لبنانيو الجنوب في قلب تصعيد.. حزب الله يدفع بأنصاره نحو "خط النار" #عاجل

ترجم حزب الله التصعيد الذي هدد به في حال لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يوماً التي نص عليها اتفاق وقف النار، من خلال حث أهالي الجنوب اللبناني على التوجه إلى البلدات الحدودية، غير مكترث بالمخاطر التي قد تترتب على تعريضهم لخطر مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي.

تجاهل الحزب الالتزامات الواردة في اتفاق الهدنة، التي تنصّ على انسحابه من جنوب نهر الليطاني وتسليم سلاحه بدءاً من تلك المناطق، إلى جانب انتشار الجيش اللبناني كشرط أساسي لانسحاب القوات الإسرائيلية، وبدلاً من ذلك، اختار التصعيد الميداني عبر أبناء الجنوب.

مع ساعات الصباح الأولى ليوم أمس الأحد، تجمّع عشرات الأشخاص من سكان المناطق الحدودية، حاملين شعارات وأعلام حزب الله، ما أدى إلى سقوط 24 قتيلاً، وإصابة 134 شخصاً، واعتقال عدد من المشاركين من قبل القوات الإسرائيلية.

ولا يزال أهالي البلدات الجنوبية، اليوم الاثنين، يحاولون العودة إلى منازلهم رغم وجود الجيش الإسرائيلي. وقد تم تسجيل إصابتين في بلدة بني حيان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن قواته أطلقت النار بهدف "إبعاد وإزالة التهديدات" في عدة مناطق تم فيها رصد مشتبه بهم يقتربون من الحدود، كما أشار إلى اعتقال عدد من المشتبه بهم جنوب لبنان، بدعوى تشكيلهم تهديداً حقيقياً، مؤكداً أن التحقيق معهم جارٍ ميدانياً.

وبعد أن استخدم حزب الله أبناء بيئته دروعا بشرية، عاد ووافق على تمديد اتفاق الهدنة، حيث أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، استمرار العمل بتفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير 2025.

خطوة متسرّعة؟

بعد تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، أثار تصريح وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال، مصطفى بيرم، المحسوب على حزب الله، جدلاً واسعاً، حيث اعتبر في منشور عبر صفحته على منصة "إكس" أن تمديد المهلة لا يعني تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وقال في تغريدة نشرها أمس الأحد "غداً نستكمل التحرير وصناعة السيادة بزحف الأحرار إلى جنوب الكرامة والغار".

محاولة دخول "المواطنين الجنوبيين العزّل" قرى لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، يصفها الكاتب والصحفي مجد بو مجاهد بأنها "محاولة متسرّعة خارجة عن الأطر السياسية أو القتالية للبحث عن حلّ".

ويعتبر بو مجاهد في حديث لموقع "الحرة" أن "ما حصل من محاولة شعبية لدخول بعض القرى، يبيّن ابتعاد حزب الله عن أي قرار بالمواجهة الحربية مع الجيش الإسرائيلي".

"إن أي حلّ سيتبلور إذا نفّذ الجانب اللبناني اتفاق وقف النار وتابع المفاوضات مع المجتمع الدوليّ لإلزام إسرائيل تنفيذه أيضاً، والانسحاب من كلّ القرى"، يردف المتحدث.

ويشير إلى أن عدم تنفيذ اتّفاق وقف النار من جانب لبنان حتى الآن "له أسبابه الخاصّة"، والمتمثلة في "صعوبات الأوضاع التي لا تزال حاضرة جنوب لبنان".

ويقول "السلطة اللبنانية تصطدم بمحاولة من حزب الله للإبقاء على جزء من سيطرته في مناطق غير بعيدة عن القرى الحدودية، ويمكن أنّه يماطل بحثاً عن انتظار تغيّر الأوضاع الحالية. لم تنفّذ إسرائيل أوج الاتفاق أيضاً ويمكن أن تبحث عن تطوير شروطها".

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي جورج العاقوري أن ما يجري اليوم في الجنوب اللبناني "ليس مستغرباً عن أهله الذين دأبوا على التمسك بأرضهم عبر التاريخ، حتى لو كلفهم ذلك تضحيات جسيمة".

ومع ذلك، يطرح تساؤلاً حول جدوى هذه التحركات في ظل وجود اتفاق لوقف إطلاق النار يلزم إسرائيل وحزب الله على حد سواء.

ويشدد العاقوري في حديث لموقع "الحرة" على ضرورة أن "يتوقف حزب الله عن تحميل المسؤولية للدولة اللبنانية وحدها"، مشدداً على أن الحزب "يجب أن يلتزم بتنفيذ الاتفاق الذي فاوض عليه عبر الرئيس نبيه بري ووافق عليه وزراؤه في الحكومة".

ويضيف "يجب على الحزب الانسحاب كلياً من جنوب الليطاني وسحب سلاحه، تمهيداً لتنفيذ القرار 1701 وسحب السلاح من كافة الأراضي اللبنانية، بما يتماشى مع القرارات الدولية وخطاب القسم الرئاسي".

ورغم اعتباره أن مطالبة الأهالي بالعودة إلى قراهم هي "حق مشروع"، لكن العاقوري يعرب في الوقت نفسه عن أسفه لسقوط قتلى بين المدنيين والجيش اللبناني في الأحداث الأخيرة.

ويؤكد أن "الأولوية الآن تكمن في حماية الأرواح والالتزام بالوقوف خلف الدولة، لا الالتفاف عليها".

كما يشير المتحدث إلى موقف رئيس الجمهورية الذي "دعا إلى ضبط النفس وأدار اتصالات دبلوماسية دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان".

ويقول المحلل السياسي "المطلوب من حزب الله أن لا يؤجج مشاعر الناس كما حدث مؤخراً عبر وسائله الإعلامية، وعلى رأسها قناة "المنار"، التي بدت كأنها تحرّض على بيانات الجيش اللبناني التي دعت الأهالي للالتزام بتوجيهاته".

وكان الرئيس اللبناني، جوزاف عون، دعا أهالي جنوب لبنان إلى "ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية"، مؤكداً "حرصها على حماية سيادة لبنان وأمنه، وتأمين عودة آمنة إلى منازلهم وبلداتهم".

وقال عون في بيان إن "سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة"، مشيراً إلى أنه "يتابع هذه القضية على أعلى المستويات".

أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن المتقاعد هشام جابر، فيشير إلى أن "أهالي الجنوب اللبناني مصرّون على العودة إلى قراهم رغم التهديدات الإسرائيلية والمخاطر الأمنية".

ويوضح أن "الجيش اللبناني حاول صباح الأحد منع الأهالي من العودة حفاظاً على سلامتهم بعد تهديد الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة، إلا أن الأهالي أصروا واندفعوا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى".

ويضيف جابر في حديث لموقع "الحرة" قائلا "رغم الدمار الكامل الذي لحق بالقرى، دخل الأهالي إلى بعضها بحماية الجيش اللبناني الذي قدّم الدعم وسهّل عودتهم".

ويشير إلى أن "الوضع في الجنوب متوتر جداً، رئيس الجمهورية اللبنانية أعلن تضامنه مع خطوة الأهالي، مؤكداً أن سيادة لبنان ليست موضوع مساومة، وهو ما يعكس موقفاً لبنانياً موحداً تجاه الأحداث الأخيرة".

احتمال غير مستبعد

رفعت التوترات على الحدود الجنوبية للبنان من خشية اللبنانيين من اندلاع مواجهات عسكرية جديدة بين حزب الله وإسرائيل تعيدهم إلى ما كان عليه الوضع قبل إقرار اتفاق الهدنة.

عن ذلك يعلق العاقوري "لطالما اعتاد حزب الله اللعب على حافة الهاوية، مما يجعل التكهن بممارساته أمراً صعباً. ومع ذلك، فإن الواقع العسكري للحزب لا يشجع على خوض مواجهة جديدة".

ويضيف "لو كان حزب الله قادراً على.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة الحرة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة الحرة

منذ 10 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 16 دقيقة
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 8 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 22 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ ساعتين
قناة العربية منذ 17 ساعة