لم يحدث أمر جلل حين أعلن فريق نيويورك يانكيز منذ أيام أنه لن يمنع لاعبيه من إطلاق اللحى. لكن التغيير في سياسة دامت نصف قرن قد يكون رمزاً لعصرنا الثقافي، لأن اللحى أصبحت تُعتبر لأول مرة منذ ما ينيف على قرن من علامات الطبقة الحاكمة. نعم أنا جاد فيما أقول.
ليس سبب ذلك أن جيه دي فانس أصبح حين أدى القسم أول نائب رئيس ملتحٍ منذ 1909. إذ أن اللحية، التي كانت تُعامل طيلة حياتي، كأنما هي مرادف لغرابة الشخصية، باتت رائجة من جديد. حتى أن الأمير ويليام انضم إلى أصحاب اللحى، ويخشى البعض أن يكون هذا من قبيل الحنين إلى الذكورية المثالية المفقودة، أو ربما، كما قال الشريك في الإدارة العامة لفريق يانكيز هال شتاينبرينر، أن هذا الجيل يعتقد أن اللحية جزء من تفرده.
عودة اللحى إلى قطاع الأعمال
أياً كان الحال، لو مشى المرء في شوارع وسط مانهاتن على سبيل المثال، فسيرى الملتحين يدخلون ويخرجون من أبراج المكاتب في مشهد كان لا يمكن تصوره قبل جيل واحد فقط.
كان يُنظر لأصحاب اللحى بتشكك لأمد طويل من التاريخ الحديث. خلال القرن التاسع عشر، ربطت الممالك الأوروبية اللحى بالثوريين الخطيرين، ويخبرنا المؤرخون أن ماركس وإنغلز كانا يطلقان لحيتيهما الكثيفتين، على الأقل جزئياً كرمز لرفضهما أخلاق الطبقة المتوسطة.
وفي الولايات المتحدة، كانت اللحية غالباً ما تُعَد رمزاً لحركة إلغاء العبودية. وكان جون براون ملتحياً، وكذلك جون سي. فريمونت، الجمهوري المناهض للعبودية الذي خسر الانتخابات الرئاسية في 1856. ولم يطلق أبراهام لينكولن لحيته إلا بعد انتخابه في 1860، لكنها كانت مكتملة بحلول الوقت الذي أدى فيه اليمين الدستورية، وهو ما شكل دليلاً آخر لدى أهل الجنوب على التهديد الذي شكله على أسلوب حياتهم.
لكن بمجرد أن أدى الرئيس السادس عشر اليمين، اكتسبت هذه الموضة زخماً بين زعماء الأمة حتى أن غور فيدال قال: بدأنا نرى كل أنواع الزوائد الغريبة على وجوه الساسة". ونشرت الصحف الجمهورية إعلانات عن خلطات تساعد على نمو اللحى للراغبين بها. حتى أن كتاب المقالات انخرطوا في هذا العمل، فأشادوا بـ "التأثير السحري" لمن يرغبون بإطلاق لحاهم أو شواربهم. وسرعان ما جعل الفيكتوريون إطلاق اللحى مستساغاً، حتى بين النخبويين. وكتب الأطباء مقالات علمية تؤكد أن اللحى مفيدة لصحة الذكور.
ماكينات الحلاقة دافعاً
في أوائل القرن العشرين، تحركت الثقافة في الاتجاه الآخر. وفجأة، باتت اللحى مستنكرةً من جديد. وعزا كثير من الكتاب هذا التحول إلى ظهور ماكينة الحلاقة الآمنة، التي حصلت على براءة اختراع في 1904. لكن المؤرخ كريستوفر أولدستون مور، في كتاب صدر عام 2017 بعنوان "اللحى والرجال: كشف تاريخ شعر الوجه"، يزعم أن القصة التي تُروى عادة تخلط بين السبب والنتيجة: فقد انتشر الاختراع الجديد لأن شعبية الشوارب كانت تتلاشى.
ربط أولدستون مور بين تراجع إطلاق اللحى وصعود التوسع المدني وحضارة الشركات. فأصبح الوجه الحليق وسيلة يمكن للرجال من خلالها "إظهار فضائل القرن الجديد: الشباب والطاقة والنظافة والموثوقية".
بحلول 1976، عندما أمر مالك فريق يانكيز جورج شتاينبرينر لاعبيه بحفّ اللحى، كان نفور الأمة منها شاملاً. وعاد الذقن الأشعث ليصبح رمزاً للتطرف، أو حتى الانتماء لما كان يسمى الثقافة المضادة. كان فيدل كاسترو ملتحياً وكذلك تشيه غيفارا. وقد وصف أحد كتاب المقالات بعدما زار إيست فيليدج في مانهاتن السفلى هذه المنطقة بأنها مكان يتجمع فيه "الفنانون المنبوذون" و"الزنوج الملتحون .
عندما كتب جيري روبين أن كارل ماركس كان "المُحرِّض.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg