مقالات الشروق| هنا أبوالغار تكتب: أعيدوا إلى مصر يومها الدراسي - مع انهيار اليوم المدرسى النظامى انعدم دور المعلم التربوى فهذه الظروف يستحيل معها خلق تواصل إنسانى مع الطالب، فالأعداد وقصر مدة اليوم الدراسى حرمت المدرس من ممارسة جزء مهم من مهنته وهو ما أذى المهنة كثيرا.. المقال كاملا

هل لاحظت عزيزى القارئ أن الانتظام فى اليوم الدراسى لم يعد أمرا أساسيا؟ فى المدارس الحكومية أو الخاصة أو حتى المدارس الدولية يغيب الطلبة يوما أو اثنين أو أكثر من المدرسة أسبوعيا فى المرحلة الابتدائية، وهذه الظاهرة تزداد فى إعدادى وثانوى حتى إن هناك فصولا فى الثانوية العامة الحكومية لم تفتح منذ سنوات، فمعظم هؤلاء الطلبة يعتمدون على الدروس الخصوصية لتحصيل المادة العلمية وبالتالى لم يعد الحضور فى المدرسة مهما.

بدأت هذه الظاهرة عندما اتخذ أصحاب القرار خطوات لتحقيق حلم وحق هام للإنسان المصرى وهو توفير مكان فى المدارس لكل طفل مصرى. لكن بدون الاستثمار فى المدارس والتوسع فى تخريج معلمين وتوفير موارد لإدارة هذه المدارس بمستوى يحافظ على التعليم المصرى، وبدلاً من معاملة هذه القضية كمشروع قومى يحمى الوطن ويبنيه لأجيال ويحقق لمصر منظومة تعليمية يستحقها شعب مصر وتتناسب مع دورها التاريخى كرائدة للعلم والثقافة فى الوطن العربى، كان الأسهل والأسرع والأكثر شعبوية لأصحاب القرار هو تقسيم اليوم الدراسى إلى فترتين بغرض استيعاب أضعاف أعداد الطلاب، وبجرة قلم انخفضت عدد الحصص وساعات الدراسة للطالب المصرى إلى النصف على حساب تعليم جيد، فاستبدلنا جودة التعليم بإتاحة تعليمية كاذبة، فمن حق كل مصرى مكان فى المدرسة لكنه أصبح لا يتعلم.

مع الوقت لم يعد هذا التدخل كافيا فزادت أعداد الطلبة فى الفصول بما جعل العملية التعليمية فى ظل انخفاض الساعات الدراسية هزلية للطالب والمدرس وأصبح كلاهما مدركا تماما أن الذهاب إلى المدرسة ما هو إلا تمثيلية وأن التعليم الحقيقى يحدث خارج المدرسة (إذا سمينا الدروس الخصوصية تعليما).



ما أود أن أركز عليه فى هذا المقال هو تأثير هذا على الشخصية المصرية وتكوين الأسرة، فهذا الطالب حرم هو وزملاء جيله الحياة المدرسية النظامية التى تؤسس للشخصية والتى تشارك الأسرة فى التربية التى تربط بين شباب الجيل الواحد فتكون تجاربهم ومهاراتهم والكثير من قيمهم موحدة، لأنهم عاشوا وتشاركوا طفولة مشابهة، ففى المدرسة يتعلم الطفل الاختلاف، فزملاؤه المسلمون والأقباط، ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية متباينة لكن فى إطار الزمالة والطفولة يكونوا صداقات. هذه الطفولة تنتهى عند ١٨عاما هى فرصتنا فى بناء جيل متجانس يرى ويسمع ويحترم الاختلاف يربطه حبل تعليمى وثقافى ومفاهيم هوية متشابهة.

طابور الصباح يعلمنا النظام واحترام دور من سبقنا والصبر على دورنا (هذا الصبر الذى لا نرى له أثرا فى مجتمعنا اليوم)، جرس الحصة يعلمنا احترام المواعيد، الواجب المدرسى يعلمنا تسليم عملنا فى موعده وإتقانه، فسحة الأكل تعطى فرصة للمدرسة أن تؤثر على اختياراتنا وميولنا الغذائية والصحية، حتى دورات المياة فى المدرسة النظامية (وهذا ليس خيالا وإنما هو فى صميم التربية والتعليم) تعطينا فرصة لتعليم جيل كامل النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض وخصوصية الجسد، من المريلة نتعلم أن نهتم بمظهرنا وهندامنا أياً كانت ظروفنا الاجتماعية، فالمريلة تجمعنا لكن نظافتها وانضباطها يتم مراجعتهم.

فى المدرسة يتعلم الطالب أنه جزء من الكل فهو ليس محور الكون، نتعلم أن نرفع يدنا وننتظر دورنا لنتحدث وأن نستمع إلى زملائنا ولا نندفع لفرض إجابتنا عليهم. هى فرصة لمن ليس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جريدة الشروق

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة الشروق

منذ ساعتين
منذ 26 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين
قناة الغد منذ 21 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 5 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 13 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 15 ساعة
صحيفة الوطن المصرية منذ 10 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 13 ساعة
مصراوي منذ 13 ساعة