أحيت الخطة التي يتبناها الرئيس الأميركي لنقل، أو بمعنى أدق تهجير أبناء غزة إلى الأردن ومصر قلقا شعبيا أردنيا طالما تحسب لهذه اللحظة الصعبة. وما يزيد من منسوب القلق إلى حد الشعور بالخطر، هو أن مصدر المخطط ليس أوساط اليمين الصهيوني الذي اعتدنا سماع مشاريعهم للترانسفير، إنما رئيس الولايات المتحدة الأميركية الحليف الإستراتيجي للأردن الذي أظهر على الدوام حرصا كبيرا على المصالح الأردنية ومتطلبات أمنه الوطني، وجعل منها بندا أساسيا على أجندة الشراكة الممتدة لعقود.
ومصدر التعجب والاستغراب الثاني أن واشنطن الراعي الرئيسي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والمفترض تطبيقه على ثلاث مراحل وينتهي بمشروع دولي لإعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، دون أي إشارة لتحريك السكان أو نقلهم سواء داخل القطاع أو خارجه. والمثير للاستغراب أيضا أن التهجير جاء كدعوة بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، مع أننا لم نسمع أن أحدا في غزة قد كلف الرئيس الأميركي بتقرير مصيره أو بحث مسألة انتقال سكان القطاع لمصر أو للأردن.
بالرغم من كل هذه الاعتبارات يتعين على الرأي العام الأردني أن يكون على ثقة تامة بحكمة وقدرة القيادة السياسية الأردنية على تجاوز هذا المطب الأميركي بأقل الخسائر.
المهمة ليست سهلة لكنها ممكنة بالنظر إلى التاريخ الطويل من العلاقات الوثيقة بين البلدين. سبق للأردن أن اختلف مع سياسة الولايات المتحدة في المنطقة أكثر من مرة. وفي بعض الأحيان وصل الخلاف حد الأزمة الحادة، ولعل الموقف من حرب الخليج الأولى خير مثال.
في عهد الملك عبدالله الثاني تطورت العلاقات الثنائية وتعمقت إلى مستويات متقدمة، لكن ذلك.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية