سرايا - الفيروس الرئوي البشري المتنقل (Human Metapneumovirus - HMPV) هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، والذي تم اكتشافه في بداية الألفية الجديدة، ويُعتبر من الأسباب الشائعة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن، وتتشابه أعراضه بشكل كبير مع أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، وتشمل السعال والحمى وألم في الحلق والصداع واحتقان الأنف وصعوبة في التنفس.
ينتشر فيروس HMPV عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس من شخص مصاب إلى آخر، كما يمكن أن ينتقل عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، وتشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة الأطفال الرضع والأطفال الصغار، كبار السن، حيث يضعف جهاز المناعة لديهم مع تقدم العمر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
تم اكتشاف الفيروس الرئوي لأول مرة في بداية الألفية الجديدة، تحديدًا في عام 2001 بدولة هولندا، وأظهرت الدراسات أنه موجود في المجتمعات البشرية منذ ما لا يقل عن 50 عاماً، يتميز بكونه فيروساً مغلفاً يحتوي على RNA أحادي السلسلة سالب الاتجاه، غلافه به بروتينات سطحية مهمة والتي تلعب دوراً أساسياً في دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية.
يتم التشخيص عادة من خلال الفحص السريري، اختبارات PCR للكشف عن الفيروس، ودراسة الأعراض والعلامات، ويشمل علاجه في معظم الحالات الراحة التامة، وتناول السوائل بكثرة، خافضات الحرارة عند الحاجة، والعلاج بالأكسجين في الحالات الشديدة.
يزداد انتشار الفيروس خلال فصلي الشتاء والربيع، حيث تساعد الظروف المناخية مثل البرودة والرطوبة على بقاء الفيروس نشطاً لفترات أطول، كما أن قضاء الناس وقتاً أطول في الأماكن المغلقة خلال هذه الفترات يزيد من فرص انتقال العدوى.
هناك عدة عوامل اجتماعية تساهم في انتشار الفيروس مثل التجمعات في الأماكن المغلقة، عدم الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية، استئناف الأنشطة الاجتماعية بعد فترة الجائحة، زيادة السفر والتنقل بين المناطق المختلفة، ويلعب ضعف المناعة دوراً مهماً في انتشار الفيروس، بسبب قلة التعرض السابق للفيروس، تأثير الإجهاد والتوتر على المناعة، وزيادة عدد الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
يتميز الفيروس بقدرته العالية على الانتشار بسبب انتقاله عبر الرذاذ التنفسي، قدرته على البقاء على الأسطح لفترات، وفترة حضانة قد تكون طويلة قبل ظهور الأعراض، تؤثر الظروف البيئية على انتشار الفيروس من خلال التلوث الهوائي الذي يضعف الجهاز التنفسي، سوء التهوية في الأماكن المغلقة، والازدحام السكاني في المدن الكبيرة.
يصعب السيطرة على انتشار الفيروس بسبب تشابه الأعراض مع الفيروسات التنفسية الأخرى، صعوبة التشخيص المبكر، وعدم توفر اختبارات سريعة في بعض المناطق، ومن الممكن أن يتطور الفيروس ويتغير جينياً مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة أكثر قدرة على الانتشار، تغير في نمط الأعراض، وتجاوز قدرة المناعة على محاربة الفيروس.
عادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام. ومع ذلك، يمكن تناول بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم لتخفيف آلام العضلات والحمى، وأدوية تخفيف احتقان الأنف، وينبغي استشارة الطبيب في حالة الشعور بصعوبة في التنفس، ألم شديد في الصدر، ارتفاع في درجة الحرارة، جفاف شديد، عدم القدرة على تناول الطعام أو الشرب.
لا يوجد لقاح خاص للوقاية من فيروس HMPV، ولكن يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية للحد من خطر الإصابة، مثل غسل الأيدي بانتظام بالماء والصابون، تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين قدر الإمكان، والحفاظ على نظافة الأسطح والأشياء التي يتم لمسها بشكل متكرر.
خطورة فيروس HMPV غالبًا ما يسبب الفيروس أعراضًا شبيهة بنزلات البرد والإنفلونزا، وعلى الرغم من أن الإصابة به عادة ما تكون خفيفة وتزول من تلقاء نفسها، إلا أنه قد يشكل خطورة على بعض الفئات، خاصةً الأطفال الصغار وكبار السن، والتي تتمثل في:
المضاعفات التنفسية الحادة يمكن أن يسبب الفيروس مضاعفات تنفسية خطيرة تشمل التهاب رئوي حاد قد يتطلب العناية المركزة، التهاب الشعب الهوائية الحاد، صعوبة في التنفس قد تستدعي التنفس الاصطناعي، وتفاقم حالات الربو المزمنة.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات تزداد خطورة الفيروس بشكل خاص على الأطفال الرضع وخاصة دون سن الستة أشهر، كبار السن فوق 65 عاماً، مرضى نقص المناعة، المصابون بأمراض القلب و الرئة المزمنة، والنساء الحوامل.
تأثيرات طويلة المدى قد يسبب الفيروس آثاراً طويلة المدى مثل ضعف وظائف الرئة، تكرار الإصابات التنفسية، زيادة حساسية المجاري التنفسية، وتأثيرات على نمو الرئة عند الأطفال الصغار.
النظام الصحي يشكل الفيروس تحدياً للنظام الصحي من خلال زيادة حالات دخول المستشفى،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة أنباء سرايا الإخباريه