يؤثر في السياسة عبر المحيط.. زمن إيلون ماسك

بعض المقربين منه يزعمون أنه مضطرب عقليا.. وخبراء علم النفس لم يسلموا من تصريحاته حيث يصفهم بـ"المنتفعين"

منصة «إكس» وفرت له منبرا عالميا للتأثير على الأنظمة السياسية وهز المجتمعات

منذ انتخاب ترامب لفترة رئاسية جديدة تضاعف سهم شركته وتضخمت ثروته لتصل إلى 440 مليار دولار

الساعد الأيمن لدونالد ترامب يعمل فى منطقة رمادية ما بين الشخصية العامة والخاصة

«فايننشيال تايمز»: ماسك يدرس الإطاحة برئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر من منصبه قبل الانتخابات العامة المقبلة

جيفرى سونينفيلد: إنه مثل السكين يمكن استخدامها فى تقطيع طعام العشاء أو فى قتل شخص ما

ينتقد الحزب الديمقراطى الاجتماعى فى ألمانيا ويدعم حزبا يمينيا متطرفا فى محاولة منه للتأثير فى انتخاب ألمانيا المقبلة

في الآونة الأخيرة يوجه بوصلة اهتمامه إلى السياسة الأوروبية ويحاول التأثير فيها عبر العديد من الطرق

يكشف الجدول الزمنى لأحداث العام الماضى 2024، أن الملياردير إيلون ماسك أصبح الرجل الأكثر نفوذا، إنها لحظة غير مسبوقة فى العصر الحديث، أن نكون أمام شخص يعد أغنى رجل فى العالم، متشابك بشكل وثيق مع الإدارة الأمريكية، يلقى بثقله فى السياسة الأوروبية، ويبسط نفوذه ما بين الأرض والفضاء، كما يحتل مساحة رمادية ما بين العام والخاص تسمح له بالمناورة، وربما نسمع قريبا عن مدينة «ماسك تاون»، التى يزعم أنها فاضلة، ثم ينفى لاحقا نية إنشائها! فهو ليس فقط رئيسا لشركتى «تسلا»، و«سبيس إكس»، لكنه مثل الأخطبوط متعدد الأذرع.

لا يكتفى إيلون ماسك بـ"أذن" الرئيس الأمريكى ترامب، بل عزز وجوده بالدائرة الداخلية للإدارة الأمريكية عبر وزارة الكفاءة، لقد كان مرافقا لترامب فى منتجع "مار إيه لاجو"، الساحر لأغلب الوقت منذ فوزه فى الانتخابات.

والسؤال.. لماذا يهتم قطب التكنولوجيا بالسياسة الخارجية إلى هذا الحد؟ ولماذا أصبحت القارة الأوروبية محط هوس لديه؟، وكيف يمثل تشكيل الاتحاد الأوروبى جبهة موحدة، لمواجهته تحديا بالغ الصعوبة فى ظل احتضان بعض العواصم الأوروبية لمشاريعه مثل روما؟

وماذا يعنى النفوذ المتعاظم له بالنسبة للاتحاد الأوروبى؟ من المؤكد أنه ليس مجرد بريق أضواء السياسة ومسرحها، لكن يظل الهدف النهائى لماسك غير واضح، إلا إذا قمنا بزرع شريحة لقراءة ما يدور فى دماغ أخطر رجل فى عالم اليوم.

إيمان عمر الفاروق

تعتبر شخصية إيلون ماسك غريبة الأطوار، تغرى علماء النفس بالتحليل والدراسة، خصوصا فى ظل الدور الريادى الذى يكتسبه يوما بعد يوم، ويثير مخاوف العواصم العالمية، هل هو كما يزعم بعض المقربين منه مضطرب عقليا، مما ينذر بكارثة محققة؟ أم أنه - كما تشهد مشاريعه وشركاته - عبقرى متفرد؟ أن بعض الدراسات النفسية تؤكد تفرده، فقد ذكر تقرير نشر بموقع "سيكولوجى توداى"، أن نجاح ماسك ينبع من تفكير مركز، وليس مشتتا بالطبع، وبأنه يتفوق فى جميع المجالات من خلال الغوص عميقا فى كل منها، لكنه يبرز كخبير موسوعى غامض، قد تعطيه مساعيه الواسعة، انطباعا بأنه رائد أعمال متمرد يرمى بشبكة واسعة فى بحر لا نهائى بمنتهى البساطة، لا يخشى المخاطرة. ويكشف الفحص الدقيق عن بنية معرفية، تستند أساسا إلى مفهوم التقسيم، وتشكل تلك القدرة على تقسيم الانتباه والموارد، بل وحتى الطاقة العاطفية إلى ما يشبه "المقصورة"، علامة تجارية خاصة بماسك.

من منظور عام، قد تبدو مشاريع ماسك المتزامنة فى مجالات متعددة وكأنها تعدد فى المهام، ومع ذلك فإن النهج المجزأ مختلف تماما، فالتعدد فى المهام يشتت الموارد بشكل ضئيل، مما يتسبب غالبا فى ظاهرة "الجاهزية لكل المهن مع عدم إتقان أى منها"، على العكس من ذلك، فإن التقسيم المجزأ يمكن ماسك من التصرف مثل سادة متعددين يسكنون قصرا واحدا، ويبرز كل "سيد" منهم عند الحاجة إليه، ومن ثم تحقيق خطوات رائدة فى قطاعات فردية، المفارقة أن حتى خبراء علم النفس لم يسلموا من تصريحات ماسك النارية، واصفا إياهم بأنهم منتفعون تحركهم المادة.

لطالما كانت الشخصيات الغنية والقوية جزءاً من السياسة، يمثل حضور إيلون ماسك على الساحة العالمية، تكرارا جديدا للكيفية التى تستطيع بها الطبقة الغنية ممارسة الضغوط على الطبقة السياسية.

كبريات الصحف والمواقع العالمية، تصف ماسك بأنه "صاحب سلطة بلا انتخابات"، أو بعبارة أكثر دقة هيمنة منزوعة الشرعية، لقد باتت أخباره بمثابة القصة، الأبرز لهذا العام، تتلخص فى صعوده المثير للدهشة فى كل مكان، وبمستوى غير مسبوق من القوة العالمية.

فى عام 2024، تمكن من أن يصبح الرجل غير المنتخب الأكثر نفوذا فى العالم، إنه يحظى بأذن رئيس الولايات المتحدة، ونفوذ يمتد إلى نفس الوكالات التى من شأنها أن تكبح جماح شركاته، والتى أصبحت على قدر كبير من الحيوية للبنية التحتية الرقمية للعديد من الدول، تجعل محفظته المشرعين الأمريكيين يركعون أو يتراجعون، وتجعل تغريداته القادة فى جميع أنحاء العالم يهتفون أو يغضبون، وذلك بحسب وصف صحيفة "الجارديان" البريطانية.

بالأرقام والثروات على المستوى المالى، منذ انتخاب دونالد ترامب تضاعف سعر سهم «تسلا» تقريبا، وتضخمت ثروة ماسك، التى كانت بالفعل الأكبر فى العالم فى بداية عام 2024 إلى 440 مليار دولار، وفقا لمجلة فوربس، وأقرب قطب فى القائمة، مؤسس أمازون جيف بيزوس، يتخلف عنه بفارق 200 مليار دولار.

ولم يتردد ماسك، فى إظهار قوته المكتشفة حديثا منذ انتخاب ترامب، حيث سعى بقوة إلى اختيار تعيينات المناصب الحكومية، وكانت خطوته الأكثر جرأة، عندما قاد حملة لرفض اتفاقية الإنفاق التى أقرها مجلس النواب، بحجة أنها تضمنت الكثير من التنازلات للديمقراطيين، وسرعان ما حذا مجموعة من الجمهوريين فى الكونجرس حذوه، ورفع الرئيس المنتخب الرهانات بدعوة الجمهوريين، إلى تعليق وتمديد سقف الدين الحكومى، لتجنب التخلف عن السداد، مما قدم لمحة عن الفوضى التى تنتظرنا فى عام 2025، ورد الديمقراطيون بسخرية بعبارة "الرئيس إيلون ماسك"، غمر رواد منصة "إكس"، «تويتر» سابقا، المنصة الاجتماعية بصور ماسك فى البيت الأبيض، ورد ترامب بالتقليل من تأثير ماسك وتهدئة مخاوفهم قائلا "لا، لن يكون رئيسًا، أستطيع أن أخبركم بذلك".

ماذا يعنى النفوذ السياسى المتزايد، الذى يتمتع به ماسك بالنسبة للاتحاد الأوروبى؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح على الساحة السياسية اليوم، إن إيلون ماسك، الساعد الأيمن لترامب، الذى يعمل فى منطقة رمادية ما بين الشخصيات العامة والخاصة، يستطيع أن يقول ما يريد إلى حد كبير، حتى وهو يلعن الرقابة، ويرى الاتحاد الأوروبى خطرا متزايدا، وبعد أن وضع نفسه فى الإدارة المقبلة لترامب، انتشر نفوذ ماسك بسرعة عبر الأطلسى، ولابد أن يشكل هذا تطورا مثيرا للقلق بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، خصوصا فى أوروبا، حيث أصبحت السياسة الداخلية بالفعل عرضة لزعزعة الاستقرار.

يقول جيفرى سونينفيلد، أستاذ الإدارة فى جامعة ييل، لموقع"ذا بارليمنت " "إنه مثل السكين، يمكن استخدام السكين لتقطيع طعام العشاء، أو ربما لقتل شخص ما". ويضيف: "إن ما يفعله هو تدخل فى الانتخابات الأجنبية، الأمر الذى يستاء منه ماسك شخصيا عندما يحدث هنا، لا ينبغى له أن ينتهك معايير السلوك المسئول تجاه البلدان الأخرى"، ويرى سونينفيلد فى سلوك ماسك شىء من النفاق.

إن الطريقة التى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة الأهرام

منذ 10 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 7 ساعات
موقع صدى البلد منذ 12 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 7 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ ساعتين
صحيفة المصري اليوم منذ 12 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 16 ساعة
قناة اكسترا نيوز منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين