لطالما كان الدين جزءاً لا يتجزأ من هوية الإنسان وثقافته، وساهم في تشكيل المبادئ الأخلاقية والاجتماعية للشعوب، لكن عبر التاريخ شهدنا حروباً وصراعات ارتبطت بالدين، أو هكذا تم تصويرها، مما أثار جدلاً واسعاً حول حقيقة الحروب الدينية، هل كانت تلك الحروب نتيجة لصراع عقائدي حقيقي أم أنها أداة لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية واستراتيجية ؟ نستعرض من خلال هذا المقال جذور ظاهرة الحروب الدينية ونبحث في أسبابها وحقيقتها.
أولاً: المفهوم الحقيقي للحرب الدينية
يمكن تصنيف الحروب الدينية إلى ثلاثة معان رئيسة:
1. حرب الدفاع عن الدين والوطن: هو المعنى المشروع الذي يتفق عليه العقلاء فهو دفاع عن حرية المعتقد وحماية المقدسات من أي اعتداء أو احتلال، وهذا الحق كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وهو ليس مجرد مبدأ إنساني، بل هو قيمة تنبع من عمق الانتماء والإيمان الذي يجسد الهوية والكرامة الإنسانية، فحرية المعتقد يجب أن تبقى مصونة، وحماية الأوطان والدفاع عنها ليس مسؤولية وطنية فحسب، بل هي من صميم الإيمان.
2. الحرب ضد المخالف في الدين: محاربة الآخر لمجرد الاختلاف معه في الدين، هو أمر مرفوض تماماً، حيث أكدت النصوص الدينية على منع الإكراه في الدين، فلا يحق لأحد أن يرغم أحداً على ترك دينه، بل أكدت النصوص على وجوب التعامل مع المخالف في الدين وفق مبادئ العدل والإحسان، في إطار منظومة أخلاقية، تكرس التسامح وتقبـل الآخر، والتعايش معه.
ويصور بعض المتطرفين أن الحرب يجب أن تقوم مع كل من خالفهم في الدين، مستندين إلى بعض عمومات النصوص وتنزيلها على واقع مغاير للواقع الذي نزلت فيه، او الأخذ ببعض النصوص الخاصة بحوادث معينة وتعميمها على كل الأزمنة، وهنا تظهر المشكلة في منهجية المتطرفين في التعامل مع النصوص وفهمها.
3. استخدام الدين كغطاء سياسي في الحروب: وهذا من أكثر الحروب شيوعا في التاريخ، بل لا تكاد تجد حرباً دينية إلا ودوافعها سياسية، بدءاً من الحروب الصليبة التي هي حروب توسعية استيطانية استخدمت المسيحية لتحقيق أهدافها، أو الحروب باسم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
