ارتفع مؤشر الأسهم الصينية «سي إس آي» بنسبة 0.8 بالمئة مع بدء تداولات اليوم الثلاثاء بشكل مؤقت، لكنها سرعان ما استقرت عند مستوى ثابت، كما ارتفع اليوان بنسبة 0.3 بالمئة مقابل الدولار.
جاء ذلك نتيجة شعور المستثمرين ببعض من الثقة، إذ لم يعلن دونالد ترامب الرئيس الأميركي عن رسوم جمركية باهظة على الصين، لكنهم غير راغبين في الرهان على أن هذا يعني تحسن العلاقات الأميركية الصينية.
وقال وانغ «لا تتوقع أن يؤدي تنصيب ترامب إلى ارتفاع كبير في الأسهم، لأنه من غير الواقعي أن تنعكس العلاقات الصينية الأميركية فجأة».
وعاد ترامب إلى البيت الأبيض يوم أمس بأجندة تهدف لإصلاح التجارة والهجرة وخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية.
وجه ترامب الوكالات الفيدرالية للتحقيق في قضية العجز التجاري الأميركي المستمر والممارسات التجارية غير العادلة من قبل دول أخرى، ومعالجة الأمر، وكان قد هدد بأنه قد يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات من كندا والمكسيك في الأول من فبراير.
ما موقف ترامب الحالي من التعريفات الجمركية؟ وقال تشارلز وانغ، رئيس مجلس إدارة شركة شنتشن دراغون باسيفيك كابيتال مانجمنت، إن بداية ترامب في رئاسته «أفضل مما توقعت».
وفي إشارة إلى التوترات التجارية والجيوسياسية المريرة بين أكبر اقتصادين في العالم خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس، قال وانغ إنه شعر بأن ترامب كان أكثر براغماتية تجاه الصين، وأكثر تركيزاً على السياسة الداخلية.
وقال يوان يووي، مؤسس ومدير الاستثمار في شركة ووتر ويزدوم لإدارة الأصول، إن عودة ترامب إيجابية نوعاً ما، ويتوقع أن يكون الرئيس الجديد أقل صرامة في حملته على الصين من سلفه جو بايدن، الذي سعى إلى خنق الصين حتى الموت.
انخفض مؤشر«سي إس آي» بنحو 5 بالمئة منذ فوز ترامب بالانتخابات في 5 نوفمبر تشرين الثاني، بسبب تهديد بفرض رسوم جمركية باهظة بنسبة 60 بالمئة على السلع الصينية، لكنه انتعش بالفعل خلال الأسبوع الماضي، وسط إيماءات حسن النية بين بكين وواشنطن، بعد مكالمة ودية بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ.
كيف تحركت المؤشرات منذ فوز ترامب؟ كما انخفض اليوان بنحو 3 بالمئة مقابل الدولار منذ فوز ترامب، لكنه يتداول بالقرب من أقوى مستوياته في أسبوعين، مدعوماً بمكالمة ودية بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ.
وخلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس، ضعف اليوان بأكثر من 12 بالمئة مقابل الدولار خلال سلسلة من إعلانات التعريفات الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين بين مارس 2018 ومايو 2020، بينما انخفض مؤشر «سي إس آي» بما يصل إلى 30 بالمئة من الذروة إلى القاع خلال تلك الفترة.
إذا تم رفع التعريفات الجمركية في نهاية المطاف، فقد يوجه ذلك ضربة قوية لثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي كان يعاني من أزمة عقارية مطولة وطلب استهلاكي ضعيف يثقل كاهل النشاط الاقتصادي.
ماذا سيحدث إذا نفذ ترامب وعيده؟ وقال غاري نغ الخبير الاقتصادي في ناتيكسيس «نظراً لوجود قضايا لم يتم حلها بين الولايات المتحدة والصين، فإن عدم التكلم في التعريفات الجمركية الآن لا يعني أنه لن يحدث في المستقبل، وهذا يعني أن الأصول المرتبطة بالصين ستظل تحت ضغط من الجغرافيا السياسية والسياسات المحلية الأميركية».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية