قال محللون ومصنّعون، يوم الثلاثاء، إن تعهد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات النحاس والألومنيوم الأميركية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين المحليين بسبب نقص الإنتاج المحلي، والوقت الذي قد يستغرقه تجديد الصناعة.
في خطابٍ أمام المشرعين الجمهوريين أمس الاثنين، قال ترامب إنه سيفرض رسوماً جمركية على الألومنيوم والنحاس، المعادن اللازمة لإنتاج المعدات العسكرية الأميركية، وكذلك الصلب، لإغراء المنتجين بصنعها في الولايات المتحدة.
فاز ترامب برئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر متعهداً بخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين الذين ما زالوا يعانون آثار التضخم الذي شهدوه في ولاية سلفه، جو بايدن، لكن المحللين يزعمون أن خطة ترامب لفرض رسوم جمركية على الواردات لدعم قطاع التصنيع في البلاد قد تقوض تعهده بخفض الأسعار.
ولم يتضح بعد مدى اتساع نطاق تطبيق التعريفات الجمركية، لكن العديد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التعدين قالوا في السابق إنهم يستعدون لسيناريوهات مختلفة مع استعداد الأسواق لتغيير محتمل في تدفقات التجارة.
وقال المحلل دانييل مورغان، من بنك الاستثمار سيدني بارينجوي «هناك بعض الغموض، هل سيتم سن هذه التعريفات الجمركية؟ وبأي نطاق؟ ومن سيدفع؟ في نهاية المطاف سيحصل المستوردون على أموالهم من المستهلك، خاصةً في حالة عدم وجود بديل محلي».
وقال إن مصاهر الألومنيوم والنحاس الأميركية أُغلِقت وستحتاج إلى عقود من تطوير البنية التحتية من أجل إعادة التشغيل.
وأضاف أن منتجي الألومنيوم في كندا مثل ريو تينتو وألكوا من غير المرجّح أن يتعرضوا لضربات عنيفة في ما يخص الإيرادات، بدلاً من ذلك سيتم تمرير الزيادة في التكاليف إلى شركات صناعة السيارات التي ستمررها بعد ذلك إلى المستهلكين الأميركيين.
وقدّر الرئيس التنفيذي لشركة ألكوا، ويليام أوبلنجر، في مكالمة إعلان نتائج الأعمال الأسبوع الماضي، أن فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على أحجام الصادرات الكندية الحالية إلى الولايات المتحدة قد يمثل من 1.5 مليار دولار إلى ملياري دولار من التكاليف السنوية الإضافية التي سيتحملها العملاء الأميركيون.
وأشار أحد المسؤولين التنفيذيين في أكبر مجموعة ضغط للتعدين في الهند إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر سوق تصدير للألومنيوم، وتتوقع أن تتخذ حكومة الهند إجراءات لإقناع ترامب بعدم فرض أي رسوم.
وقال بي كيه بهاتيا، الأمين العام لاتحاد الصناعات المعدنية الهندية، «إذا فرض ترامب تعريفات جمركية، فسيكون لذلك تأثير سلبي بشكل خاص على الألومنيوم لأن أوروبا تسير بالفعل في اتجاه فرض ضريبة الكربون، وقد تفعل المملكة المتحدة ذلك أيضاً».
وفي ما يتعلق بالنحاس، قال جون فينيل، الرئيس التنفيذي للرابطة الدولية للنحاس في أستراليا، إن أي تعريفة جمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة ستؤثّر في صناعتها نظراً لأن أميركا مستورد صافٍ للنحاس، والأثر الإيجابي المُحتمل وهو تسريع تطوير مناجم جديدة مثل ريزوليوشن التابعة لشركة ريو تينتو في أريزونا، «لكن هذا سيتم بعد سنوات عديدة، وسوف يشعر المصنّعون المحليون بالألم لأنهم سيتحملون تكلفة التعريفات الجمركية في غضون هذه السنوات».
قالت الرئيسة التنفيذية لشركة فريبورت- ماكموران، كاثلين كويرك، الأسبوع الماضي، إن شركة التعدين لن تتأثر بأي تعريفات على النحاس، حيث تبيع كل نحاسها الأميركي محلياً ويذهب معدنها الإندونيسي إلى آسيا، لكنها قلقة بشأن أي آثار تضخمية محتملة.
في اليابان، ثالث أكبر صانع للصلب في العالم، كان للتعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم خلال فترة ولاية ترامب السابقة تأثير محدود، كما أشار توموميتشي أكوتا، كبير الاقتصاديين في شركة ميتسوبيشي يو إف جيه للأبحاث والاستشارات.
قال أكوتا «إن غالبية صادرات اليابان من الصلب عبارة عن منتجات متخصصة ذات قيمة مضافة، وبما أن المنتجات ذات القيمة المضافة مستبعدة، فإننا نتوقع نتائج مشابهة هذه المرة، من الصعب استبدال هذه المنتجات ذات القيمة المضافة، وهي أقل عُرضة للاستهداف».
(رويترز)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية