دروس من مدرسة غزة

منى بنت حمد البلوشية

عندما أتحدَّث عن غزة العِزة أشعر وكأنّ دروس الحياة بأجمعها اجتمعت في هذا الشعب المقاوم، الذي جاهد وصبر وما زال يجاهد، الذي لم يكن سهلًا على إخواننا في غزة ما حدث لهم من سفك الدماء والشهداء الذين ارتقت أرواحهم إلى السماء، كم هو مؤلم لهم ما حدث من فقد وتشتت وضياع وهدم لبيوتهم وتجويع وكل هذا حدث في غضون 471 يومًا من المذابح والدمار، وقبلها بأعوام كثيرة، ورغم هذا لم تفتر يومًا همتهم للدفاع عن أرضهم وحريتهم، فسلام على الصامدين المجاهدين.

ألا تستحق غزة أن تكون مدرسة وتُلقِننا دروسًا في الحياة؟ فهي مثالًا حيًا للجهاد والصبر والحكمة والقوة، منذ أن وِلدنا وغزة وسائر فلسطين تقاوم وتحت الاحتلال الصهيوني الغاصب الذي انتهك الحقوق وسلب شيئًا ليس له، ما هي الدروس التي علمتنا غزة وستبقى معلقة في الأذهان؟ الدروس كثيرة وليتنا لا نغفل عنها ونجعلها دروسًا لنا وللأجيال القادمة.

بعد إعلان وقف إطلاق النَّار في غزة استعادت الأرواح أنفاسها قليلًا في سائر أنحاء فلسطين وعمّ الفرح الذي امتزج بالبكاء واستذكار ما حلّ بهم من فقد لأحبتهم وهدم لبيوتهم وللذكريات الجميلة التي كانت تجمعهم، رغم أنني قررت أن أكتب عن الدروس من مدرسة غزة إلا أن أناملي تقول في نفسها كيف ستكتبين تلك الدروس كلها وهل سيستوعب ذلك يومًا واحدًا وهل فعلًا يمكنني وصف ما حلّ بها، بالفعل لن أن أستطيع كتابتها في يوم واحد لأنها تحتاج الجهد والكثير مني، فهي كثيرة فالمدرسة الغزية علمتنا ما لم نكن نعلم عنه من قبل وأنضجت عقولنا وكبرنا معها.

غزة علمتنا جميعًا بأن من يُريد يستطيع بلا سلاح ولا قوة سوى قوة الإرادة للاستمرار، فكل شيء قابل لأن يتحقق حتى يأتي وعد الله عزوجل "لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا"، وأنّ الشدائد تربي المرء مهما كان كبيرًا أم صغيرًا فلا بأس فالحياة تحتاج لهذه الشدائد حتى يكبر العقل، ولكن لا أن يكبر قبل أوانه، فقد أظهرت المرأة الفلسطينية قوتها وأصبحت امرأة بدرجة امتياز مع مرتبة شرف ووسام يعلق على كتف كل امرأة منا نحن النساء فقد خاضت حروبًا لم تكن تعلم بأنها ستقف فيها وقفات فخر رغم كل الجراح والألم والفقد الذي حدث لها ورغم عدم قدرتها على تحمل ما خاضت ومخاض الألم كأنها ولادة متعسرة وأقسى من ذلك، إلّا أن إرادتها أقوى من كل شيء يثنيها لاستكمال مسيرتها.

وكيف للرجال حين طحنتهم الأيام ويكابدون مرارة كل شيء بلا استثناء وأصبحوا جبالًا وصناديد يضرب بهم المثل، فمن الذي يستطيع أن يهدم جبلًا تشبّع حتى أصبح متماسكًا لا أحد يجرؤ على هدمه من قساوة ما حدث لهم، أي تشبيه هذا الذي يحق لي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرؤية العمانية

منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
صحيفة الشبيبة منذ 6 ساعات
موقع بوابة الأخبار منذ 21 ساعة
صحيفة رصد العمانية منذ 19 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 14 ساعة
موقع البوابة الرياضية منذ 9 ساعات
صحيفة الشبيبة منذ 13 ساعة
قبس للإعلام - عُمان منذ 17 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 12 ساعة