اشتهر عن الشيخ صالح كامل رحمه الله تأكيده الدائم على مقاصد الشريعة في التمويل الإسلامي، مذكرا دوما بأن الله سبحانه وتعالى أوكل لنا مهمة إعمار الأرض، بينما كان ينتقد باستمرار تركيز البنوك الإسلامية على تكييف منتجاتهم مع الصيغ المتوافقة مع الشريعة دون أن يولوا نفس الاهتمام للأغراض التي تقدم من أجلها هذه التمويلات.
نحن نقول للأسف إن ممارسات بعض البنوك الإسلامية ساهمت في إعطاء هذا الانطباع، ولكن الصيرفة الإسلامية الحقة، وفقا لمفهومنا الذي عملنا على التمسك به منذ أكثر من أربعة عقود، هي التي تقدم خدمات وتمويلات مصرفية حقيقية تتوافق مع مقاصد الشريعة السمحاء.
ومما لا شك فيه أن الأزمات المالية والاقتصادية العالمية التي يشهدها العالم، أسهمت في تعزيز الثقة بقوة في النموذج المالي الإسلامي وقدرته على الاستدامة، حيث أظهرت تلك الأزمات قدرة هذه الصناعة على البقاء بعيدا عن أزمات الأسواق العالمية، وتجنب مشاكل الديون المتعثرة التي عانت منها الأسواق المصرفية التقليدية.
ولكن يجب أن نذكر باستمرار أن على البنوك الإسلامية التمسك بمقاصد الشريعة في التمويل الإسلامي والتركيز عليها، حيث إن نجاح البنوك الإسلامية في تجنب الكثير من انعكاسات الأزمات المالية والاقتصادية كان بسبب تجنيب نفسها الدخول في مضاربات مثل التعامل في المشتقات، وكانت حريصة على تقديم التمويل المرتبط بالأصول الحقيقية وليس الورقية وفقا لمفهوم إعمار الأرض.
إن الالتزام بمقاصد الشريعة في التمويل الإسلامي يوفر للصناعة المالية الإسلامية العديد من المقومات التي تحقق لها الأمن والأمان وتقليل المخاطر مثل الأمانة والمصداقية والشفافية والبينة والتيسير والتعاون والتكامل والتضامن، فلا اقتصاد إسلاميا بدون أخلاق ومثل، وتعد هذه المنظومة من الضمانات هي التي تحقق الأمن والأمان والاستقرار لكافة المتعاملين، وفي نفس الوقت تحرم الشريعة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية