ارتفعت المخاوف خلال الأيام والأسابيع الأخيرة بشأن احتمالية تعرض الاقتصاد الأميركي للركود خاصة مع صدور بعض المؤشرات التي أثارت القلق بشأن صحة الاقتصاد الأميركي، إلى جانب تراجع أسواق الأسهم في ظل سياسة إدارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب التجارية وإجراءات فرض الرسوم الجمركية.
وفي ظل تحذير اقتصاديين من تزايد احتمالية الركود بسبب الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها البيت الأبيض، بدا ترامب - الذي لا يستبعد الركود - وكبار مستشاريه متفائلين ببوادر ازدهار اقتصادي.
وقال ترامب لقناة Fox News، إنه يكره "التنبؤ بمثل هذه الأمور". وأضاف: "هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به ضخم للغاية. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا أمر بالغ الأهمية. ودائماً ما تكون هناك فترات، الأمر يستغرق بعض الوقت. يستغرق بعض الوقت، لكنني أعتقد أنه سيكون رائعاً بالنسبة لنا".
لكنه عاد في تصريحات يوم الثلاثاء إلى استبعاد حدوث أي ركود في الاقتصاد الأميركي "على الإطلاق".
يتجه مؤشرا S&P 500 وNasdaq إلى الأسبوع السلبي الرابع على التوالي بينما يتجه Dow Jones نحو ثاني أسبوع خاسر على التوالي، مع توقعات الخبراء باحتمال تباطؤ الاقتصاد في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو تحوّل ملحوظ بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من النمو القوي، وفقاً لبحثٍ أجراه بنك جي بي مورغان J.P. Morgan يوم الجمعة الماضي.
كما حذر بعض الاقتصاديين من أن مجرد الإشارة إلى الركود قد تكون كافية لدفع الشركات والأسر إلى إعادة النظر في إنفاقها، مما قد يُعجل من حدوث تباطؤ اقتصادي، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ما هو الركود الاقتصادي؟
يُعرف الركود الاقتصادي عادةً بأنه ربعان متتاليان من النمو السلبي للناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، فإن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية (NBER) في الولايات المتحدة، وهو الجهة الرسمية التي تعلن عن الركود، ينظر في مؤشرات أخرى، مثل معدلات التوظيف، والاستثمار التجاري، والإنفاق الاستهلاكي، لتحديد ما إذا كان الركود واسع النطاق ومستداماً.
وعلى عكس انهيارات سوق الأسهم، لا يتم الإعلان عن الركود في الوقت الفعلي، حيث يعلن المكتب حكمه بأثر رجعي، وغالباً بعد شهور من بدء التباطؤ الفعلي.
وخلال فترة الركود عادة ما تخفض الشركات إنفاقها واستثماراتها، وتقلص التوظيف، وتسرح العمال، مما يحدث تأثيراً متتالياً يؤثر على الوظائف، والأجور، وإنفاق المستهلكين، وفرص الحصول على الائتمان، وفقاً لشبكة CNBC.
ما هي العلامات الاقتصادية للركود؟
من المرجح أن تكون العلامات التحذيرية للركود - والتي قد تشمل ارتفاعاً في فقدان الوظائف، وتوقف نمو الأجور، وانخفاض إنفاق المستهلكين - واضحة مسبقاً.
وتقول كبيرة الاقتصاديين بشركة New Century Advisors، كلوديا سهام، إن سوق العمل قد يكون مؤشراً مبكراً على ركود اقتصادي وشيك. وأضافت أن معدل البطالة ليس أول ما يتأثر، ولكن بمجرد أن يبدأ في الارتفاع، "يميل إلى الاستمرار (في الزيادة)"، بحسب واشنطن بوست.
حتى الآن، تباطأ سوق العمل في الولايات المتحدة قليلاً، لكنه لا يزال قوياً، حيث ارتفع معدل البطالة 4.1% بمعدل 0.1 نقطة مئوية على أساس شهري، وفقاً لتقرير الوظائف لشهر فبراير/ شباط. ومع ذلك، لم تتضمن أحدث البيانات جميع آثار برنامج وزارة كفاءة الحكومة بقيادة إيلون ماسك لخفض القوى العاملة الفدرالية.
هل تتجه الولايات المتحدة نحو ركود اقتصادي؟
لا يزال الاقتصاديون غير متأكدين مما إذا كانت الولايات المتحدة تتجه نحو ركود اقتصادي. لكنهم يحذرون من أن خطر حدوث ذلك ربما يكون أعلى مما كان يُعتقد في وقت سابق، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى السياسات الجديدة لإدارة ترامب.
وقال رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في Wells Fargo، مايك شوماخر: "ينظر الناس إلى الرسوم الجمركية قائلين: 'إذا عدنا إلى كتب التاريخ الاقتصادي، فإن الرسوم الجمركية لم تكن رائعة من حيث تعزيز النمو'". وأضاف: "زادت احتمالية حدوث ركود اقتصادي- (لكن ذلك) ليس أمراً حتمياً أو حتى بنسبة 50%، ولكن أياً كان توقعك قبل بضعة أسابيع، فهو بالتأكيد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة CNBC عربية