بقلم : عبدالسلام الطراونة
جميل أن يتزامن الفرح الشامي الذي ينداح عطره من سوريا الآن وبالتحديد من لاذقية الشام، مسقط رأس الشيخ المجاهد عزالدين القسام، مع الفرح الذي لاحت بشائره الآن في غزة فلسطين التي استشهد على ثراها الطهور الشيخ القسام ليتولى من بعده فرسان المقاومة الفلسطينية الأطهار حمل الرسالة وإكمال المشوار النضالي حتى منتهاه!!
فأثمر الصبر الفلسطيني والذكاء الفلسطيني والجهاد الفلسطيني ناراً ونوراً ونواراً، اعترف ببسالته النادرة العالم بأسره بما في ذلك الأعداء الصهاينة الذين وثقت وسائل إعلامهم وكبار جنرالاتهم وسياسييهم النصر الفلسطيني شفويا وخطيا واعترفوا بالانكسار الصهيوني كحقيقة واقعة!!
واستشهد بهذا الصدد ببيت من الشعر يقول:
شهد الأنام ببأسهم حتى العدى ـــ والفضل ما شهدت به الأعداء
جميل أن يثمر الكفاح والصبر السوري الجميل نصرا على الطغاة الظالمين المقبور حافظ الأسد والمدحور بشار الذي كان بمثابة "رهينة في قفص يقول ما قيل له كما تقول الببغاء"، وشلة الشبيحة والمنافقين والمجرمين الذين اختطفوا سوريا نيفاً وخمسين خريفاً، كانت بضاعتها المتداولة هي المكابس والزنازين والكبتاجون والسرقة والكذب وصناعة الموت!! فكان مصيرهم الزوال إلى مزبلة التاريخ!
نعم.. إنه الصبر الذي وضعه الباري عز وجل في مرتبة قبل الصلاة حين قال في محكم كتابه العزيز: (واستعينوا بالصبر والصلاة).. هذا الصبر الذي استعنا به .. وتحزمنا به .. وتجرعنا مرارته طيلة نيف وسبعين حولا،، ومضى معنا خلال تلك الحقبة فوضعناه في الحزام كمفتاح للفرج إلى جانب مفتاح فلسطين الذي يتوسط الحزام الذي يشد أزرنا.. وها قد جاء أوان المفتاحين وجاء الفرج على وقع النشيد الوطني الفلسطيني (أنا كالقيامة ذات يوم آت).. وها قد جاء اليوم .. وجاء حصاد الطوفان .. وجاء حصاد الصبر.. وبالمناسبة فإن مفتاح فلسطين في الزنار جاهز!
جميل هذا التزامن القومي الجميل الذي ردّ الروح لنا.. وأطفأ الظمأ القومي المزمن في دواخلنا تماما كما يطفئ شهد الرضاب الحلال لظى القلوب العطشى!!
جميل أن تشهد الدنيا بأسرها لفضل وبأس وانتصار المقاومة الفلسطينية الباسلة على العدو الصهيوني، هذا الانتصار الممهور بالتضحيات الجسام التي لا تقوى على احتمالها دول عظمى .. ودماء أطفال ونساء وشيوخ عطرت الثرى الغزاوي الفلسطيني المقدس فتحقق النصر المؤزر بحول الله حين تجلت آيات الله في غزة.. غزة الأرض والمقاومة والحاضنة الشعبية والحجر والشجر والطير الفلسطيني المقاوم الذي مزق بمنقاره علم الصهاينة على مرأى من الجميع!! واعترفت دول العالم بهذا النصر المؤزر بما في ذلك وسائل الإعلام الصهيونية التي دونت بكلام واضح انتصار المقاومة الفلسطينية وانكسار سياسة الغطرسة والعدوان ولغة القوة التي انتهجها (نتنياهو) بعنادٍ وغباء لا مثيل لهما!! إذ لم يتعظ هذا العبيط بمن سبقه من القادة الإسرائيليين الذين هربوا بجلودهم وتركوا المستوطنات خلفهم حين أدركوا أن غزة هي مقبرة الغزاة!!
واستحثكم وإياي لاستعراض فصول ومجريات التمرين الحي الفلسطيني منذ بداية طوفان الأقصى وحتى الهدنة والتي سوف تسفر عن انسحاب عساكر العدو الصهيوني بآلياتهم وحفاظاتهم وزناختهم وحقدهم النازي من أرض غزة الطاهرة وخروج الآلاف من اشقائنا وشقيقاتنا المناضلين الفلسطينيين من زنازين العدو الصهيوني.. خاوة!!
ولا يفوتني بهذا الصدد أن أشير إلى اللفتة الذكية من قبل حماس التي تضمنت تقديم شهادات تقدير باللغتين العربية والعبرية وهدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات الثلاث، فأظهرت هذه الخطوة سمو ورقي حضارتنا العربية وسماحة ديننا الإسلامي الحنيف في التعاطي مع الأسرى والمعاملة الحسنة التي تلقتها الأسيرات خلال تواجدهن في غزة العزة، في حين نضع اليد على القلب تجاه مصير شقيقاتنا الماجدات الفلسطينيات اللواتي يرزحن تحت التعذيب والتنكيل في زنازين العدو الصهيوني، وأكبر دليل على ما أقول شقيقتنا المناضلة خالدة جرار التي بدت معالم التعذيب والقهر بادية على محياها وهي تغادر الزنزانة الانفرادية التي تمثل بشاعة العدوان الصهيوني النازي البغيض.
وأترك للعالم بأسره شعوباً ودولاً الحكم وعقد المقارنة بين الحضارة العربية الإسلامية والهمجية الصهيونية النازية. فشتان بين الحضارة العربية والحقارة الصهيونية!!.
واستمحيكم العذر لأبوح بكلام عن سوريا الحبيبة ولها.. لفيحاء الدنيا التي احتضنتني أربعة أعوامٍ حسوماً فأبهج خاطري عودة روح الحرية إلى أوصالها المنهكة وأقول: لي فيك يا سوريا بطولة غرستها بلدة (جبلة) بمحافظة اللاذقية التي انجبت الشيخ المجاهد عز الدين القسام الذي انتصر لسوريا الحبيبة حين قاوم الاستعمار الفرنسي.. وانتصر للأشقاء في ليبيا حين وقف في وجه الاستعمار الإيطالي.. وانتصر لفلسطين الغالية حين قاوم الاستعمار الإنجليزي واستشهد على ثرى فلسطين الطهور مقبلاً لا مدبر في معركة (يعبد) بالقرب من جنين,, نعم استشهد صاحب المقولة المشهورة (الجهاد رفيقه الحرمان والصبر)!! وارتحل الفارس المغوار إلى جوار ربه راضياً مرضياً.
ولي فيك يا جلق، نسائم بطولة تجاور المسجد الأموي حيث يرقد ضريح البطل صلاح الدين الأيوبي عزيزا في قلب المدرسة العزيزية.. نعم.. صلاح الدين والدنيا وبطل معركة حطين وتحرير بيت المقدس من براثن الصليبيين... البطل الذي ما يزال اسمه وصيته وحضوره يجلجل في سماء الغرب وأسماع ناسه!!
ويتردد صدى المجد العظيم من سوريا ليلاقي ترداده الصادق في كرك المجد والتاريخ التي تحتضن في قلب قلبها حضور صلاح الدين مجسدا بتمثاله المهيوب بكامل قيافته وعنفوان المجد في إهابه!! وكنت خلال وجودي في (خشم العقاب) اضرب تعظيم سلام كل صباح للبطل المهيب الذي يجاور من حيث المكان مصطبة القدس في الكرك، مثلما يجاور شغاف القلب من حيث المكانة والرفعة!! وكنت أكحل العين بمرأى الفارس الشجاع مع طالع شمس كل يوم وهو يمتطي جواده ويشير بالسبابة والسيف نحو الغرب حيث مهوى الأفئدة وبوصلة القلوب فلسطين العزيزة!!
ولي فيك يا ذات المجد، عبق السويداء وبالتحديد بلدة (القريا) التي أنجبت المرحوم سلطان باشا الأطرش -طيب الله ثراه- الزعيم الوطني وقائد الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي والنصير القوي للشهيد يوسف العظمة.. وكان أول من رفع علم الثورة العربية الكبرى على أرض الشام قبل دخول المغفور له الملك فيصل الأول طيب الله ثراه-.. وكان سلطان باشا الأطرش في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق في العام 1918م بعد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة أنباء سرايا الإخباريه