في تقريرها السنوي حول عمليات الاندماج والاستحواذ عالمياً، كشفت باين آند كومباني وهي إحدى شركات الاستشارات الإدارية الثلاث الكبرى، أنه خلال عام 2024، وصلت قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ إلى 3.5 تريليون دولار عالمياً.
يعد هذا زيادة بنسبة 14% على أساس سنوي، أي على عام 2023.
كما كشف التقرير عن ارتفاع حجم الصفقات بنسبة 7% على أساس سنوي، وهو ارتفاع يُنهي انخفاضاً في عمليات الاندماج والاستحواذ دامت عامين.
وقال غريغوري غارنير، رئيس قسم الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية بالشرق الأوسط في شركة باين آند كومباني، لـCNN الاقتصادية، إن «النمو في قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ جيد ولكنه لا يزال أقل من المتوسط التاريخي الذي يزيد عادة على 4 تريليونات دولار. لذا، لا يزال النمو بطيئاً، ولا تزال التحديات نفسها التي شهدناها العام الماضي موجودة مثل فجوات في التقييم وعدم اليقين التنظيمي وأسعار الفائدة».
وقد لعب الشرق الأوسط مساهمة رئيسية في هذا النمو العالمي، حيث ارتفع نشاط الاندماج والاستحواذ الاستراتيجي الداخلي والمحلي في المنطقة بنسبة 88% على أساس سنوي ليصل إلى 36 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، وقادت الجهات الحكومية في السعودية والإمارات هذا الأداء القوي، والذي يتماشى مع الاتجاهات العالمية الأوسع.
وبينما ارتفعت قيمة صفقات الأسهم الخاصة عالمياً بنسبة 29%، وارتفع رأس المال الاستثماري بنسبة 30% على أساس سنوي، وشهدت منطقة الشرق الأوسط نمواً استثنائياً في قطاعات محددة. وسجّلت قطاعات الطاقة والموارد الطبيعية والتكنولوجيا وخدمات التصنيع المتقدمة زيادات على أساس سنوي بلغت نحو 140% و90% و300% على التوالي.
مخاوف من التعقيدات التنظيمية ومع استمرار التحديات وتمديد الجداول الزمنية لإتمام الصفقات عام 2024، قال ما يقرب من نصف صانعي الصفقات (47%) إن المخاوف التنظيمية أثّرت في أنواع الصفقات التي تدرس شركاتهم الاستثمار فيها، وانعكست هذه المخاوف إيجاباً في منطقة الشرق الأوسط، حيث أعطى المستثمرون العالميون الأولوية بشكل متزايد للمنطقة بسبب بيئتها التنظيمية المواتية نسبياً.
وقد نمت استثمارات المستحوذين من الشرق الأوسط في أوروبا بنسبة تزيد على 100% منذ بداية عام 2024 مقارنة بعام 2023، ما يُسلّط الضوء على إعادة نظر الدول الأوروبية في آلياتهم التنظيمية نحو المناطق التي تقدم قيمة واستقراراً أفضل.
وشكّلت الصفقات واسعة النطاق 59% من إجمالي قيمة الصفقات عام 2024 على مستوى العالم، وهي أعلى نسبة منذ عام 2015، وكانت مهيمنة أيضاً في الشرق الأوسط، ما يعكس تركيز المنطقة على تعزيز الريادة في مجال الطاقة والتصنيع المتقدم.
الذكاء الاصطناعي حاضر بقوة كشف تقرير باين آند كومباني أن صانعي الصفقات يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير الوقت والتكاليف.
وأفاد المتبنون الأوائل للذكاء الاصطناعي عن ميزاته الكبيرة بعام 2024.
على مستوى العالم، كشف التقرير أن واحداً من كل خمسة من ممارسي عمليات الاندماج والاستحواذ استخدم التكنولوجيا في تحديد المصادر والفحص والدقة، وقد سارعت منطقة الشرق الأوسط، حسب التقرير، إلى تبني هذه الأدوات أيضاً، حيث استفاد صانعو الصفقات من الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات في سوق سريع النمو وتنافسي.
وقال غارنير إنه وفقاً لاستطلاع أجرته شركة باين مؤخراً، يرى 93% من المستثمرين تأثيراً للذكاء الاصطناعي في أنشطتهم الاستثمارية في السنوات الثلاث المقبلة، كما أن 20% من محفظة المستثمرين تقوم بالفعل بتطبيق الذكاء الاصطناعي ما أدى إلى تأثيرات كبيرة أحيانًا في بعض الحالات مثل أقسام المبيعات والتسويق التي شهدت ارتفاعاً بـ30 إلى 50% في الكفاءة. وفي ما يتعلق بتوقعات أداء عمليات الاندماج والاستحواذ في العام 2025، قال غارنير إن التحديات فنسها التي واجهها السوق العام الماضي ستظل موجودة مثل فجوات في التقييم وأسعار الفائدة، مضيفاً أنه سيكون هناك عدم استقرار في الجانب التنظيمي نظراً لبدء إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه هذا العام وعدم وجود توجه معين لسياسة إدارته فيما يتعلق بالقوانين التنظيمية.
كما أضاف غارنير أنه في منطقة الشرق الأوسط، من المتوقع أن يكون هناك تسارع في مواصلة استثمار الصناديق السيادية عالمياً في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية