ظل الاقتصاد الأميركي يتقدم بوتيرة مريحة في الربع الأخير من عام 2024، مدعوماً بقوة الإنفاق الاستهلاكي، ما أدى إلى تعزيز تباعده عن نظرائه العالميين.
يتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم أن يُظهر التقدير الأولي للحكومة للناتج المحلي الإجمالي للربع الأخير -مجموع السلع والخدمات المنتجة- زيادة سنوية بنسبة 2.7%، ليأتي ذلك عقب فصلين متتاليين من النمو بنحو 3%.
يُنتظر صدور تقرير عن النشاط الاقتصادي الأميركي يوم الخميس بعد يوم من اختتام أول اجتماع لبنك الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025. وفي ظل متانة الطلب بموازاة تضخمٍ ثابت، من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي المسؤولون على تكاليف الاقتراض دون تغيير. عقب اجتماعهم في ديسمبر، أشار صانعو السياسات إلى خفضين فقط لأسعار الفائدة هذا العام.
يُتوقع أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي أن الاستهلاك الشخصي للسلع والخدمات تجاوز 3% على أساس سنوي للفصل الثاني على التوالي، مدعوماً بسوق العمل القوية. يساعد ذلك في تفسير كيف تستمر الولايات المتحدة في التفوق على الاقتصادات المتقدمة في أوروبا وحول العالم.
على النقيض من الولايات المتحدة، من المتوقع أن تكشف الأرقام في الأسبوع المقبل عن ركود الاقتصاد الفرنسي في الأشهر الأخيرة من عام 2024، فضلاً عن انكماش طفيف في ألمانيا. ومن المتوقع أن تُظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو الأوسع نطاقاً، والتي من المقرر أيضاً صدورها يوم الخميس، نمواً ضئيلاً، مما يوسع اتجاه تباطؤ مستمر منذ عدة سنوات.
من المرجح أن تشير الأرقام الشهرية لإنفاق الأسر في الولايات المتحدة يوم الجمعة إلى استمرار في 2025. ويتوقع خبراء الاقتصاد أيضاً أن يُظهر تقرير الدخل والإنفاق الشخصي انتعاشاً طفيفاً في مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي مقارنةً بالشهر السابق.
"بينما كانت معدلات التخلف عن سداد القروض في ارتفاع -وخاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض- استفادت الأسر الأكثر ثراءً والتي تمثل حوالي 40% من إنفاق المستهلكين من انتعاش سوق الأسهم وزيادة قيمة الأصول. لقد أخذنا هذه الإشارة بعين الاعتبار في توقعاتنا للاستهلاك لعام 2025، ونتوقع الآن أن يتباطأ الإنفاق بشكل أكثر تدريجية مما كنا نتوقع سابقاً."
خبراء الاقتصاد: آنا وونغ، وستيوارت بول، وإليزا وينجر، إستيل أو، وكريس جي كولينز
بالنظر شمالاً، من المتوقع أن يخفض بنك كندا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، في تباطؤ بعد خفضين متتاليين بمقدار 50 نقطة أساس، في وقت تسبب فيه تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية قدراً كبيراً من عدم اليقين.
ستُظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهر نوفمبر، والتقديرات السريعة لشهر ديسمبر، تأثير الانتخابات الأميركية والإعفاء المؤقت من ضريبة المبيعات بقرار من رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو على الاقتصاد.
في أماكن أخرى، من بين أبرز الأحداث المتوقعة إجراء تخفيضات على أسعار الفائدة في منطقة اليورو والسويد وزيادتها بواقع 100 نقطة أساس في البرازيل. كما سينشغل المستثمرون بصدور العديد من التقارير من اليابان وخطاب رئيسي من المقرر أن تلقيه وزيرة المالية البريطانية.
آسيا
نشهد أسبوعاً هادئاً نسبياً في آسيا، حيث ستحتفل معظم المنطقة -بما في ذلك الصين وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية- بالعام القمري الجديد بدءاً من يوم الأربعاء.
الصين ستصدر يوم الإثنين بيانات التصنيع لشهر يناير بالإضافة إلى أرباح القطاع الصناعي في ديسمبر، والتي من المقرر أن تُظهر انخفاضاً لشهر آخر.
:
اليابان هي الاستثناء من الهدوء في أعقاب قرار بنكها المركزي يوم الجمعة بزيادة سعر الفائدة إلى أعلى مستوى في 17 عاماً. تبدأ موجة من البيانات يوم الثلاثاء مع الإعلان عن أسعار المنتجين في شركات الخدمات لشهر ديسمبر، والتي من المتوقع أن تظهر انتعاشاً آخر. كما يصدر مؤشر ثقة المستهلكين في اليوم التالي.
يوم الجمعة يحمل لنا نظرة على بقية اقتصاد اليابان: من المرجح أن يظل معدل البطالة ثابتاً في ديمسبر، في حين أن أسعار المستهلكين في طوكيو -أكبر مدينة والتي تمثل مؤشراً وطنياً- ربما ارتفعت قليلًا في يناير. في الوقت نفسه، من المتوقع ألا يطرأ تغير يُذكر على مبيعات التجزئة في ديسمبر مقارنة مع الشهر السابق، ومن المرجح أن تنخفض عمليات بدء تشييد المساكن الجديدة بوتيرة أسرع. كما سيتم الإعلان عن أرقام الإنتاج الصناعي الأولية لشهر ديسمبر.
تصدر أستراليا العديد من المؤشرات، بما في ذلك أسعار المستهلكين في ديسمبر، والتي من المقرر أن تتسارع مقارنة مع نفس الفترة قبل عام. كما تعلن عن بيانات الواردات والصادرات للربع الأخير من العام الماضي يوم الخميس وكذلك أسعار المنتجين، أيضا للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024، يوم الجمعة.
يومي الخميس والجمعة، تصدر نيوزيلندا بيانات التجارة وكذلك ثقة المستهلكين والشركات.
في الفلبين، من المقرر أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg