شهدت ثاني ليالي مهرجان كتارا لآلة العود في الدوحة أجواءً فنية مميزة، حيث اجتمعت رقة النغم بجمال الأداء في احتفاء استثنائي بالموسيقار الكبير محمد القصبجي. الحفل، الذي أقيم في دار الأوبرا ضمن فعاليات النسخة الرابعة من المهرجان، قدم أمسية موسيقية جمعت بين الأصالة والتجديد، وشارك فيها نخبة من أبرز العازفين العرب والعالميين إلى جانب مواهب شابة من المعاهد الموسيقية.

تميز الحفل بأداء متنوع استعرض فيه العازفون مدارسهم الموسيقية المختلفة. فقد قدم الدكتور أحمد فتحي مقطوعات جمعت بين التراث اليمني وأسلوبه الخاص، بينما أبدع اللبناني شربل روحانا في المزج بين الموسيقى الشرقية والنغمات العالمية. من جانبه، أضفى الدكتور مهمت بتماز من تركيا طابعًا فريدًا بمزيج من المدرسة التركية والشرقية الكلاسيكية، في حين قدم الكويتي أنور عبد الله معزوفات مستوحاة من التراث الخليجي. أما العراقي سعد محمود جواد، فقد أذهل الجمهور بأداء مليء بالشجن والطرب الأصيل، بينما أضفى الجزائري رياض بوعلام لمسة مغاربية مميزة امتزجت فيها العصرية بالتقاليد.

كما برز السوري أيمن جسري بمقطوعات مفعمة بروح الشرق وتقنيات عزف دقيقة، إلى جانب مجموعة من المواهب الشابة التي أظهرت براعة وإبداعًا، في إطار التنافس على جوائز المهرجان. اختتمت الأمسية بفقرة غنائية أداها الفنان خلف المشعوف، تضمنت أغنيتي "غني لي شوي شوي" و"رق الحبيب"، إضافة إلى معزوفات خالدة من إبداعات القصبجي.

وعلى هامش المهرجان، الذي يستمر حتى 25 يناير بمشاركة أكثر من 50 عازفًا وباحثًا وصانعًا للعود، أقيمت ندوة بعنوان "محمد القصبجي: الريادة في العزف والتلحين"، أدارها د. أحمد يوسف. تحدثت الندوة عن رؤية القصبجي الفنية وابتكاراته اللحنية المستوحاة من الموسيقى الأوروبية، إلى جانب ندوة أخرى بعنوان "تطور عزف العود ذاتيًا: طريقة القصبجي مثلًا"، التي تناولت تأثير أسلوب القصبجي على تطور الموسيقى العربية.

فعاليات المهرجان تستمر بأمسيات موسيقية وندوات فكرية ومعارض، مع تركيز خاص على الإرث الموسيقي للقصبجي، الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.

هذا المحتوى مقدم من بوابة مصر ٢٠٣٠