حين يصدح صوت المولود الأول تهتز جدران البيت برعشة الحياة الأولى، ويرتجف قلب الأم كأن الكون بأسره انحنى ليمسح على رأس هذا القادم الجديد!
وحين تكون الفرحة مضاعفة، يولد للأمل جناحان يحلق بهما الوالدان في فضاء من الأحلام، إذ يرى الأب في صغيريه امتدادا له، وترى الأم فيهما لوحة متناظرة من الحب والدفء.. لكن الحياة في عبثها الحكيم لا تمنح النِعم إلا ملفوفة بأسئلتها الكبرى! ولا تطرق الأبواب إلا محملة باختبارات لا إجابات جاهزة لها!
ذات لحظة يتغير وقع الزمن، يتباطأ كل شيء وكأن عقارب الساعة تتعثر عند الحقيقة التي لم يتوقعها أحد حين يهمس الأطباء «إنهما توأم سيامي»، عند هذه اللحظة لا يكون السؤال طبيا فحسب! بل وجوديا بامتياز! ما معنى أن يولد الإنسان بلا انفصال؟ كيف يمكن لروحين أن تشتركا في جسد واحد؟ هل هذا قيد، أم أنه في جوهره صورة أخرى من صور الارتباط المطلق؟
يقف الوالدان على حافة الحيرة بين حبٍّ يتجاوز الجسد وخوفٍ يعجز عن احتوائه أي قلب! يرون طفليهما متشابكين منذ الولادة كأنهما لم ينفصلا منذ الأزل وكأن الفراق ليس خيارا مطروحا على طاولة القدر.. لكن في أعماق الخوف يولد الرجاء، وبين ظلال الشك يشع اسم واحد كأنه مفتاح لبوابة المستحيل..
«الدكتور عبدالله الربيعة» الرجل الذي لا يفصل الأجساد فحسب، بل يفصل الحزن عن الفرح واليأس عن الرجاء، ويعيد للقلوب ربيعها وكأن هذه الأسر أخذت من اسمه نصيبا.. لكن هذه القصص ليست مجرد لحظة عابرة في عالم الطب! بل هي جزء من مسيرة طويلة سطّرتها السعودية العظمى عبر «البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة»..
هذا الصرح الطبي الذي أصبح رمزا عالميا في منح الحياة معنى جديدا..
حين تتحول الأرقام إلى فلسفة حياة! ليس من السهل أن تُمنح الفرص من جديد، ولكن حين تتحدث الأرقام، فإنها تخبرنا أن المستحيل لم يعد كذلك!
منذ تأسيس البرنامج أُجريت 62 عملية ناجحة لفصل التوائم السيامية، لم تكن مجرد جراحات طبية، بل إعادة تشكيل للمصير نفسه.. 62 مرة، توقفت الحياة للحظة، ثم عادت تنبض من جديد.. 27 دولة حول العالم شهدت بأعينها كيف يمكن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ