تجاوزت أرباح شركة جنرال موتورز توقعات وول ستريت، يوم الثلاثاء، ومع ذلك، شهدت الأسهم موجة بيع واسعة بسبب المخاوف من التعريفات الجمركية التي قد تجعل من الصعب على الشركة تحقيق أهدافها لعام 2025. وهبطت أسهم جنرال موتورز بأكثر من عشرة في المئة، وتتجه الشركة لتسجيل أسوأ يوم لها منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا في مارس آذار 2020.

أداء الشركة في الربع الرابع من 2024 حققت جنرال موتورز إيرادات قدرها 47.7 مليار دولار في الربع الرابع، متفوقة على التوقعات التي كانت تشير إلى 43.9 مليار دولار، كما فاقت أرباحها المعدلة لكل سهم 1.92 دولار، مقارنة بتوقعات المحللين التي كانت 1.89 دولار للسهم.

وأعلنت الشركة أنها باعت 2.7 مليون سيارة خلال العام 2024، بزيادة قدرها أربعة في المئة مقارنة بعام 2023، وسجلت الشركة متوسط سعر بيع للسيارات بلغ 50 ألف دولار في عام 2024.

على جانب آخر، أوضحت جنرال موتورز أنها سجلت خسارة صافية قدرها 3 مليارات دولار في الربع الرابع، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تكاليف إعادة الهيكلة في الصين، إذ خسرت الشركة 4.4 مليار دولار في هذه السوق خلال العام.

ومع ذلك، أشارت الشركة إلى أن أعمالها في الصين بدأت تعود إلى الربحية قبل تكاليف إعادة الهيكلة في الربع الرابع.

توقعات الأرباح لعام 2025 توقعت جنرال موتورز أن تتراوح أرباحها الصافية لعام 2025 بين 11.2 مليار دولار و12.5 مليار دولار، متجاوزة بذلك التوقعات التي كانت تبلغ 10.8 مليار دولار وفقاً لحسابات «إل إس إي جي»، ووصف العديد من المحللين هذه التوقعات بأنها متفائلة.

ومع ذلك، رجحت الشركة تراجعاً بنسبة واحد في المئة إلى 1.5 في المئة في الأسعار في أميركا الشمالية، إضافةً إلى انخفاض طفيف في حجم مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين في عام 2025.

وقال المحلل المالي في إدوارد جونز، جيف وينداو «هناك الكثير من عدم اليقين بسبب التعريفات الجمركية وكذلك القواعد والتنظيمات المتعلقة بالسيارات الكهربائية والحوافز الضريبية، ومع عدم اليقين هذا، فإن هذه العوامل لم تُدرج بعد في توقعات جنرال موتورز».

التعريفات الجمركية قال المستثمرون والمحللون إن التوقعات المستقبلية لشركة جنرال موتورز مشوشة بسبب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتعريفات الجمركية وتقليص الدعم للسيارات الكهربائية.

وجدد ترامب، مساء الاثنين، تهديداته بفرض تعريفات جمركية على مجموعة واسعة من السلع، بما في ذلك الصلب والألومنيوم والنحاس، وهي مواد حيوية في صناعة السيارات.

كما هدد بفرض رسوم ثقيلة على حلفاء مثل المكسيك وكندا، اللتين تعدان جزءاً أساسياً من سلسلة التوريد في صناعة السيارات الأميركية.

من جانبها، أكدت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، ماري بارا، في مكالمة مع المستثمرين يوم الثلاثاء، أنها تعتقد أن ترامب «يريد استخدام السياسات والتنظيمات بطرق من شأنها تعزيز الشركات المحلية مثل جنرال موتورز وليس إلحاق الضرر بها».

وأضافت أن ترامب يسعى لاستخدام التعريفات الجمركية لدفع الشركات إلى إعادة عملياتها إلى

الولايات المتحدة لكن هذه التحركات قد تستغرق سنوات.

وفي سياق متصل، قال المدير المالي لشركة جنرال موتورز، بول جاكوبسون، إن الشركة أعدت «خطة شاملة» لمواجهة التعريفات الجمركية في حال فرضها، مشيراً إلى أن الشركة بدأت في نقل السيارات من مخزونها الدولي في المكسيك وكندا إلى الولايات المتحدة، مضيفاً «كل شحنة نتمكن من تسليمها قبل فرض التعريفات تكون أفضل، بدلاً من إبقاء المخزون».

ورغم ذلك، أشار جاكوبسون إلى أنهم لن يتمكنوا من اتخاذ بعض القرارات حتى يفهموا بشكل واضح شكل بيئة التعريفات الجمركية في المستقبل.

السيارات الكهربائية تتوقع الشركة أن تنخفض خسائرها المتعلقة بالسيارات الكهربائية، مع إعادة تنظيم أعمالها في الصين ووقف تطوير سيارات الأجرة الروبوتية في وحدة «كروز» للسيارات ذاتية القيادة.

ورغم أن جنرال موتورز لم تكشف عن تفاصيل خسائرها من السيارات الكهربائية، فإنها أشارت إلى أن الإيرادات كانت أعلى من التكاليف الثابتة مثل تكاليف العمالة والمواد، وهو ما تعتبره «ربحية متغيرة إيجابية».

وفي ما يتعلق بأهدافها الخاصة بالسيارات الكهربائية في أميركا الشمالية، لم تحقق جنرال موتورز هدفها في إنتاج وبيع 200 ألف سيارة كهربائية خلال العام، إذ بلغ عدد السيارات التي تم بيعها بالجملة 189 ألف سيارة فقط.

(رويترز)

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية