«الحفر يا عزيزي الحفر».. القطاع المالي العالمي يتخلى عن تعهداته البيئية مع تولي ترامب منصبه

من المتوقع أن توجه إدارة ترامب الثانية ضربة للجهود الرامية إلى مواءمة القطاع المالي العالمي مع المسار نحو صافي الانبعاثات الصفري، إذ تتحرك البنوك ومديرو الأصول ومجموعات الصناعة بالفعل لاستيعاب سياسة الرئيس القادم المعلنة «الحفر يا عزيزي، الحفر».

وبينما أعلنت السلطات أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة على الإطلاق بارتفاعات لمستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بكمية قياسية واجتياح الحرائق لوس أنجلوس، تخلَّى تحالف المناخ الرئيسي في القطاع الخاص «تحالف غلاسكو المالي» من أجل صافي الصفر (GFANZ)، عن شرط أن يكون الأعضاء متوافقين مع اتفاقية باريس، وفقاً لصحيفة ذا غارديان البريطانية.

وتبع ذلك تعليق مجموعة من مديري الأصول الصفرية الصافية أعمالها، وحذف بيان الالتزامات التي يجب على الأعضاء تبنيها من موقعها الإلكتروني، بعد انسحاب شركة بلاك روك، أكبرها على الإطلاق، من صفوفها.

الأسوأ لم يأتِ بعد مع تولي ترامب منصبه بأجندة تهدف إلى عكس السياسات الخضراء الأميركية، والتي يُنظر إليها على أنها جزء من أجندة «الاستيقاظ» التي يستهدفها هو وأتباعه، يتوقع المحللون والمراقبون أن الأسوأ لم يأتِ بعد.

وقال جيمس ألكسندر، الرئيس التنفيذي لجمعية الاستثمار والتمويل المستدام في المملكة المتحدة «بصراحة، حتى إذا نظرت إلى السياسة في جميع أنحاء العالم، يبدو الأمر كأن اليمين الشعبي يدفع بقوة نحو تذكرة مناهضة لصافي الانبعاثات الصفري».

وأضاف «من المحبط بشكل خاص أن نرى هذه الأخبار تأتي في وقت أسوأ حرائق الغابات التي شهدناها على الإطلاق في لوس أنجلوس، والفيضانات في جميع أنحاء العالم، وموجات الحر، وعشية تنصيب دونالد ترامب».

صافي الانبعاثات الصفري في القطاع المالي تم إطلاق صندوق GFANZ وسط ضجة كبيرة في مؤتمر المناخ السادس والعشرين في اسكتلندا قبل ثلاث سنوات، وكان من المفترض أن يكون بمثابة تعاون على مستوى القطاع من أجل «حشد تريليونات الدولارات اللازمة لتحقيق أهداف اتفاق باريس».

في ذلك الوقت، قال مارك كارني، مستشار الحكومة البريطانية لشؤون تمويل المناخ في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين «هذا الإنجاز المتمثل في دمج تمويل المناخ الذي يحتاج إليه العالم»، ثم أصبح رئيساً للمجموعات الجديدة التي قال إنها ستكون «المعيار الذهبي لالتزامات صافي الانبعاثات الصفري في القطاع المالي».

ولكن عشية العام الجديد، أعلن كارني عن مراجعة كبرى لتلك الالتزامات، إذ أسقطت مجموعة جي أف إيه إن زي عملياً شرطها بأن تكون أنشطة الأعضاء متوافقة مع باريس، وسط هجرة تدريجية للبنوك الأميركية الكبرى -حيث انسحبت أكبر ستة منها من مجموعة صافي الصفر في صناعة الخدمات المصرفية منذ ديسمبر كانون الأول.

لكن أندرو جارواي، رئيس سياسة المناخ في شركة تحليلات المناخ ريزيلينس، قال "سيكون من الخطأ أن نعزو الصعوبات في GFANZ والتحالفات القطاعية إلى ترامب فقط، إذ واجهت مقاومة جمهورية متزايدة منذ إنشائها في عام 2021.

«ومع ذلك، فإن رئاسة ترامب هي في الواقع المحفز للعديد من الشركات المالية الأميركية للتراجع عن GFANZ والتحالفات القطاعية، مع شعور الشركات بالتوتر من العواقب السياسية والقانونية المحتملة المترتبة على اعتبارها نشطة للغاية في مجال إزالة الكربون».

انسحبت شركة بلاك روك التي تدير صناديق بقيمة 11.5 تريليون دولار، من مبادرة مديري الأصول الصفرية الصافية (NZAM)، قائلة إن عضويتها «تسببت في ارتباك بشأن ممارسات بلاك روك، وعرضتنا لاستفسارات قانونية من قبل العديد من المسؤولين العموميين». على الفور تقريباً، علقت NZAM مراقبتها لتقدم الأعضاء نحو الالتزامات، وأعلنت عن مراجعة «لضمان أن NZAM تظل مناسبة للغرض في السياق العالمي الجديد».

وقال بادي ماكولي، المحلل البارز للتحول في مجال الطاقة في شركة ريكليم فاينانس «كانت متطلبات NZAM من أعضائها ضعيفة للغاية لدرجة أنها كانت رمزية في المقام الأول، ولكن الرمزية يمكن أن تكون مهمة، وقول وول ستريت إنها لن تتعاون بعد الآن لتمويل التحول في مجال الطاقة يرسل رسالة إلى الملوثين الكبار بأنهم يستطيعون الاستمرار في العمل كالمعتاد».

وقال ألكسندر إن الشركات لم تكن تحاول فقط إرضاء إدارة ترامب القادمة وعدد قليل من السياسيين اليمينيين، لكن كان هناك انعدام ثقة واسع النطاق في السياسات التقدمية بين الناخبين الأميركيين، وقال «تحليلنا هو أن رد الفعل العنيف لمبادئ الاستثمار البيئي والاجتماعي والحوكمة ليس شيئاً شعبياً، إنه شيء تم إنشاؤه من قبل أولئك الذين يقفون ليخسروا أكثر من تحول الطاقة الصافية الصفرية، وهم بالطبع شركات النفط والغاز، وهي بعض من أكثر الشركات ذات رأس المال الجيد في الاقتصاد بأكمله».

وأضاف «إنهم يواجهون تهديداً وجودياً يتمثل في سحب ترخيصهم للعمل، وهم يقاومون بقوة شديدة، وهذا يعمل لصالحهم بشكل جيد للغاية في أميركا الآن».


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ ساعتين
منذ 8 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 17 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 38 دقيقة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ ساعة
فوربس الشرق الأوسط منذ ساعة