ارتفعت معظم الأسواق الآسيوية خلال تعاملات يوم الأربعاء، إذ رحّب المستثمرون بحذر بأول يوم كامل للرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصبه، وإعلانه المتعلق بأضخم مشروع للذكاء الاصطناعي في التاريخ، وسط آمال في أن يتخذ نهجاً أكثر حذراً تجاه التجارة مما كان متوقعاً في البداية. ويترقب المستثمرون فترة ولاية ترامب الثانية منذ إعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، إذ تحولت الآمال بإجراءات محفزة للأسواق إلى مخاوف من عودة الحرب التجارية مع بكين واستهداف دول أخرى.
كما تثير خططه لخفض الضرائب والهجرة واللوائح التنظيمية قلقاً بشأن إمكانية ارتفاع التضخم، ما قد يحد من قدرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة.
الذكاء الاصطناعي يقود الصعود قفزت أسهم مؤسسة سوفت بنك اليابانية العملاقة بأكثر من تسعة في المئة، ما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات تصنيع الرقائق المدرجة في طوكيو، بعد إعلان ترامب عن إدراجها في مشروع جديد بقيمة 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
وكان مؤشر نيكاي 225 الياباني الأفضل أداءً يوم الأربعاء، إذ ارتفع بنسبة تجاوزت 1.5 في المئة، مدعوماً بارتفاع أسهم سوفت بنك بفضل الأخبار عن انضمامها إلى مشروع «ستارغيت» بالتعاون مع أوراكل وأوبن إيه آي.
كما ارتفعت أسهم شركات تصنيع الرقائق اليابانية، إذ زادت أسهم «أدفانست» بأكثر من أربعة في المئة، بينما ارتفعت أسهم «طوكيو إلكترون» و«ليزرتك» بأكثر من اثنين في المئة.
في هذه الأثناء، سجلت تايوان أيضاً قفزة كبيرة، لترتفع أسهم شركة «تي إس إم سي» العملاقة بأكثر من 2 في المئة، كما شهدت كوريا الجنوبية مكاسب بفضل ارتفاع أسهم «إس كيه هينكس»، و«إل إس إلكتريك».
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأسواق الأوروبية والأميركية، إذ سجلت وول ستريت ارتفاعات جديدة، كما سجلت لندن وفرانكفورت أرقاماً قياسية.
مخاوف تحيط بسوق الأسهم على الجهة الأخرى، خسر مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ أكثر من واحد في المئة بعد ارتفاع استمر لنحو ستة أيام، وسط مخاوف من فرض رسوم جمركية جديدة على الصين، ما أثّر سلباً على ثقة المستثمرين، كما سجلت بورصة شنغهاي انخفاضاً ملحوظاً أيضاً.
ورغم التفاؤل بأن بكين قد تتجنب في البداية فرض رسوم جديدة، وسّع ترامب قائمة الدول المستهدفة أمس الثلاثاء لتشمل الصين والاتحاد الأوروبي.
ورداً على ذلك، صرّح نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيوشيانغ، في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، قائلاً «الحمائية لا تؤدي إلى أي مكان، ولا يوجد رابح في الحرب التجارية».
وشهدت الصين أرقاماً قياسية في صادرات عام 2024، ويرجح المحللون أن الشركات سارعت في تخزين البضائع قبل بداية فترة ترامب الثانية، ومع ذلك، يقول الاقتصاديون إن الرسوم الجمركية المحتملة قد تؤدي إلى تباطؤ في الصادرات خلال العام الجاري.
(أ.ف.ب)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية