سالم البادي (أبو معن)
بعد يومين من وقف إطلاق النَّار في غزة، تتباين المشاعر بين الفرح بإنهاء حرب ضروس طويلة الأمد، والخوف من عودة استمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة، ويترقب سكان القطاع استكمال مراحل الاتفاق بحذر بالغ، مع أمل في استمرار حالة الهدوء الذي ساد القطاع.
لا شك أنَّ اتفاق وقف إطلاق النَّار جاء بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من خمسة عشر شهرا. لقد مرت أيام قاسية وأسابيع مؤلمة وشهور طاحنة على قطاع غزة، وهي تحمل معها رياح عاتية من الحزن والأسى، وألم الوجع والفقد، مخلفة وراءها الدمار في كل شبر من أرض غزة الأبية الشامخة الصامدة.
وامتدت يد الإرهاب الصهيوني المحتل لتنزِع الحياة من أنفس بريئة كل ما يعنيها في الحياة أن تحيا ببساطة وفي سلام، وترفع قلوبها نحو السماء لتذكر اسم الله. فهل هناك جريمة أبشع وأقذر من جرائم الإرهاب الصهيوني؟
ما جرى في قطاع غزة من أحداث وأهوال، ليست مجرد حرب واعتداء وجرائم صهيونية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وإن كان هذا أمرًا عظيمًا وحدثًا فارقًا، لذا لا أكون مبالغًا إن قلت إنَّ "طوفان الأقصى" جاء ليكشف ويُسقط الأقنعة الزائفة المخادعة في عالمنا المعاصر، جاء ليظهر ويكشف حقيقة الصهيونية الكاذبة التي كانت تسوق لنفسها بأنها "حمامة سلام".
أظهرت هذه "الحرب الضروس" ثبات ورباط وقوة إيمان الفئة المؤمنة الصادقة المُخلصة المدافعة عن حريتها وكرامتها ودينها وعرضها وأرضها، وأثبتت للعالم بصمودها أنها لن تتخلى عن وطنها وستدافع بكل ما أوتيت من قوة ولآخر نفس فيها، قال تعالى: " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "(الأنفال: 60).
أمة ضربت أروع معاني الصمود والثبات والكفاح والمقاومة والجهاد فكانت مع الله وكان الله معها، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال: 45).
لقد حولت المقاومة الفلسطينية مسار التاريخ، وأعطت دروسًا في التصدي للمحتل ولقنته درسا لن ينساه ولن تنساه الشعوب الحُرَّة.
وما جرى على أرض غزة هو نموذج نضالي وملحمة كبرى تجلت فيها كل معالم الإيمان، وارتسمت فيها صورة الإسلام الحقيقية، في الرضا والصبر والثبات والرباط، والعزة والأنفة، والإباء واليقين، وتجسدت فيها كل معاني العقيدة الإيمانية.
إن أرض غزة صارت اليوم محط أنظار شعوب العالم بثبات أهلها وصمودهم، فقد قدمت فصائل المقاومة الفلسطينية للعالم مثالًا حيًا في الإيمان الصادق، والأخلاق الإنسانية وأدب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية