تحت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يبدو أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على وشك التزايد، بعدما أعلن ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية تهدد العديد من الصناعات الحيوية في بكين.

ومع إعلان ترامب نيته فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، أصبح من الواضح أن بعض القطاعات ستكون أكثر تأثراً من غيرها، وفي ما يلي، نستعرض القطاعات التي قد تتأثر بشكل كبير بالرسوم الجمركية الجديدة بناءً على حجم صادرات الصين إلى الولايات المتحدة ومدى اعتماد كلا الاقتصادين على هذه الصادرات.

في 22 يناير كانون الثاني الجاري، أعلن ترامب أنه يفكر في فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية المصنعة التي تدخل الولايات المتحدة بدءاً من الأول من فبراير شباط، وتثير هذه الخطوة قلقاً واسعاً، خاصة أن فرض تعريفات جمركية شاملة سيتسبب في التأثير على مجموعة من الصناعات التي تشكل جزءاً كبيراً من صادرات الصين إلى السوق الأميركية.

وفقاً لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الإلكترونية، والجمارك الصينية، وهيئة التجارة الدولية الأميركية عبر KKR في 31 ديسمبر 2023، تظهر البيانات أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة في عام 2023 كانت تتركز بشكل أساسي في بعض القطاعات، والتي ستواجه أكبر الأضرار جراء الرسوم الجمركية المقترحة.

القطاع الأكثر تأثراً.. الإلكترونيات الاستهلاكية

من أبرز القطاعات التي ستتأثر بشكل كبير هي الإلكترونيات الاستهلاكية، حيث تمثل صادرات الصين لهذا القطاع نحو 435 مليار دولار، ما يعادل 22% من إجمالي صادرات الصين، و41% من واردات الولايات المتحدة في هذا المجال.

يشمل هذا القطاع العديد من المنتجات الشهيرة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الألعاب الإلكترونية وأجهزة التلفزيون ومعدات الصوت.

ومن المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 26 و45%، ما سيكون له تأثير بالغ على الإنفاق الاستهلاكي الأميركي، وهو ما قد ينعكس على ميزانية الأُسر الأميركية.

المنسوجات والملابس

قطاع المنسوجات والملابس يعد أيضاً من القطاعات التي ستتأثر بشكل ملحوظ، فقد بلغت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة في هذا القطاع نحو 404 مليارات دولار، بما يعادل 17% من إجمالي صادرات الصين، و28% من واردات الولايات المتحدة.

وبالنظر إلى حجم الاعتماد المتبادل بين الصين والولايات المتحدة في هذا القطاع، فإن أي زيادة في الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير، ما سيضغط على المستهلك الأميركي.

قطاعات أخرى معرضة للخطر

إلى جانب الإلكترونيات الاستهلاكية والمنسوجات، هناك العديد من القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الواردات الصينية، تشمل هذه القطاعات المواد الكيميائية (362 مليار دولار، 12% من صادرات الصين) والمعادن الأساسية (268 مليار دولار، 11%) ومعدات النقل (265 مليار دولار، 9%) وآلات البناء التقليدية (260 مليار دولار، 13%)، والمعدات الكهربائية (232 مليار دولار، 13%).

وبالنسبة للقطاع الخاص بالطاقة النظيفة والبطاريات التي تبلغ صادرات الصين فيها 118 مليار دولار، تمثل هذه الصادرات 13% من إجمالي صادرات الصين، وتشير البيانات إلى أن هذا القطاع قد يتأثر أيضاً بسبب الاعتماد الكبير للولايات المتحدة على المنتجات الصينية في هذا المجال.

التداعيات المستقبلية

من الواضح أن فرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية سيؤثر بشكل كبير على بعض القطاعات في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل زيادة قيمة صادرات الصين إلى مستويات قياسية في عام 2024، ففي ديسمبر، ارتفعت صادرات الصين بنسبة 10.7% على أساس سنوي، حيث سارع المصنعون لتلبية الطلبات، وكثفت الشركات شحناتها لتفادي الزيادات المحتملة في التعريفات الجمركية.

في الختام، تكشف البيانات المتعلقة بصادرات الصين إلى الولايات المتحدة حجم التحديات التي تواجه التجارة الخارجية للصين، كما تعكس التحديات التي قد يواجهها المستهلك الأميركي في حال تنفيذ هذه الرسوم الجمركية، فمن المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تغييرات كبيرة في الأسعار على المدى القريب، ما سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الأميركي.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية