ارتفعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء بنحو واحد في المئة، ليستمر المعدن الأصفر في أدائه الجيد بعيداً عن التقلبات التي شهدتها أسواق المال عقب إطلاق تطبيق ديب سيك الصيني للذكاء الاصطناعي.
عام الذهب، ومن المنتظر أن تسجل أسعار الذهب رقماً قياسياً هذا العام مع ارتفاع حالة عدم اليقين الاقتصادي والقلق بشأن التضخم في ظل ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية؛ ما يعزز الطلب على المعدن الأصفر، على الرغم من قوة الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
2025 عام الذهب
أسعار الذهب بنسبة 27 في المئة خلال عام 2024 -أفضل عام له منذ 2010- ما جعله أحد أفضل الأصول أداء هذا العام.
اليوم ترتفع أسعار الذهب وتقترب من حاجز الـ2800 دولار للأوقية مع مكاسب حتى الآن ضعف عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
وبلغت أسعار الذهب الفورية أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2790.15 دولار في أواخر أكتوبر تشرين الأول 2024 وبلغت يوم الثلاثاء 28 يناير 2025 نحو 2760 دولاراً.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز شمل 36 محللاً توقعات ببلوغ سعر أونصة الذهب 2756 دولاراً في 2025، ارتفاعاً من 2674 دولاراً في استطلاع للرأي أجري قبل ثلاثة أشهر.
وعلى مدار الـ12 شهراً الماضيين ارتفعت الذهب بنحو 35 في المئة، هذا على الرغم من وصول الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى جديد في 52 أسبوعاً وبلوغ عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات نحو 4.8 في المئة.
ومن الناحية التاريخية عندما يرتفع الدولار وعائدات السندات عادة يتراجع الذهب، لكن هذا لا يحدث هذه المرة.
والمعدن الأصفر هو أصل ذو عائد صفري ينخفض تاريخياً في بيئات أسعار الفائدة المرتفعة، ويتحرك الدولار الأميركي ومؤشر الدولار الأميركي والذهب بشكل عكسي عادةً.
إن قوة الدولار الأميركي تجعل شراء الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب، وحتى مع ارتفاع المؤشرات العكسية يستمر الذهب في تحقيق مستويات قياسية مرتفعة.
لماذا ترتفع أسعار الدولار؟ وعند التعامل مع أسعار الذهب حالياً يجب وضع حالة عدم اليقين في الحسبان، إذ تتعامل الصين مع الانكماش وتتعامل الولايات المتحدة مع التضخم والإنفاق القياسي بالعجز.
لقد دفع الإنفاق بالعجز عائدات السندات إلى الارتفاع بسبب الحاجة إلى إصدار المزيد من السندات الحكومية، لذا حتى مع ارتفاع العائدات يضع الذهب في الحسبان المزيد من التضخم وأزمة الإنفاق بالعجز.
إن القوة النسبية للذهب تزداد قوة مع اقترابنا من قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الخاص بالفائدة غداً الأربعاء، إن التقلبات الأوسع في سوق الأسهم تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع جنباً إلى جنب مع حالة عدم اليقين حول الفائدة.
ارتفاع العجز الأميركي وتقلب وول ستريت الأخير زادت من جاذبية الذهب كملاذ آمن عالمياً.
علاوة على ذلك فإن الأسواق تضع في الحسبان الحرب التجارية التي ربما بدأت بالفعل، تقدر مؤسسة الضرائب الأميركية أنه إذا فرضت تعريفات جمركية بنسبة 60 في المئة على الصين و20 في المئة على الجميع فإن متوسط معدل التعريفات الجمركية سيرتفع إلى 17.7 في المئة، وسيرتفع التضخم بنحو 0.5 نقطة مئوية.
أخيراً نمو المعروض النقدي في الولايات المتحدة الآن عند أعلى مستوى جديد في 27 شهراً، ولقد دفع هذا جميع السلع الأساسية إلى الارتفاع وأضاف المزيد من الوقود إلى نار التضخم.
وإذا بدأ مؤشر الدولار الأميركي في التراجع فمن المقرر أن يرتفع الاستثمار الأجنبي في الذهب، نظراً لأن قوة العملة الأميركية تجعل شراء الذهب أكثر تكلفة على حاملي العملات الأخرى.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية