لم يكن مقترح الرئيس الأمريكي ترامب ل«تطهير غزة» من الفلسطينيين خروجاً عن سياق الأزمات والزوابع، التي صاحبت صعوده مجدداً إلى البيت الأبيض. «لو كنت موجوداً في البيت الأبيض لما جرت أحداث السابع من أكتوبر!».
بدا ذلك التصريح في وقته وظروفه نوعاً من المناكفة مع الرئيس السابق بايدن للتدليل على ضعفه الفادح، رغم دوره الجوهري في توفير غطاء استراتيجي شبه مطلق عسكرياً واستخباراتياً وسياسياً لجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
قبل تنصيبه رئيساً استهدف طلبه وقف إطلاق النار وعودة الرهائن والأسرى تأكيداً آخر على المعنى نفسه.
الآن جاء وقت مواجهة الحقائق. كلاهما يقف في نفس الخندق رغم اختلاف المقاربات. بايدن بالتورط الكامل في حرب الإبادة على غزة.. وترامب باستكمال المهمة، أو «تطهير غزة» من سكانها الفلسطينيين ونقلهم إلى سيناء، أو أي مكان آخر في مصر.
هو الآن يعود بصورة أكثر توحشاً بنفي الوجود الفلسطيني كله من غزة. المصير نفسه ينتظر الضفة الغربية بتهجير مماثل إلى الضفة الأخرى في الأردن.
سيناريو التهجير بتبعاته يفضي مباشرة إلى تصفية القضية الفلسطينية والإضرار الفادح بالأمن القومي المصري، كما يضع الأردن على محك الخطر الداهم في بنيته ووجوده.
لم يكن ممكناً تمرير مقترح ترامب بأية ذريعة. يستلفت النظر- أولاً- أن إدارة ترامب سألت الدولتين العربيتين أن تقدما بديلاً!، كأنه لا توجد مرجعيات وقرارات دولية متراكمة عنوانها الرئيسي حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، أو ما يعرف ب«حل الدولتين».
ويستلفت النظر- ثانياً- أن ترامب تجاهل الاعتراض الفلسطيني- المصري- الأردني مؤكداً أن مقترحه سوف يلبى بداعي «الصداقة» و«المصالح»!
كان ذلك نوعاً من التلويح بضغوط اقتصادية قد تطرأ من دون أن يخطر بباله خطورة الملف الذي يتحدث فيه واستحالة التنازل تحت أي ضغط. ذلك كل يكتسب كامل أبعاده من سياق الفوضى الضاربة في أداء الإدارة الأمريكية الجديدة.
لم يُحرز أي تقدم في ملف الحرب الأوكرانية، التي تعهد بإنهائها قبل أن يدخل البيت الأبيض بمجرد الاتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كان ذلك التصريح مناكفة أخرى مع بايدن، لكنه يفتقد أي خطة عملية قابلة للتنفيذ.
في كل قرار تنفيذي، أصدره في اليوم الأول بالبيت الأبيض، أزمة مستحكمة. أزمة أولى، مصير ومستقبل الأمن الأوروبي، إذا انسحبت الولايات المتحدة من حلف «الناتو».
ما البديل إذا ما أنهيت الحرب الأوكرانية دون ترتيبات، أو تفاهمات مع الحلفاء الأوروبيين. بنص تعبيراته: «نحن نحمي الدول الأعضاء في الناتو وهي لا تحمينا».
نفس المنطق سوف يستخدم هنا في الشرق الأوسط لابتزاز مليارات الدولارات بعضلات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية