اجتماع حاسم للفيدرالي.. هل يفاجئ باول الأسواق ويستجيب لدعوة ترامب لخفض الفائدة؟

يدخل الاقتصاد الأميركي عام 2025 بزخم قوي، إذ استقر سوق العمل بعد فترة من التذبذب، بينما لا تزال معدلات التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة سنوياً. في ظل هذه العوامل يصبح من المرجح أن يُبقي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه اليوم، رغم الغموض المحيط بمسار السياسة النقدية، لا سيما في ظل مطالبات ترامب بـ"خفض فوري" لأسعار الفائدة.

اجتماع حاسم للفيدرالي.. والأنظار على باول تختتم لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المسؤولة عن سياسات البنك المركزي الأميركي، الأربعاء اجتماعها الذي كان قد بدأ أمس، حيث سيتم الإعلان عن القرار في الساعة 2 ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي، يعقبه مؤتمر صحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول في الساعة 2:30 مساءً. حالياً، يتراوح معدل الفائدة بين 4.25 في المئة و4.5 في المئة، وتشير التوقعات إلى أن فرص تغييره اليوم تقل عن 1 في المئة، كما أن اللجنة لن تصدر أي توقعات اقتصادية جديدة، إذ تم تحديث ملخص التوقعات الاقتصادية في ديسمبر كانون الأول الماضي، ما يزيد من أهمية تصريحات باول في المؤتمر الصحفي.

ترامب يضغط.. والفيدرالي يتمسك بالاستقلالية سيواجه باول أسئلة عديدة حول مستقبل التضخم، والنمو الاقتصادي، وتأثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض لفترة ثانية، وتشمل مقترحات ترامب سياسات مثل الرسوم الجمركية والترحيلات وخفض الضرائب والإنفاق الفيدرالي، وهي إجراءات قد تؤثر على التضخم والنمو. لكن الفيدرالي، الذي يركز على تحقيق استقرار الأسعار وانخفاض معدلات التضخم، يؤكد استقلاله عن التأثيرات السياسية، فمنذ الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، شدد باول على أن البنك المركزي يستجيب للبيانات الاقتصادية وليس للوعود الانتخابية أو الخطط غير الواضحة. الغموض يحيط بالسياسات النقدية لعام 2025 يبدو أن استراتيجية «الاعتماد على البيانات» التي تبناها الفيدرالي خلال 2024 تعود للواجهة مجدداً، ففي العام الماضي تباطأ التضخم، كما شهدت سوق العمل نوعاً من الهدوء بعد انتعاش ما بعد الجائحة، ما دفع الفيدرالي إلى خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية خلال اجتماعاته الثلاثة الأخيرة في 2024. لكن مع استقرار الأوضاع الاقتصادية، أصبح من غير المرجح حدوث أي خفض في الاجتماع الحالي، بل حتى في اجتماع مارس آذار المقبل، إذ تشير التقديرات إلى احتمال بنسبة 70 في المئة بأن يواصل الفيدرالي التثبيت.

سياسة ترامب قد تعقّد قرارات الفيدرالي كتب جاي برايسون كبير الاقتصاديين في ويلز فارغو «سياسات إدارة ترامب، خاصة المتعلقة بالرسوم الجمركية، ستؤثر بشكل كبير على قرارات الفيدرالي القادمة، ما يزيد من حالة عدم اليقين حول السياسة النقدية المستقبلية». كما يتوقع بعض المحللين أن يؤكد باول اليوم أن الفيدرالي ليس ملتزماً بمسار محدد، بل يتعامل مع كل اجتماع على حدة بناءً على المعطيات الاقتصادية المتاحة. واقعية خفض الفائدة في 2025 في الفترة بين 2022 و2023، رفع الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 5.25 في المئة لمواجهة التضخم المرتفع، لكن مع تراجع التضخم أواخر 2024، بدأ البنك المركزي في تخفيف القيود، إذ خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر أيلول، تلت ذلك تخفيضات أخرى في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول. تشير التوقعات إلى أن الفيدرالي قد يخفض الفائدة تدريجياً بمقدار 50 نقطة أساس خلال 2025، لكن ذلك سيعتمد على مدى تعافي الاقتصاد وانخفاض التضخم بشكل واضح.

توقعات جي بي مورغان وفقاً لتوقعات جي بي مورغان، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025، لكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً في السابق، وذلك لأسباب إيجابية إلى حد كبير، فقد فاق النمو الاقتصادي التوقعات، ما أدى إلى استمرار التضخم عند معدل 2.5 في المئة، وهو ما يعتبر أعلى من مستهدف الفيدرالي، فكيف يجب أن يستعد المستثمرون لذلك؟ يشير هذا الاتجاه إلى أن المستثمرين بحاجة إلى التركيز على إضافة أصول توفر حماية دفاعية ومصادر دخل متنوعة، فمع تباطؤ خفض الفائدة واستمرار التضخم عند مستويات أعلى من المتوقع، قد يكون من الحكمة البحث عن استثمارات تحافظ على العوائد في بيئة نقدية متغيرة، بحسب تحليلات جي بي مورغان. هل تقود سياسات ترامب التضخم للارتفاع مجدداً؟ بينما يُتوقع أن تعزز سياسات ترامب الضريبية النشاط الاقتصادي، فإن قراراته المتعلقة بالرسوم الجمركية وحظر الهجرة قد ترفع معدلات التضخم، ما قد يؤجل خفض الفائدة. حالياً، لا يزال الاقتصاد الأميركي قوياً، كما أن التضخم لم ينخفض بما يكفي لتبرير خفض سريع للفائدة، وقد يلعب تباطؤ سوق العمل دوراً في قرارات الفيدرالي المستقبلية. مفاجأة في الأسواق.. والذكاء الاصطناعي في قلب العاصفة تقلصت التوقعات بشأن عدد مرات خفض الفائدة في 2025، لكن الأسواق تعرضت لهزة غير متوقعة بسبب تطورات تقنية في الصين. فقد شهدت أسهم قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي خسائر ضخمة الأسبوع الماضي، بعد إطلاق شركة DeepSeek الصينية نموذج الذكاء الاصطناعي DeepSeek R1، ما أدى إلى انخفاض القيمة السوقية لشركة إنفيديا بنحو 589 مليار دولار في يوم واحد. مع استمرار تأثير DeepSeek على قطاع التكنولوجيا، من المرجح أن يبقى هذا الملف محط أنظار الأسواق، إلى جانب أي مفاجآت في بيانات التضخم الأميركية التي قد تؤثر على قرارات الفيدرالي القادمة. الفيدرالي يتريث وسط ضغوط متزايدة اليوم، سيظل التركيز منصباً على تصريحات جيروم باول بعد قرار الفيدرالي، إذ سيسعى المستثمرون والمحللون لفهم التوجه المستقبلي للسياسة النقدية؛ هل سيتمسك الفيدرالي بسياسته الحذرة، أم أن ضغوط ترامب ستدفعه إلى خفض أسرع للفائدة؟ الإجابة ستظل مرهونة بمعطيات الاقتصاد الأميركي في الأشهر المقبلة.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ 10 ساعات
منذ ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 22 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 16 ساعة