في كواليس الحياة تتشابك النفوس بالخطايا، وتتصادم المشاعر كأمواجٍ عاتية، تُولد كلماتٌ تُشبه قشوراً ذهبيةً تلمع في الظلام، لكنها تذروها الريح عند أول عاصفة.
إنها «الاعتذارات» التي تُلفَّع تتنقب بالكبرياء، وتُهمس بأصواتٍ مبحوحةٍ كأنها صدى بعيد لجرسٍ مُكسَّر.
كلماتٌ تتهادى على الألسن كحبات المطر التي تلامس الأرض ثم تتبخر، لا تروي ظمأ، ولا تُنبِت زهراً.
هل رأيتَ يوماً اعتذاراً يُشبه المرآة المُعتّمة؟ يعكس صورةً مشوَّهةً للندم، كأنه ظلُّ حرفٍ ناقصٍ في كتابةٍ منقوصة.
إنه الاعتذار الذي يُطلَق كسهمٍ على فراغ، لا يُصيب قلبَ الجُرح، ولا يمسح دمعَ الغاضب.
كأن يقولَ أحدهم: «أنا آسفٌ لو آلمتك»، فيختبئ وراء «لو» الواهية، كمن يرمي حجراً في بحيرةٍ ثم يفرُّ من تبعاتِ دوائر الماء.
إنها كلماتٌ تختزل الألمَ في فخ «إذا»، فكأنما الخطيئة وهمٌ، والمُتألمُ هو من نسجَ الوهمَ بخياله!
الاعتذار الفارغُ هو رقصةُ تناقضٍ غريبة؛ يرفع فيها المُعتذِر يديه مُعلناً الاستسلام، بينما يُخفي في كفَّيهِ سكاكينَ التهرب.
إنه لا يعترفُ بالجرحِ، بل يلعقُ الدمَ بأطرافِ لسانِه، وكأنه يقول: «أنت من جعلتَ السكينَ يجرحُك!».
إنه يزرعُ في حقلِ الاعتذار بذوراً من الملح، فلا تنمو إلا شوكَ الكراهية، ويحصدُ مِن علاقاتهِ يباساً.
أما الاعتذارُ الصادقُ، فهو يُشبهُ نبعاً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ