أريج الأيام.. رَدُّ الزيارة

سالم بن محمد العبري

حين سمح عمرنا أن نرافق الآباء في حراكهم داخل ولاية الحمراء وخارجها صارت الذاكرة تسجل الأيام والسنوات والوقائع والأحداث؛ سعيدها كالأعياد وحزينها كالوفيات.. فما زال خبر وفاة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (1299هـ- 1954)- رحمة الله عليه-؛ فقد كانت عريشة (بيت المغري) مزدحمة بنساء أهلنا ومن هُن مرتبطات بهن، إمَّا لعزومة أو ولادة إحدى أمهاتنا، وكنتُ شبه منعزل في غرفة جدي (غرفة الشواء)، والتي سُميت بذلك لأن التَّنور العام كان في الساحة التى تفصل موقع البيت عن (مسجد الصلف)، وأظن قد نقل في مطلع القرن الهجري الماضي حين اتسعت البلدة وانتقلت احتفالات الأعياد إلى موقع جديد بـ(السحمة) شرقيّ مسجد السحمة و(سبلة السحمة) الشهيرة التى أقامها جَدُّ جدِّي الشيخ محسن بن زهران العبري.

نعم فُزعتُ وأنا أسمع العريشة وقد ضجت ببكاء النساء بعد أن وصل عامل الإمام الخليلي المسمّى (مبروك)، ومازلت (سبلة الصلف) قائمة في جلستها المعتادة بين الظهر والعصر وقد نشر المارون من الرجال والنساء خبر وصول (مبروك) لِيُبلِّغ النبأ الأليم الفاجع والمنتظر؛ لأن الإمام الخليليّ كان مُنذ فترة طويلة في فراشه يحتضر.

وربما خرجت من معزلي أو المكان الذي لازمته متواريًا عن لمَّة النساء؛ لأتساءل ما الحدث؟ لتخبرني أمي وعمتي أن الإمام الخليليّ قد انتقلت روحه إلى الرفيق الأعلى تاركة عُمان بتسمية الشيخ غالب بن علي الهنائي خليفةً له ومتخذا من تصرف خليفة رسول الله أبي بكر رضي الله عنه نهجا ليبايع الحاضرون بنزوى والبلدان القريبة الشيخ غالبا إماما وليسجل العلَّامة إبراهيم العبري ذلك الحدث بقوله: [توفي إمام المسلمين محمدا/بتاسع والعشرين من شهر شعبان - من عام ثلاث بعد سبعين بعدها/ثلاث مئة بعد ألف بحسبان- وقد نصّبوا في ذلك الفتى غالبا /إماما لجمع الشمل ما بين إخوان].

لقد كان الإمام الخليلي قد اجتهد في اختيار خليفة من بين عدد من الثقاة هم (عبدالله ابن الإمام سالم والشيخ سيف بن راشد المعولي وشخص من البوسعيدين يقطنون بالسويق) وقد أرسل الإمام الخليلي الشيخين (طالب بن علي الهنائي ويحي بن عبدالله النبهاني)؛ لكنه لم يثبت في المفاضلة النهائية كما حكى لي الشيخ النبهاني وربما أن الامام الخليلي وهو يعلم أن عمان والقادة العمانين المسؤولين في وقته هم عرب كما نرى الآن العروبة المريضة الأليمة، لكنه أدى ما عليه أن سلكوا طريقا واضحا، أما الشيخ الحصيف الخبير الشيخ على بن هلال بن زاهر الهنائي وقد أُبلغ وهو في فراش الموت بتنصيب ابنه الذي كان عضده في ولاية الرستاق، فقال: (لقد بلوه)، نعم وحملوه حملا يحمله عنهم وهم متخففون متنافرون. ودائما أقول كيف قَبِلَ الإمام غالب أن يتولى هذا الأمر وأبناء عمومته وأخواله من العبريين أيسوا معه.. نعم لقد اجتهد الإمام الخليلي وأحسن الاختيار ممن كان موجودين وكان غالبا سيكون من الأئمة المزكين من أئمة العدل كابن مرشد مثلا.

نعم وقد كنا بوادى السحتن في موسم القيظ الماضي فإن الحمراء ستستقبل في طرف من الشتاء كبار شخصيات الوادي كالعادة ليأتوا بالحسابات والقروش الفضية التى لم تُستلم عند الطناء والقيظ (الزكاة)؛ فالبعض كان يدفع بعد بيع الليمون إثر قشبه وتيبّسه ثم يقوم ببيعه لـ(خلف بن سالم المشهور بـ(خلوف) أو بيعه بالرستاق أو حتى لبعض تجار صحم أو الخابورة.

وفي حال صبانا ومشاركتنا للآباء قبل خروحنا للسعودية والكويت، ثم العراق مرورا إلى مصر العروبة، كان نقدُم على أهل وادي السحتن أنا وأولاد الشيخ على بن هلال بن على وهو ابن خالة أبي وعمي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرؤية العمانية

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 8 ساعات
عُمان نيوز منذ 10 ساعات
إذاعة الوصال منذ 9 ساعات
شؤون عُمانية منذ 11 ساعة
شؤون عُمانية منذ 8 ساعات
إذاعة الوصال منذ 10 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 20 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 14 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 17 ساعة