"إن رؤيتي معسكر اعتقال واستماعي لقصص ناجين من ويلاته، يوضّح الصورة أكثر من أي شيء. وهذا هامٌ بالنسبة لشاب في مثل سني؛ فعمّا قريب سيحقّ لنا التصويت في الانتخابات. واليمين المتطرف يكتسب أرضية يوما بعد يوم في ألمانيا، ونحن بحاجة إلى التعلّم من دروس الماضي".
هكذا تحدّث خافيير، وهو طالب ألماني يبلغ من العمر 17 ربيعا.
التقيتُ خافيير في مركز تثقيفي بمعسكر داخاو، جنوبي ألمانيا، في نفس المكان الذي كان ذات يوم معسكر اعتقال يحمل الإسم نفسه.
كان خافيير وزملاؤه في الدراسة يقضون يومين في المعسكر، حيث يتدارسون تاريخ النازية في بلادهم ويناقشون فيما بينهم أثر تلك النازية في عالم اليوم.
مليكة، ذات الـ 18 ربيعا، أقرّت أنها لم تكن تعرف الكثير عن الهولوكوست، أو محرقة اليهود، قبل أن تأتي إلى معسكر داخاو.
قصص مقترحة نهاية
تقول مليكة إن الاستماع إلى إيفا أوملوف، الناجية من المحرقة، وهي تحكي ما حدث، لمس قلبها.
وتأمل مليكة لو يكثر التثقيف بشأن العنصرية وعدم التسامح، قائلة: "أنا أرتدي وشاحاً، والناس عادة ما يرفضون ذلك. نحتاج إلى أن نعرف أكثر عن بعضنا البعض، بحيث نستطيع التعايش بشكل أفضل".
ميغيل، حذّر من تنامي العنصرية ومعاداة السامية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك النِكات بشأن الهولوكوست. لتقاطعه إيدا، صديقته ذات الـ17 ربيعا قائلة: "نحن بحاجة إلى إنهاء ذلك".
"إننا آخر جيل يمكنه أن يلتقي ويستمع إلى ناجين من هذه المأساة. يجب علينا أن نتأكد أن الجميع قد أُبلغ بأن عليه التوقف عن أي شيء من هذا القبيل".
إنهم شباب جاد وواعِد. وقد يرى البعض أنهم سُذّج وعديمو الخبرة.
في أوروبا، وبعد مرور 80 عاما على نهاية الهولوكوست، تعاني المجتمعات حالة من الانقسام المتزايد على ما يبدو.
وتشهد أحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف في أوروبا زخماً، وتسارع هذه الأحزاب إلى تمييز الآخرين، الغرباء، وغير المرغوب فيهم سواء كان هؤلاء مهاجرين أو مسلمين أو منتمين إلى مجتمع الميم، أو كانوا يهودا.
تقول إيفا أوملوف، الناجية من الهولوكوست: "أرغب أن يعيش الجميع معا يهودا أو كاثوليك، سُوداً، بِيضاً، أو أيّا ما كانوا".
وتحكي إيفا قصة الهولوكوست، على سبيل التحذير مما يمكن أن يقع عندما تسود العنصرية وعدم التسامح، قائلة: "لهذه الغاية، أكرّس وقتي للحديث، للحكي، للسرد".
إيفا الآن في عقدها الثامن، وقد كانت أصغر رفقائها الذين حُرّروا من معسكر الإبادة النازي، أوشفيتس، قبل 80 عاما.
وقد وضعتْ إيفا أوملوف كتاباً ضمّنتْه خبراتها، وهي كثيراً ما تحكي عن معسكرات الموت ومعاداة السامية لمن تجالسهم، سواء في البيت أو خارجه، هذا فضلاً عن كونها مُعالِجة نفسية للأطفال.
"مصانع الموت" هو عنوان فيلم أنتجته وزارة الدفاع الأمريكية، وأذاعته للمدنيين الألمان بعد الحرب.
والفيلم عبارة عن عدد من المشاهد المصوّرة التُقطت عند تحرير معسكرات الاعتقال التي كان عددها يناهز الـ 300 معسكر، والتي كانت تخضع لإدارة النازيين وحلفائهم خلال الفترة ما بين 1933 وحتى 1945.
هياكل بشرية تتحرك عارية برؤوس حليقة وعيون غائرة، يتعثرون أمام الكاميرا. رجل يقضم عظمة لا أثر للّحم عليها، في إشارة إلى الجوع الشديد. أكوام من الجثث تقبع في جنبات المكان؛ ووجوه ضامرة تصرخ فاغرةً أفواهها.
وفي كل مستودع من المستودعات، يمكن مشاهدة أسنان ذهبية موسومة، ونظارات قراءة، وأحذية كانت مِلكاً لرجال ونساء وأطفال قبل أن يُقتلوا. وضفائر من الشَعر تمّ قصّها من رؤوس نساء، وقد جُمعتْ تلك الضفائر وجُهّزتْ للبيع لحساب النازيين.
"جسمي يتذكّر ما نسيَتْه ذاكرتي" استخدم النازيون معسكرات الاعتقال والموت من أجل قتل الأشخاص الذين صُنّفوا كـ "أعداء للرايخ" (الجمهورية الألمانية في زمن النازيين)، واستحياء الآخرين لكنْ مع إجبارهم على العمل بالسُخرة كالرقيق، باعتبارهم بشراً "من الدرجة الثانية". وهذه الفئة تتضمن البولنديين الأصليين، والرومانيين، وأسرى الحرب من السوفييت، والمعاقين، وغيرهم من الموصومين بسبب ميولهم الجنسية، فضلاً عن الهدف الأكبر على الإطلاق وهم اليهود الأوربيون.
وإجمالاً، قُتل ستة ملايين يهودي فيما أصبح فيما بعد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي