ترامب؟

طالب ترامب بأن تعيد بنما القناة إلى الولايات المتحدة إذا لم تُدِر الممر المائي بطريقة يراها مناسبة. انتقد الرئيس الأميركي الرسوم التي وصفها بـ«الباهظة» التي تدفعها الحكومة الأميركية والبحرية والشركات لاستخدام القناة. وقال ترامب: «الرسوم التي تفرضها بنما غير معقولة. هذا الاحتيال الكامل على بلدنا سيتوقف فوراً».

تأثير الرسوم على حركة العبور في القناة

تحدد «هيئة قناة بنما» الرسوم المفروضة على السفن التي تستخدم القناة، وقد ارتفعت هذه الرسوم كثيراً في السنوات الأخيرة نتيجة الجفاف المتفاقم بسبب الاحترار العالمي، الذي أدى إلى تجفيف الخزانات الأساسية وتقليص قدرة القناة. في أواخر عام 2023، عبرت 22 سفينة فقط القناة يومياً بدلاً من 36، ما أجبر السفن على الانتظار لأسابيع، أو دفع ما يصل إلى 4 ملايين دولار لتجاوز الطوابير. وقد انخفضت حركة العبور بمقدار الثلث تقريباً في العام المنتهي في سبتمبر 2024.

زيادة الرسوم لمواجهة أزمة الجفاف

على الرغم من أن الهيئة سمحت بزيادة عدد السفن التي تعبر القناة في عام 2024 لتخفيف الازدحام، فإنها أعلنت عن رفع الرسوم وفرض رسوم إضافية بدءاً من 1 يناير 2025. ورداً على ذلك، قال الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، إن رسوم العبور ليس مبالغاً فيها.

القلق الأميركي من النفوذ الصيني على القناة

كما حذر ترامب من أنه لن يسمح للقناة بأن تقع في «الأيدي الخطأ»، مشيراً إلى أن الصين قد تكون تمارس نفوذاً عليها. وتسيطر شركة صينية مقرها هونغ كونغ على اثنين من المواني الخمسة المجاورة للقناة، واحد على كل جانب منها. ومع ذلك، أكد مولينو أن بنما تملك السيطرة الكاملة على القناة. وقال مولينو في بيان مصور يوم الأحد الماضي: «كل متر مربع من قناة بنما والمناطق المحيطة بها هو جزء من بنما، وسيبقى كذلك».


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 13 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 17 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات