رحل عن عالمنا الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، الذي لطالما أثرى بعمله وجهوده، مسيرة التنمية والبناء في المملكة، مُحققاً خلال مناصب عدة، تولاها ـ يرحمه الله ـ إنجازات نوعية، أثبتت أنه أمير بدرجة إنسان، فضلاً عن كونه رجل دولة، يتمتع بالحكمة، ورجاحة العقل، والخبرات المتراكمة، التي أهلته أن يكون أحد الرجال الذين ساهموا في بناء الوطن، ونهضة المواطن .
وللفقيد - رحمه الله ـ جهود عدة في تعزيز العمل الإنساني، ومساعدة الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، ليس في المملكة فحسب، وإنما على مستوى العالم العربي، وذلك من خلال مؤسسة الأمير محمد للتنمية الإنسانية، التي تولى فيها منصب المؤسس، ورئيس مجلس الأمناء، ويُحسب للمؤسسة أنها تبنت مبادرات نوعية، تشهد على إنسانية سموه المفرطة، ورغبته الجادة في تقديم يد العون والمساعدة، لأصحاب الحالات الإنسانية الصعبة، الذين لطالما دعوا له الله بأن يجعل كل ما يبذله لهم، في ميزان حسناته. وبجانب هذا وذاك، دعم سموه مسيرة التعليم الجامعي في الشرقية والمملكة، من خلال جامعة الأمير محمد بن فهد، التي حققت إنجازات تعليمية وأكاديمية، أشاد بها المتخصصون.
والأمير محمد بن فهد هو الابن الثاني من أبناء الملك فهد بن عبدالعزيز، وهو وجه من أبرز وجوه الجيل الثاني من الأسرة المالكة، ولد في مدينة الرياض، ونهل من مدرسة والده الملك فهد بن عبدالعزيز، التي هي امتداد لمدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فاكتسب من الصفات والقدرات، ما أهّله لتحمل المسؤولية عند أعلى مستوياتها.
معهد العاصمة تلقى الأمير الراحل تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وهو المعهد الذي أسسه الملك عبدالعزيز في العام 1360هـ/1941م لتعليم أبنائه القرآن الكريم والفقة والتوحيد والحساب واللغة العربية وآدابها، وانتدبت لتلك المهمة نخبة من العلماء وصفوة المعلمين.
بعد ذلك، التحق الأمير محمد بجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا وحصل على درجة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان لتعليمه في أمريكا في تلك الفترة، أهمية خاصة، إذ أضاف إلى حصيلته العلمية معرفة تامة بخصائص العالم الغربي، فكان لذلك انعكاس إيجابي على ممارسته العملية، سواء أثناء فترة عمله بالقطاع الخاص، أو عندما تولي مهامه بالعمل الحكومي. كان أول منصب حكومي يتقلده، هو منصب مساعد نائب وزير الداخلية، وعمل في هذا المنصب حتى العام 1985، قبل أن يتولى إمارة الشرقية.
القضايا الإنسانية وللأمير الراحل اهتمامات بالعديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية، حيث أطلق ـ رحمه الله ـ المبادرات والبرامج المتنوعة لخدمة مختلف شرائح المجتمع، والإسهام في قضايا التنمية الإنسانية داخل وخارج المملكة، من خلال تبني مؤسسته للتنمية الإنسانية، الكثير من المشاريع والبرامج التي تهتم بفئات محددة في المجتمع.
وبدعم منه ـ رحمه الله ـ واصلت المؤسسة تحقيق عدد من الإنجازات، وابتكار البرامج والمشاريع التي تعزز أهدافها العامة، في خدمة فئات بعينها، من خلال آليات عمل دقيقة، تدفع إلى النهوض بالعمل الإنساني والخيري على مستوى المملكة والعالم.
ذوو الاحتياجات ويُحسب للأمير محمد بن فهد، أنه وجّه مؤسسته للتنمية الإنسانية، بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي دفع "مركز رؤيا" لذوي الإعاقة البصرية، التابع للمؤسسة، خلال الثلاث سنوات الماضية، إلى ابتكار مجموعة من البرامج والدورات التدريبية الموجهة لمستفيدي ومستفيدات المؤسسة من ذوي الإعاقة البصرية لتأهيلهم وتدريبهم ودعمهم بالخبرات والمهارات اللازمة، لتمكنهم من الانخراط في الحياة العامة، ليصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم.
وتهدف الدورات التدريبية إلى مساعدة ذوي الاحتياجات، إلى إظهار قدارتهم ومواهبهم، واكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات، وتوفير مهارات معززة لديهم، تساعدهم في إدارة أمور حياتهم، تبدأ من النواحي الشخصية وتنتهي بأمورهم الدراسية والعملية.
وبلغت عدد الدورات المقدمة ١٣١ دورة، استفاد منها ١٥٩٣ متدرباً من ذوي الإعاقة البصرية، و 160 ورشة عمل استفاد منها 725 من ذوي الإعاقة البصرية، تمثلت في لغة برايل، أساسيات الحاسب الآلي، دورة في الأمن السيبراني، مهارات اللغة الإنجليزية، صناعة سخانات الشاي، صناعة أكواب الفخار، تعلم حياكة خيط ولوح، الفني الكفيف، كرة الهدف، النحات الصغير، كرة الجرس، إضافةً إلى برنامج "اسألني" يجيب فيه المعلم على أي استفسار للكفيفين، ودورة صناعة العطور ودورة أساسيات الطبخ والعناية الشخصية في إطار تأهيل المرأة الكفيفة.
العمل الإنساني وتحت إشرافه ـ يرحمه الله ـ عملت مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، إلى إيجاد حلول عملية، والارتقاء بالعمل الإنساني على مستوى الوطن العربي، وتسعى برامجها على صياغة مشاريع تنموية، تستهدف فهم طبيعة هذه المشاكل، ووضع الحلول المناسبة لها، وتطبيقها على المجتمعات المستهدفة؛ من أجل إيجاد أفضل السبل لمواجهة هذه المشكلات.
مركز رؤيا وبتوجيهاته، نفّذ مركز رؤيا لذوي الإعاقة البصرية، التابع للمؤسسة، مجموعة من البرامج والدورات التدريبية الموجهة لمستفيدي ومستفيدات المؤسسة من ذوي الإعاقة البصرية؛ لتأهيلهم وتدريبهم ودعمهم بالخبرات والمهارات اللازمة؛ لتمكنهم من الانخراط في الحياة العامة ليصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم. من خلال دورات تدريبية عدة، إضافة إلى برنامج "اسألني" الذي يجيب فيه المعلم على أي استفسار للمكفوفين، ودورة صناعة العطور، ودورة أساسيات الطبخ والعناية الشخصية في إطار تأهيل المرأة الكفيفة ومشاركة منسوبي ومنسوبات المركز في عدد من المعارض التي تقام بين الحين والآخر وعرض منتجاتهم وأعمالهم الحرفية بدعم من المؤسسة.
التأهيل الشامل وتراعي مبادرات مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، توفير دعم بعض فئات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة سبق