تراجعت الأسواق الآسيوية، اليوم الخميس، حيث طغت المخاوف من الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الأثر الإيجابي لبيانات التضخم الأميركية الجيدة.
وتسعى الحكومات حول العالم لإيجاد طريقة للانتقام من الرسوم الجمركية العنيفة التي أطلقها ترامب، والنتيجة انغماس أسواق الأسهم في حالة من الاضطراب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
بينما ينصبّ الاهتمام العالمي على القضايا التجارية، أتى يوم الأربعاء ببعض الأخبار الإيجابية للأسواق، حيث أظهرت البيانات تباطؤ تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل طفيف، في الشهر الأول الكامل من ولاية ترامب الثانية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); كشف التقرير الأميركي عن أن التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، جاء أقل من التوقعات.
لكن القضية الأهم بالنسبة للمستثمرين هي سياسة ترامب التجارية، التي شهدت هذا الأسبوع فرضه رسوماً جمركية على جميع واردات الصلب والألومنيوم، ما أثر على العديد من الدول، من البرازيل إلى كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وردّت كندا بفرض رسوم جمركية إضافية تزيد قيمتها على 21 مليار دولار على السلع الأميركية، بينما أعلنت بروكسل أنها ستستهدف سلعاً أميركية بقيمة 28 مليار دولار بدءاً من أبريل.
يتزايد القلق بين المستثمرين من أن رسوم ترامب الجمركية وتعهداته بخفض الضرائب ستعيد إشعال فتيل التضخم، وتُجبر الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة مجدداً، وتُسبب ركوداً اقتصادياً.
أشار المحللون إلى أن أرقام التضخم الأخيرة، وإن كانت إيجابية، إلا أنه يجب وضعها في سياقها الصحيح.
قال تاباس ستريكلاند، من بنك أستراليا الوطني، إنه «من الجدير بالذكر أن البيانات كانت لشهر فبراير، وبالتالي فهي تسبق إلى حد كبير أي آثار محتملة للرسوم الجمركية».
وحذّر ستيفن إينيس، من شركة SPI لإدارة الأصول، من أنه على الرغم من تفاعل الأسواق بشكل إيجابي مع البيانات، فإنه لا يزال هناك الكثير من الشكوك والاضطراب في الأسواق، «لنكن واضحين، لا نسير في طريق سهل دون عقبات، المؤشر الأهم الواجب قياسه هو مدى إصرار ترامب على مواصلة فرض الرسوم الجمركية والتخفيضات الحكومية».
وأضاف «مع اقتراب يوم فرض الرسوم الجمركية (المتبادلة) في الثاني من أبريل، سيكون من الحماقة أن يُقلل المتداولون من شأن عزم ترامب على إعادة صياغة شكل جديد للتجارة العالمية، وقد أثبتت الأسابيع القليلة الماضية أن قدرته على تحمّل (التداولات المؤلمة للأسهم الأميركية) أعلى بكثير مما توقعته السوق».
ويخطط ترامب لفرض رسوم جمركية (متبادلة) على أي دولة تفرض رسوماً جمركية على السلع الأميركية.
تراجع الأسواق شهدت أسواق طوكيو وهونغ كونغ وشنغهاي وسيدني وسنغافورة وويلينغتون وتايبيه ومومباي وجاكرتا أداءً سلبياً في جلسات اليوم.
في طوكيو تراجع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.1 في المئة إلى 36,790.03 نقطة، وتراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.9 في المئة إلى 23,400.21، أما مؤشر شنغهاي المركب فقد انخفض بنسبة 0.4 في المئة إلى 3,358.73، وهذا بعد أن تراجع مؤشر داو جونز الأميركي، أمس، بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى 41,350.93 نقطة.
صرح مارك هاكيت من «نايشن وايد» بأنه «خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، شعر المتداولون بأن شراء الأسهم في هذه الأسواق أشبه بمحاولة الإمساك بسكين ساقط».
«السكين الساقط» مصطلح شائع في أسواق المال يشير إلى الانخفاض السريع في سعر ورقة مالية، قد يصل إلى فقدان الورقة المالية قيمتها بالكامل.
(أ ف ب)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية