رصدت السعودية 4.5 مليار دولار لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن، حيث تضاعف إنتاجها ليتجاوز 550 ألف طن خلال النصف الأول من 2024. السعودية تعد إحدى أسرع دول العالم نموا في إنتاج الدواجن بمعدل 6 %، كما تتجه للاستثمار خارجيا في القطاع، وفقا ل "بلومبرج"

يمتد الطريق السريع المتجه غرباً من العاصمة السعودية عبر الكثبان الرملية الحمراء في صحراء الدهناء، حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة صيفاً 50 درجة مئوية (122 فهرنهايت). وعلى بعد ساعتين تقريباً، تظهر عبر السراب الحراري مجموعة من المباني الحديثة التي تشبه المصانع.

تُعد تلك المنطقة النائية، المعروفة باسم "شقراء"، أحد المراكز التي تضمها خطة الدولة النفطية لتربية مزيد من الدجاج والتحول إلى رائدة في تربيتها في الشرق الأوسط. توجد في هذه المنطقة منشأة معالجة محلية تملكها شركة "التنمية الغذائية"، تنتج نحو 150 ألف طائر يومياً لتوفير الإمدادات لمطاعم "ماكدونالدز" و"بوبايز" (Popeyes) و"صب واي" (Subway)، وكثير غيرها.

رغم أن السعودية تُعد إحدى أشد المناطق حراً وجفافاً في العالم، إلا أنها تمكنت من زيادة إنتاج الدواجن بنحو الضعف خلال العقد الماضي، في ظل جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء. فالمملكة تستورد حوالي 80% من احتياجاتها الغذائية، ما أثار قلقاً من نقص الواردات في فترة تشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية، وانتشار الأمراض الحيوانية المعدية، وتزايد أزمات سلاسل التوريد.

قال روبرت كلاكستون، مدير قطاع اللحوم والماشية لدى شركة "غيرا" (Gira) الاستشارية: "مصدر القلق واحد لدى كل الحكومات: الأمن الغذائي. فكلها حساسة لفكرة تفوق دول أخرى عليها في هذا المجال".

السعودية تعزز الأمن الغذائي

تم تناول الكثير من التفاصيل حول استراتيجية "رؤية السعودية 2030"، التي تسعى إلى تنويع مصادر الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط من خلال تعزيز قطاعات مثل السياحة، وصناعة السيارات، وأشباه الموصلات، مع تخصيص أكثر من تريليون دولار لتمويل هذه المشروعات حتى الآن.

يُعد الغذاء أحد المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية، إذ خصص 17 مليار ريال (4.5 مليار دولار) على الأقل لقطاع الدواجن وحده. كما تسعى المملكة إلى زيادة مزارع الفواكه والخضراوات والأسماك، وتخزن احتياطيات استراتيجية من الغذاء لمواجهة الأزمات في المستقبل.

تتجه السعودية إلى الخارج أيضاً عبر الاستثمار في شركات إنتاج الدواجن مثل "بي آر إف" البرازيلية، و"إم إتش بي" (MHP) الأوكرانية. فضلاً عن تشغيل المملكة مزارع في أريزونا وكاليفورنيا، وسعيها للاستحواذ على وحدة الأعمال الزراعية التابعة لمجموعة "أولام غروب" (Olam Group) السنغافورية.

كما أعلنت "التنمية الغذائية" في وقت سابق من هذا الشهر عن شراكة مع وحدة المقاولات التابعة لمعهد تشنغدو للتصميم والبحوث في الصين لإنشاء 100 مزرعة لتربية الدجاج اللاحم في أنحاء البلاد.

يُعد لحم الدجاج من اللحوم الأكثر استهلاكاً على مستوى العالم. كما أنه المصدر المفضل للبروتين ميسور التكلفة في دولة تنمو فيها الطبقة الوسطى بسرعة، ولا يزال لحم الأبقار أكثر تكلفة بفارق ملحوظ هناك، كما أن معظم سكان المملكة البالغ عددهم 37 مليون شخص من الشباب، ويتأثرون بالتقاليد الغربية بشكل متزايد.

تقدم السعودية في قطاع الدواجن

تُعد السعودية إحدى أسرع الدول نمواً في إنتاج الدواجن في العالم، بمعدل يقارب 6%، بحسب "غيرا". وأصبح لدى سلاسل مطاعم مثل "البيك" -النسخة المحلية من "كنتاكي" (KFC)- قاعدة هائلة من العملاء المخلصين، وتجاوز حجم الاستهلاك السنوي في البلاد 1.5 مليون طن.

لفت الرئيس التنفيذي لشركة "التنمية الغذائية" ذو الفقار حمداني إلى أن مزارع الدواجن في البلاد حققت تقدماً كبيراً خلال فترة قصيرة نسبياً، فقبل عقد فقط، كانت واحدة من كل 5 دجاجات تنفق قبل الوصول إلى المسلخ. بينما يبلغ معدل النفوق حالياً أقل من 4%، وهذا هو الحد الأقصى في المزارع المحلية التابعة للشركة، ويمكن للموردين الحصول على مكافآت إضافية عند استيفاء هذا الشرط، أضاف حمداني، من مكتبه في الرياض، أن "الصحراء ليست البيئة الطبيعية للدجاج، أليس كذلك؟ وطالما شكلت تربيته هنا تحدياً".

إنتاج الدواجن يزدهر في السعودية

أظهرت البيانات الرسمية أن إنتاج السعودية من لحوم الدواجن بلغ مستوى غير مسبوق عند 558 ألف طن خلال النصف الأول من 2024، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 9% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

يقع المسلخ الرئيسي لشركة "التنمية الغذائية" قرب شقراء على مسافة 200 كيلومتر (124 ميلاً) تقريباً من الرياض، أما الجزء الداخلي من المخزن فهو معقم، أبيض اللون تتحرك فيه الدجاجات المذبوحة منزوعة الرأس والريش معلقة في خطاطيف فوق رؤوس العاملين.

وسط ضجيج الآلات، يضع العاملون الذين يرتدون الكمامات وأغطية الوقاية الزرقاء الطيور المذبوحة على سير متحرك قبل تغليفها لعرضها على أرفف المتاجر. وفي 5 منشآت بمختلف أنحاء البلاد، تذبح شركة "التنمية الزراعية"، الوحدة التابعة لـ"التنمية الغذائية"، حوالي 550 ألف دجاجة يومياً، ما يمثل ارتفاعاً بمقدار 12 مرة مقارنة بعام 2013.

قال ماركوس ديلورينزو، الرئيس التنفيذي للوحدة، إن محور.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاقتصادية

منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 16 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 10 ساعات