Madain Saleh Saudi first UNESCO Site unstick
Share this video
Copy
Pause
Play
00:00
% Buffered 0
Previous
Pause
Play
Next
Live
00:00 / 00:00 Unmute
Mute
Settings
Exit fullscreen
Fullscreen
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Back
Default
English
Espa ol
Share
Back
Facebook
Twitter
Linkedin
Email
Vidverto Player
في محاولته الإجابة عن سؤال: ما الفلسفة؟ عرَّف الفيلسوف الفرنسيُّ المعاصر جيل دولوز (1925 1995) الفلسفةَ بأنَّها عبارة عن إبداع المفاهيم، وأنَّها لم تعُد معرفة المبادئ الأولى، بحسب ما كان مُتعارفًا عليه في التُّراث الإغريقيّ الأرسطيّ.
فقد اعتبر أرسطو (ت. 322 ق.م) فلسفةَ الوجود فلسفةً أولى بوصفها أساسًا للأنطولوجيا، واعتبرها هايدغر (1889-1976) تذكُّرًا للوجود، واعتبرها إيمانويل ليفيناس (1906-1995) فلسفةً أولى، لكن ليس بالمعنى الأرسطيّ أو الهايدغريّ؛ وإنمَّا تأسيسًا لِما وراء الأنطولوجيا كإيطيقا.
فالفلسفة بوصفها فلسفةً أولى - من وجهة النظر الميتافيزيقيّة - هي ما وراء البداية والنهاية/ البدء والاكتمال؛ أيّ أنّها تَبدأ من حيث يَكتمل العالَم، وتنتهي في أُفق الوجود. فجميع التساؤلات الفلسفيّة الأساسيّة والأصيلة، هي في الحقيقة، تساؤلات في غير أوانها؛ وذلك يَرجع: إمَّا لأنَّ الفلسفة بطبيعتها دائمًا ما تَسبق زمانَها، وإمَّا لأنَّها تربط الحاضرَ بالماضي.
بهذا التَّعريف يَنقل جيل دولوز الفلسفةَ من طوبائيّة البحث عن الحقيقة إلى حيِّز أدوات البحث التي تتعامل مع أجواء الحقيقة، واضِعًا - بتعريفه هذا - حدًّا للقول العتيق المتعلّق بالمبادئ، أو الكليّات التي «لا تُفسِّر شيئًا، بل تحتاج هي نفسها لِأَنْ تغدُوَ مُفسَّرة».
أمَّا آلان باديو (1937...)، فينحو من جانبه إلى تأكيد أنَّ الفيلسوفَ يُنشئ مشكلاتِه بنفسه؛ فالفلسفة تعني - أوَّلًا وقَبل كلّ شيء - ابتكارَ مشكلاتٍ جديدة في إطار ما سمَّاه وضْعًا فلسفيًّا Philosophical Situation. ولهذا شدَّد أفلاطون (427 347 ق.م) على أنَّ الفلسفةَ إيقاظٌ، والإيقاظُ يتضمَّن يقينًا انقطاعًا صعبًا عن النَّوم. فالفلسفة إذًا هي الفهْمُ من خلال الفكر لِما سينقطع مع سُبات الفكر.
أمَّا محمَّد إقبال (1877-1938)، فأكَّد أنَّ روح الفلسفة هو التَّساؤل الحرّ؛ إذ تَضـع كلَّ سلطةٍ فكريَّة مَوضع الشَّك. فوظيفةُ الفلسفة أن تتعقَّبَ الفروضَ الواهية في الفكر الإنسانيّ إلى جذورها الخفيّة، وقد تنتهي في هـذا المسعى إلى إنكـار العقـل الخالـص، أو الاعتراف صـراحةً بعجـزه عـن الوصـول إلى الحقيقـة المُطلَقـة. أمَّا جوهر الدّين، فهو الإيمان الكلّي الذي يُهاجِـم قلبَ الإنسـان الحـيِّ فيُلبـسه ثـراءَ الحيـاة الخفـيّ الكامن في أعمـاقه.
فالفلسفة، بحسب دولوز إذن، تتجاوز حدود التَّأمُّل والتَّفكير والتَّواصل كما كان تَصَوُّرُها في عهد المأدُبة السُّقراطيّة إلى أَفْهَمَةِ الكليّات ومَفْهَمَة المبادئ، حيث يُمثّل إبداعُ المفاهيم الينبوعَ المتدفَّق الدَّائم. فإذا ما أصبح للعِلم اختصاصُ المعارف، وصار للفنون ابتكارُ الأفكار الجميلة، فإنَّه يتبقَّى للفلسفة إبداعُ المفاهيم. لكنْ عليها أن تكافح، أوَّلًا، من أجل الحصول على حصّتها من كلّ معرفة إنسانيّة.
ليس هذا فحسب، بل لا يكفي في عصرنا هذا أن تُعلن العلومُ والفنون توبتَها عن إنكار بُنُوّتِها للفلسفة، فتتدافَع نحو أحضانها من جديد. صحيح أنَّ الفلسفة لا تَطمح لِأَنْ تكون أمَّ العلوم مجدَّدًا؛ لكنَّها تُطالِب مختلف العلوم باللّجوء إليها كليًّا، وأن تتناسى منهجيَّاتها، وتُقرَّ بحقّ مساءلتها لها بطريقتها الخاصَّة.
وعليه فإنَّ مَهَمَّة السُّؤال الفلّسفيّ، بحسب دولوز، تكمن إذًا في إعادة اكتشاف أسرار الفلسفة، حيث يُمارِس المفهوم جدواه أو أهميَّته بإمكانيَّاته الأصليّة، وحيث لا يُعدُّ المفهومُ بديلًا من الحقيقة.
وبهذا يَكسر إبداعُ المفاهيم عزلةَ الفلسفة باختراق معازل الآخرين، المتوزّعين حلبةَ الإبداع الإنسانيّ، فتدخل مساحات المحايثة، تُحوّلها إلى خارطةٍ واقعيّة بواسطة المفاهيم؛ إذ لا تستطيع الفلسفة في عصرنا هذا أن تقدّم نفسَها إلَّا عبر الآخرين؛ إلَّا بقدر ما تقرأ سواها.
في السياق ذاته يُميّز الفيلسوفُ الألماني لودفيغ فيورباخ (1804-1872) في مقالته «ضرورة إصلاح الفلسفة» بين نوعَيْن من الفلسفة:
الفلسفة الأكاديميّة الخالصة، والفلسفة الإنسانيّة الحضاريّة؛ أي بين فلسفة جديدة تدخل في نطاقِ الزمان المُشترَك مع الفلسفات المبكّرة، وفلسفة تنتمي إلى شكلٍ جديد تمامًا في تاريخ الجنس البشريّ؛ أو بالأحرى بين فلسفةٍ تدين بوجودها إلى مطلبٍ فلسفيّ وتتّفق مع احتياجات الجنس البشريّ بشكلٍ غير مباشر بموجب انتمائها إلى تاريخ الفلسفة، وأخرى بمثابة تاريخٍ للجنس البشريّ بشكلٍ مباشر.
وإذا ما أمعنّا النَّظر في حصيلة التفكير الفلسفيّ في الإسلام، نلاحظ أنَّه يتّسم بمجموعة من السمات التي تميّزه عن كثير من أنماط التفكير الفلسفيّ الأخرى. ففضلًا عن طابع الشموليّة الذي امتاز به فلاسفةُ الإسلام، غلبَت عليهم العناية بالجانب العمليّ الأخلاقيّ. فما الذي يُمكن للفلسفة الإسلاميّة أن تقدّمه اليوم؟ وإلى أيّ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية