لم تكن تصريحات المسؤولة الفلسطينية السابقة تهاني أبو دقة ضد الأردن تصريحات عابرة، لكن لها صلة وثيقة بمزاج طارئ لدى الفلسطينيين ولا بد من تشريحه.
تسنت لي زيارة فلسطين بصورة سريعة في صيف العام 2024 (أي بعد 10 أشهر من 7 أكتوبر)، ورغم أن الزيارة لم تتجاوز الستة أيام، إلا أنني لمست منذ دستُ أرض بلدي كراهية لم أعهدها للجانب الأردني ولم تكن قبل ذلك أبدًا.
المثير للسخرية أنني سمعت شتائم للأردن في مناطق لم تستطع مقاطعة المنتجات الاسرائيلية (من بوظة وكولا وغيرها من الكماليات)، طبعًا هنالك من قاطع المنتجات الاسرائيلية في فلسطين، لكن ومقارنة بالحالة الأردنية كانوا قلة، ففي الأردن كُنّا وما زلنا نسير في درب مقاطعة المنتجات الأميركية (في الأردن كان هنالك نشاط دائم لمنع وصول أية منتجات اسرائيلية منذ 1995)، وأنجزنا الكثير في مجال إغلاق علامات تجارية تدعم إسرائيل!
إن مزيج الكراهية والرفض في فلسطين الذي لمسته بعد 7 أكتوبر إنما هو طارئ فعلًا إذ أنه وقبل 14 عامًا عندما زرت فلسطين بعد غياب، لفتتني كثيرًا أغاني عمر العبدللات الوطنية وغير الوطنية وهي تصدح في أعراس فلسطين، وبينما كنت أشق طريقي في الصحافة في عمّان مُعارضة لكثير من سياسات بلدي التي ربتني (الأردن) كنت أجد قبولًا كبيرًا لسياسة الأردن وثقافتها وتفاصيلها في فلسطين.
على طول تلك السنوات، وفي ظل ما يسمى الربيع العربي، تغيرت نظرتي لفكرة المعارضة،و بعد أن رأيت الخراب الذي يسببه إطلاق يد الشعوب في الأوطان، تبلورت فكرة المعارضة في ذهني أكثر، وزاد على ذلك الموقف الأردني المتقدم بعد 7 أكتوبر، والذي قوبل بنكران حقيقي من حركة حماس، بصورة لم أفهم أسبابها إلا بعد مباركة حماس سقوط سورية يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
أعود إلى زيارتي السريعة لفلسطين، فقد كان واضحًا أن ثمة شيئًا تغير في المزاج الفلسطيني، ولا يحتاج الأمر لكثير من التحليل عند العودة لمواقف حماس من مواقف الأردن، التي تتقدم على مواقف دول عربية عديدة، لا تبادلها حماس أي رفض أو كراهية، رغم أن تلك الدول مارست.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من خبرني