البابا فرنسيس... متواضع ومتعاطف مع الفقراء يواجه عداءً من التيارات المحافظة كنسياً وسياسياً

الانتكاسة الصحية الحالية للبابا فرنسيس (خورخي برغوليو)، رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، ليست الانتكاسة الأولى التي يتعرّض لها وتمنعه عن مزاولة أنشطته الحَبرية كالمعتاد؛ ذلك أنه عانى صعوبات تنفّسية منذ شبابه بعد استئصال النصف الأعلى من إحدى رئتيه عندما كان لا يزال يافعاً. إلا أن هذه هي المرة الأولى التي ترتسم فيها علامات الخطر على حياة هذا الحَبر، وهو الأول من خارج أوروبا منذ القرن الثامن، والأول من إرسالية اليسوعية (الجيزويت) التي اختمرت في رحمها معظم الحركات «الثورية» داخل الكنيسة الكاثوليكية. وكانت آخرها حركة «لاهوت التحرّر» التي قمعها أسلافه بقسوة، خاصة على عهد البابا البولندي المحافظ يوحنا بولس الثاني (كارول فويتيوا).

الأعباء كثيرة... والضغط شديد

قبل أيام من وعكته الأخيرة كان فرنسيس يهمّ بمغادرة مقر إقامته المتواضع في دير القديسة مارتا، داخل الحرم الفاتيكاني، عندما سأله أحد مستشاريه المقربين عن صحته، فأجاب: «الأعباء كثيرة والضغط شديد».

تلك الإجابة كانت بمثابة اعتراف متواضع على لسان البابا الذي سيحتفل بعد أيام بمرور 12 سنة على تبوئه كرسي بطرس، بأنه ربما دخل الشوط الأخير من حَبريّة تذكّر التاريخ الكنسي بحَبريّة البابا يوحنا الثالث والعشرين؛ لما حملته من رياح التغيير التي هزّت شجرة الكنيسة العصيّة على التحولات العميقة، وجدّدت الآمال بأن ثمة كنيسة أخرى ممكنة في القرن الحادي والعشرين.

جدير بالذكر، أنه منذ تأسيس الكنيسة لم يجرؤ أي حَبر أعظم على اختيار اسم فرنسيس لقباً رسمياً له. وبالتالي، فإن اختيار برغوليو - وهذا هو اسم الأصلي للبابا الحالي - لهذا الاسم يحمل دلالة عميقة من حيث ارتباطه بالقديس الإيطالي الشهير فرنسيس الأسيزي، المعروف بانشقاقه عن الكنيسة في القرن الثالث عشر عندما هجر أسرته الثريّة وأعاد ثيابه الفاخرة إلى والده كي يكرّس حياته لخدمة الفقراء.

تواضع رافض للبهارج

ومنذ اليوم الأول لانتخاب فرنسيس بابا للفاتيكان، رفض البابا الجديد الإقامة في المقر البابوي مفضّلاً البقاء في دير القديسة مارتا المتواضع، ومتخلياً عن بهرجة الملابس والحليّ والأحذية القرمزية التقليدية. واختار التنقل في سيارة متواضعة، واعتاد مخاطبة المؤمنين بلغة بسيطة كتلك التي يستخدمها عادة المبشّرون العلمانيون الذين تحظر الكنيسة نشاطهم. وإلى جانب هذا أصرّ دائماً على إظهار بُعده الإنساني العميق عندما كان يطلب من الشعب أن يتضرّع لأجله قبل أن يبادر هو إلى منحه البركة الرسولية.

أيضاً، منذ وصوله إلى سدة البابوية، أعلن البابا فرنسيس عن إطلاق برنامج إصلاحي واسع سرعان ما أطلق صفارات الإنذار في الدوائر الكنسية المحافظة والأوساط السياسية اليمينية في إيطاليا وخارجها، خاصة في الولايات المتحدة، حيث يتمتع التيار المتشدّد في الكنيسة الكاثوليكية بنفوذ واسع وموارد مالية وتحالفات وثيقة مع التيارات المحافظة في الكنائس الأخرى.

وهكذا، لم يشهد بابا في التاريخ الحديث معارضة كالمعارضة الداخلية التي واجهها فرنسيس - ولا يزال -، حتى قيل إن شعبيته خارج الكنيسة الكاثوليكية أكبر بكثير من شعبيته داخلها.

بل لقد أعرب فرنسيس مراراً أمام معاونيه عن «مرارة عميقة» بسبب المكائد التي تحيكها الدوائر المحافظة المتشددة في الكنيسة، والتي أدّت إلى عرقلة الكثير من بنود برنامجه الإصلاحي الذي تعثرّ في شقه الاقتصادي والمالي، لكنه نجح في إحداث تغيير ملموس على صعيد استراتيجية التواصل ومكافحة التحرّش الجنسي الذي سبّب له الكثير من الحرج خلال زياراته إلى الخارج.

ولكن على الرغم من تراجع منسوب التفاؤل الكبير الذي رافق وصوله إلى السدة البابوية، استطاع فرنسيس الحفاظ على الزخم الإصلاحي الذي وعد به. إذ قام بتعيين عدد كبير من أنصار برنامجه الإصلاحي في مراكز حساسة، خاصة في وزارة الخارجية والمجلس الاستشاري الواسع النفوذ، وفي مناصب استراتيجية لإدارة أموال الكنيسة. كذلك، واصل تعيين كرادلة جدد حتى أصبحوا يشكلون الأكثرية في المَجمَع الذي من المفترض أن ينتخب خلفه بعد رحيله.

لا مهادنة من المحافظين

غير أن الأصوات المحافظة - وهي شديدة التنظيم - لم تهادن، بل واصلت حملاتها ضد البابا، معتبرة أن تصرّفاته «تخالف السلوك المطلوب من رأس الكنيسة الكاثوليكية». ولكن، قبل بضعة أشهر، عندما صرّح فرنسيس بأن الإجهاض في حالات التشوّه الوراثي أو المرض هو أقرب ما يكون إلى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الشرق الأوسط

تحويلات العمالة في الخليج 131.5 مليار دولار... الأعلى عالميّاً
منذ 6 ساعات
إدارة ترمب تدرس توسيع حظر السفر ليشمل دولاً جديدة، بينها دول عربية، إليكم القائمة الأولية مقسمة إلى ثلاث فئات #شاهد_الشرق_الأوسط
منذ 9 ساعات
طبيب أميركي يقول إن بعض الدراسات الحديثة وجدت أنه كلما ازداد الوقت الذي يقضيه الناس في الخارج تحت أشعة الشمس، قلَّ احتمال الوفاة بجميع الأسباب، بما في ذلك السرطان
منذ 35 دقيقة
عاجل| نائب وزير الخارجية اليمني: الجماعة الحوثية تمادت في وهمها بأنها قادرة على مواجهة مع العالم كله. المزيد
منذ 5 ساعات
5 بدائل طبيعية ل«أوزمبيك» تُمكنك من التحكم في شهية الطعام
منذ 9 ساعات
بعد سحب قطاراً بأسنانه مصارع مصري يحصل على اعتراف رسمي من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في ثلاث فئات
منذ ساعة
بسبب مدفع الإفطار.. كارثة كادت أن تحدث بالعاصمة القطرية #الدوحة
قناة الغد منذ 19 ساعة
"حفر تحت القصف".. محتجز إسرائيلي سابق يكشف مفاجأة عن أنفاق حماس
قناة العربية منذ 8 ساعات
العلماء يحلون أخيرا لغزا استمر لعقود حول مرض باركنسون
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
إعلام حوثي: ارتفاع عدد القتلى جراء الغارات الأميركية إلى 31 وإصابة 101
قناة العربية منذ 14 ساعة
"لحظة استهداف حاملة طائرات أمريكية" في البحر الأحمر.. هذه حقيقة الفيديو
سي ان ان بالعربية منذ 25 دقيقة
تبرئة داعية كويتي شهير من الإساءة للسعودية ومصر والأردن
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
كمية الماء اللازمة لصحة الكلى
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
مصرية تفاجئ زوجها على السحور: أنا خنقت ولادنا #سكاي_اونلاين
سكاي نيوز عربية منذ ساعتين