دفعت تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بشأن ضرورة خفض أسعار النفط، سوق الطاقة إلى حالة من الارتباك، وسط حالة من القلق بشأن تشديد العقوبات على روسيا من جانب وخفض الأسعار من جانب آخر، وذلك مع الدعوات المتكررة من رئيس الولايات المتحدة وإحجام عن التعليق من «أوبك».
في غضون ذلك انعكست تعليقات ترامب على أسعار النفط الذي توقف عن ماراثون الارتفاعات الأسبوعية، نهاية الأسبوع الماضي ليقطع سلسلة استمرت على مدار 4 أسابيع، في حين بدأت الأسعار تداولات اليوم على هبوط كبير بأكثر من 1%.
خفض
انخفضت أسعار النفط بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى خفض الأسعار، وذلك عقب الإعلان عن إجراءات واسعة النطاق لتعزيز إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز في أول أسبوع له في المنصب.
كما نزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم إبريل بنحو 0.9 دولار، أو ما يعادل 1.2% وصولا إلى مستويات لتسجل 76.6 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى منذ 8 يناير الجاري.
في الوقت ذاته نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ما يقرب من الدولار في البرميل، أو ما يعادل 1.2% وصولا إلى مستويات 73.7 دولار للبرميل.
وأغلقت أسعار النفط على ارتفاع طفيف يوم الجمعة، لكنها أنهت الأسبوع على انخفاض في ما يضع حدا لأربعة أسابيع متواصلة من المكاسب، وذلك بعد أن أعلن ترامب عن خطط كبيرة لتعزيز الإنتاج المحلي.
خلال الأسبوع الماضي خسرت العقود الآجلة لخام برنت 2.8% بينما تراجع الخام الأميركي بنحو 4.1%.
محركات
سجل برنت والخام الأمريكي أول انخفاض لهما في خمسة أسابيع الأسبوع الماضي مع تراجع المخاوف من تقليص الإمدادات جراء العقوبات المفروضة على روسيا.
وكرر ترامب يوم الجمعة دعوته لمنظمة «أوبك» لخفض أسعار النفط من أجل إلحاق الضرر بالقدرات المالية لروسيا، وقال «من بين الطرق لوقف الحرب بسرعة هي أن تتوقف (أوبك) عن جني الكثير من المال، وتخفض أسعار النفط، ستتوقف الحرب الروسية على الفور».
لم ترد «أوبك» وحلفاؤها بما في ذلك روسيا بعد على دعوة ترامب، وأشار ممثلون عن تحالف «أوبك+» إلى وجود خطة بالفعل لبدء زيادة إنتاج النفط اعتبارا من إبريل، في إشارة إلى نهاية تمديد فترة الخفض الطوعي للإنتاج.
توقعات
كتب محللو «غولدمان ساكس» في مذكرة إنهم لا يتوقعون أن يطال الإنتاج الروسي تأثيراً كبيراً؛ لأن ارتفاع أسعار الشحن يحفز على زيادة الإمدادات للسفن غير الخاضعة للعقوبات لنقل النفط الروسي، في حين يجذب الخصم الكبير على خام إسبو الروسي الزبائن المتخوفين من ارتفاع الأسعار لمواصلة الشراء.
وأشار محللو «غولدمان ساكس» في المذكرة إلى أنه نظرا لأن الهدف النهائي للعقوبات هو خفض عائدات النفط الروسية، فمن المفترض أن صناع السياسات الغربيين سيعطون أولوية لتعظيم التخفيضات على النفط الروسي أكثر منه على خفض حجم الإنتاج.
في المقابل يرى محللو «جي بي مورغان» أنه من المرجح أن ترتفع علاوة المخاطر مبررة؛ نظرا لأن ما يقرب من 20% من ناقلات النفط من نوع «أفراماكس» على مستوى العالم تخضع حاليا لعقوبات.
وكتب محللو «جي بي مورغان» في مذكرة إن تطبيق عقوبات على قطاع الطاقة الروسي كوسيلة ضغط في المفاوضات المستقبلية قد يفضي إلى نتائج غير معلومة؛ ما يشير إلى أن علاوة المخاطر الصفرية ليست مناسبة.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس