بعد تفوق ديب سيك على تشات جي بي تي.. تعرّفوا على الفارق بينهما. الفارق الأبرز الذي جعل تطبيق ديب سيك يتغلب على التطبيقات الأخرى هو انخفاض تكلفة إنشائه، والاشتراك به.. تكلف إنشاء «ديب سيك» 6 ملايين دولار، بينما تكلف «تشات جي بي تي» ما يتراوح بين 100 مليون ومليار دولار.. يقدّم التطبيق الصيني خدماته بشكلٍ مجاني تماماً، ويتطلب التطبيق الأميركي 20 دولاراً شهرياً.. يُستخدم «تشات جي بي تي» في إنشاء المحتوى مثل المقالات، النصوص، والأفكار، أمّا الصيني فيُستخدم في المشاريع البحثية التي تتطلب تحليلاً متعمقاً للبيانات. ل #CNN_الاقتصادية

بعدما أشعل خروج تطبيق «ديب سيك» من جعبة الصين يوم الاثنين قطاع التكنولوجيا عالمياً وخاصة في وول ستريت، أثار اللاعب الجديد آراء الخبراء حول ما إذا كان التطبيق سيقلب موازين الذكاء الاصطناعي أم أنها مجرد فترة وسترجع المياه لمجراها. أثار التطبيق مفتوح المصدر «ديب سيك» نهم المستثمرين لشراء أعداد كبيرة من أسهم الشركة، فيما خسر ناسداك نحو 3 بالمئة في إغلاق أمس، إذ تفوق مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني الخاص الصيني على «تشات جي بي تي» المطوّر من شركة «أوبن إيه آي»، وذلك باستثمارات قدرها 6 ملايين دولار فقط. ما الفارق بين ديب سيك وتشات جي بي تي؟ الفارق الأبرز الذي جعل تطبيق ديب سيك يتغلب على التطبيقات الأخرى هو انخفاض تكلفة إنشائه، والاشتراك به.

إنشاء «ديب سيك» لم يكلف سوى 6 ملايين دولار، فيما كُلفت «أون إيه آي» لإنشاء «تشات جي بي تي» ما يتراوح بين 100 مليون ومليار دولار.

في الوقت ذاته، يقدّم التطبيق الصيني خدماته بشكلٍ مجاني تماماً، في حين أن تكلفة الاشتراك في التطبيق الأميركي هو 20 دولاراً شهرياً.

ومن حيث الاستخدام، يُستخدم «تشات جي بي تي»، في إنشاء المحتوى مثل المقالات، النصوص، والأفكار، والمساعدة على المحادثة ودعم العملاء، ولديه أدوات تعليمية وتفاعلية للطلاب أو المهنيين.

أما نظيره الصيني فيُستخدم في المشاريع البحثية التي تتطلب تحليلاً متعمقاً للبيانات، وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي المخصصة لصناعات محددة مثل الرعاية الصحية والتمويل والتعليم، كما أنه مثالي للمطورين الذين يسعون إلى تكييف النموذج مع الاحتياجات الدقيقة دون قيود تجارية.

ما أسباب حدوث طفرة البيع القوية وهل ستستمر؟ قال فادي رمزي، استشاري في التحول الرقمي ومحاضر بالجامعة الأميركية بالقاهرة، «أسباب حدوث هذه الطفرة ترجع إلى الاختلاف الذي يتميز به التطبيق في أنه أرخص كثيراً مما يماثله من تطبيقات أميركية أخرى وأيضاً مفتوح المصدر، فهو نموذج مختلف تماماً، ونتوقع أن يعيد العالم نظرته لنماذج الذكاء الاصطناعي مرة أخرى». ورهن محمد فتحي، الباحث المتخصص في الإعلام الرقمي، استمرارية نجاح التطبيق ونموه، واستمرارية الشركة الصينية في تعزيز خدمتها وتحسينها والعمل على تجاوز السلبيات، وبرر ذلك بأن المستهلك لا يرحم ولا يرضى بالقليل في عالم يتطور كل ساعة. وأضاف رمزي، «سيستقطب التطبيق الكثير من المستثمرين الفترة المقبلة، إذ إن ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية من موجة البيع القوية في سهم الشركة يعتبر طفرة في عالم التكنولوجيا، وسيكون منافساً شرساً جداً للتطبيقات الأميركية». ترامب يحذّر الشركات الأميركية اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، أن نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي طوّرته شركة «ديب سيك» الصينية هو بمثابة «جرس إنذار» للشركات الأميركية في سيليكون فالي.

وقد أشاد المطورون بشركات الذكاء الاصطناعي الأميركية بنماذج «ديب سيك» الوافد الصيني الجديد، إلّا أنهم يحاولون إيجاد ثغرات في تكنولوجيا هذه النماذج منخفضة التكلفة في الوقت الذي تظل التكنولوجيا لدى الولايات المتحدة باهظة الثمن وتكلفهم المليارات.

وقال فتحي، «الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينظر للأمر بشكلٍ تنافسي من الناحية الاقتصادية لأنه سيشكّل خطراً على الشركات الأميركية، وقد يكرر ما فعله سابقاً مع الواردات والتطبيقات الصينية وشركة هواوي من جهة فرض القيود. فمن قبل حظرت واشنطن تصدير التقنيات المتطورة مثل أشباه الموصلات إلى بكين في محاولة لعرقلة تقدمها في الذكاء الاصطناعي». متوافقاً مع رأي فتحي، قال فادي رمزي، «إن الرئيس دونالد ترامب حذّر الشركات الأميركية من المنافس الجديد، ولما لا. إذ إنه يتوقع للشركة الجديدة الصينية أن تستمر وتجذب المزيد من الاستثمارات وتغيّر خريطة التكنولوجيا في العالم». من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان على «إكس»، إن «آر 1»، أحد النماذج العديدة التي أصدرتها «ديب سيك» في الأسابيع الأخيرة، نموذج مثير للإعجاب، خاصة في ما يتعلق بما يمكنهم تقديمه مقابل السعر. كما قررت شركة صناعة البرمجيات «سنو فليك» يوم أمس إضافة نماذج «ديب سيك» إلى سوق نماذج الذكاء الاصطناعي بعد تلقي موجة من استفسارات العملاء. خسائر الشركات الأميركية تستمر في رأي الاستشاري والمحاضر بالجامعة الأميركية بالقاهرة، فادي رمزي، خسائر الشركات الأميركية ستستمر، إذ إنها ستسترد أنفاسها بعد وقتٍ طويل حتى تُعيد وجودها القوي على الساحة مرة أخرى. وأضاف، «ستقلص الشركات الأميركية خسائرها بمرور الوقت وستعزّز قدراتها وخدماتها التنافسية بأسعار قد تكون في البداية أقل مع ميزات أكبر لتقليل الخسائر وتحقيق مكاسب». في المقابل، قال بلال بالوش إن مجتمع التكنولوجيا الأميركي قاد مجال الذكاء الاصطناعي، ولا تزال الولايات المتحدة مهيمنة في هذا المجال، ويمكن القول إن «ديب سيك» لم يكن ليظهر لولا «أوبن إيه آي».

وأضاف بالوش، «في الواقع، إذا سألت ديب سيك عن هويته الخاصة، فإنه أحياناً يهذي ويعتقد أنه أوبن إيه آي وهذا يُسلّط الضوء على مدى ترابط هذه الأنظمة البيئية بعمق، وبينما من المرجّح أن تستمر الولايات المتحدة في القيادة، فإننا ندخل الآن في مرحلة تنافسية للغاية في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تضع الصين نفسها منافساً قوياً على الساحة العالمية».

«ديب سيك» الصيني ليس الأخير وشهد يوم أمس زلزالاً هشم أسهم شركات التكنولوجيا بخسائر كبيرة، فمحت الأسهم الأميركية أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية وسط عمليات البيع التي غذّاها ظهور التطبيق الجديد.

وفي سياقٍ متصل، توقع بالوش ظهور المزيد من الشركات المشابهة لـ«ديب سيك» من الصين، وعقب قائلاً، «قصة النجاح المالي والاستثماري لهذا الكيان قد وضعته على نفس مستوى نظرائه العالميين، حيث جمع مليارات الدولارات، لكن هذا ليس سوى قمة جبل الجليد، هناك العديد من الشركات الأخرى التي ستظهر قريباً، وأحد العوامل الرئيسية وراء هذه الثقة هو المواهب». ولحق أسوأ ضرر بأسهم شركات الرقائق الكبرى، انخفضت Nvidia بنسبة 17 بالمئة تقريباً، ولتفقد 589 مليار دولار من قيمتها السوقية، ويمثّل ذلك أسوأ خسارة للشركة على الإطلاق في يوم واحد للقيمة السوقية. كما سارت على إثرها، أسهم شركات صناعة الرقائق الأخرى، بما في ذلك «برود كوم» و«تي إم إس سي» التايوانية، بانخفاض بنسبة 17 بالمئة و13 بالمئة على التوالي. وأكد فتحي، «قد نرى شركات ونماذج صينية أخرى تغزو الأسواق العالمية وهو أمر ليس محل صدفة؛ فالتنافس الصيني الأميركي أشبه بصراع اقتصادي محموم بين الطرفين، فدائماً تسعى بكين لإثبات قدرتها على منافسة عمالقة وادي السيليكون في أميركا رغم القيود، وتيك توك خير دليل على ذلك، لكن الأمر كله سيصب في مصلحة المستخدمين بشكل عام من وجود تنوع في الخدمات وتنافسية في تقديم الأفضل».


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 14 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 19 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 11 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 20 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 22 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات