إيمان الفارس عمان - لطالما سخّر الأردن جميع إمكانياته للدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم الفلسطينيين، من خلال استثمار اتفاقياته وعلاقاته وثقله في أرجاء المعمورة.
واليوم، وبعد وقف إطلاق النار في غزة، والذي نادى به الأردن مرارا وتكرارا، تتفتح الأعين على حجم الكارثة الإنسانية التي تركتها آلة الاحتلال للإبادة الجماعية في القطاع، ليواصل الأردن مشواره الذي كان سباقا ببدئه لإيصال المساعدات للغزيين حين بادر بكسر الحصار الصهيوني على القطاع.
وتأتي الزيارة الملكية المرتقبة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل نهاية الشهر الحالي، لتؤكد الدور الأردني الكبير الذي يلعبه في الإقليم، وحيال القضية الفلسطينية تحديدا، حيث تؤكد مصادر دبلوماسية لـ"الغد"، أن تلك الاجتماعات ستشهد بحث حجم وشكل المساعدات التي يحتاجها القطاع وسبل إيصالها من خلال الأردن.
ويشدد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، في تصريحات لـ"الغد"، على أن الأردن يتعاون مع كافة القوى الدولية ومنها أوروبا من أجل إدخال المساعدات وإيصالها للشعب الفلسطيني للتخفيف عنه لتثبيته على أرضه.
وتقول المصادر الدبلوماسية، التي فضلت عدم الكشف نفسها، إن مضمون مناقشات اجتماعات العام الحالي، سيكون مختلفا جدا عن الاجتماعات السابقة، مشيرة إلى الطموحات نحو ترسيخ محاور التعاون الأمني والعسكري ودعم الاقتصاد، والاستثمار، والطاقة، والتحول الأخضر، بالإضافة إلى موضوع اللجوء السوري في الأردن، ثم ترتيب كامل تلك الأولويات.
وتضيف بأن "هذه الشراكة الإستراتيجية ستعمق التعاون الاقتصادي"، ومعلنة أنه سيتم خلال الاجتماعات المرتقبة في 29 كانون الثاني (يناير) الحالي، تركيز المناقشات على تفاصيل المرحلة المقبلة، من حيث تحديد حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة، لافتة إلى أن هناك متطلبات جديدة سيتم أخذها بعين الاعتبار لإدخال المساعدات من خلال الجسر الأردني.
وتتابع أنه ستكون هناك إعادة تقييم لتداعيات المستجدات على الساحة السياسية، مشيرة إلى بحث انعكاسات وقف إطلاق النار في غزة والتطورات في سورية على الأردن.
وتؤكد المصادر أنه سيتم البناء على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي لتعزيز الاقتصاد الأردني، وسط توفر فرصة ممتازة لتكثيف المناقشات حول كافة القضايا المستجدة في المنطقة.
وفي هذا السياق، يؤكد الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور بشير الدعجة أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يثبت مجددا مكانته كركيزة دبلوماسية متقدمة تعبر عن صوت الحكمة والاعتدال، متبنّيًا رؤية إستراتيجية عميقة تهدف إلى معالجة الجذور المعقدة للصراع الفلسطيني الصهيوني.
ويقول الدعجة إن الزيارة المرتقبة لجلالته إلى بروكسل، تعد بمثابة محطة حاسمة لإعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام الدولي، وتقديم تصور شامل يضع الحلول السياسية والإنسانية على طاولة النقاش الأوروبي، وذلك في ظل التحديات المتصاعدة التي تفرضها أزمة غزة على الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي.
ويضيف الخبير أن هذه الزيارة تمثّل في توقيتها وأهدافها امتدادا طبيعيًا لدور الأردن الثابت في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وخاصة في ظل التداعيات الخطيرة التي أفرزتها الحرب الأخيرة على غزة.
ويبين أن الأردن يرى أن هذه الحرب ليست مجرد أزمة إقليمية محدودة الأثر، بل هي صاعق جديد يُهدد بتمزيق النسيج الهش للسلام والاستقرار في المنطقة، ما يجعل التحرك الدبلوماسي الأردني ضرورة مُلحة لإيقاظ المجتمع الدولي من حالة الجمود التي باتت تُحيط بالتعامل مع هذه القضية المصيرية.
فـ"الإستراتيجية الأردنية تُدرك بوضوح أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وما رافقه من تداعيات إنسانية مروّعة، لم يكن حدثًا معزولًا، بل يعكس غياب إرادة دولية حقيقية لإيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وفق الدعجة.
ويتابع: "من هنا، يسعى الأردن إلى تذكير الاتحاد الأوروبي بمسؤولياته التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال تقديم الدعم الإنساني، بل عبر تبني سياسات أكثر جرأة تُعيد تفعيل مسار الحل السياسي القائم على مبدأ حل الدولتين، الذي يُعتبر الأساس الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل".
ويرى أن التحرك الأردني لا يقتصر على إبراز معاناة غزة كأزمة إنسانية فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى طرح رؤية شمولية تُركز على أهمية استعادة التوازن في معادلة القوة السياسية والاقتصادية في المنطقة.
وفي هذا الإطار، "يشدد الأردن على أن استمرار الاحتلال وممارساته في غزة والضفة الغربية يهدد بتكريس دائرة الصراع، مما يستدعي موقفًا أوروبيًا أكثر وضوحًا، يتجاوز الإدانات الشكلية إلى ضغط سياسي حقيقي يضع حدًا لهذه الانتهاكات، ويدفع باتجاه إطلاق مبادرات دولية تُنهي الجمود الحالي".
ويرى الدعجة أن الزيارة المرتقبة تُظهر كذلك تصميم الأردن على استثمار علاقاته المتميزة مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز الدعم الإنساني والتنمية في غزة، منوها بأن جلالة الملك يدرك أن معالجة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية