في مقطع فيديو انتشر مؤخراً، وقد صوّره معتمر هندي في جوانب المسجد الحرام، وصوَّر مئات من أطباق الأرز والأطعمة الملقاة على جوانب الطرقات، وبالقرب من مكب النفايات، وكان العنوان باللغة الأوردية: (كهانا ضائع مت كرين) للفت الانتباه للهدر، وإساءة حفظ النعمة.. وفي ترجمة المقطع، وجدتُ رسالة بليغة وعظيمة للمسلمين تقول: «إنه نداء مُوجَّه إلى جميع قاصدي بيت الله الحرام ليُقدِّروا نعمة الطعام.. انظروا ماذا يفعل هؤلاء، يأخذون اللحم، ثم يتركون الأرز متناثرا هنا وهناك.. ولا يُدركون أن معنى ذلك، الإسراف وعدم شكر النعمة.. وقد يكون سبباً في زوالها عقوبة من الله.. إنه طعام يُقدَّم تبرعاً من أهل الخير طلباً للأجر والثواب، ولكن المؤسف أن الناس لا يُقدِّرون النعمة».
وحقيقةً، ما تقوم به الجمعيات الخيرية، وبدعمٍ متواصل من أهل الخير، وخاصة أهالي مكة المكرمة الذين كانت لهم السقاية والرفادة منذ الأزل، وتوارث العرب هذه المهام التاريخية والاجتماعية، وحظوا بشرف خدمة وفود الحجيج ، هي من قِيَم الشهامة والكرم المتأصلة فينا، وسمة من سمات المجتمع المكي.. ولكن نرى للأسف بعض المظاهر السلبية من بعض الحجاج والمعتمرين في رمي الأطعمة.. وأعتقد أن مثل هذا الفيديو يجب أن يُوضع ضمن البرامج التوعوية في جميع الرحلات القادمة من الخارج، وخاصة للقادمين على متن الخطوط السعودية، للتوعية بعدم رمي النعمة، والمحافظة على البيئة.. ولكن دعونا نكون أكثر صراحة وواقعية؛ فالمعتمر أو الحاج لا يستطيع حمل بقايا الوجبة الساخنة.. وبالتالي فهو يتركها.. مُخلِّفاً وراءه نفايات تضر بالبيئة والصحة، وتشوّهات بصرية لا حد لها.. ولكن، لماذا لا تكن جميع الوجبات بجوار المسجد الحرام والطرقات المؤدية له، وجبات جافة، يمكن حمل المتبقي منها، وأن تُخصَّص الوجبات الساخنة فقط في أماكن سكن المعتمرين والحجاج، وبذلك نحافظ على قِيَم إكرام الضيف، وفي نفس الوقت نحافظ على النعمة، التي ربما بسبب هدرها، ينزل علينا سخط الله وعقوبته.
ولا ننكر أن أمانة العاصمة المقدسة تبذل جهوداً كبيرة في تنظيم العمل الخيري في مكة المكرمة، ممثلة في لجنة السقاية والرفادة؛ ووضعت ضوابط منذ عام 1438هـ، ومن ذلك التاريخ، طالبت اللجنة تحديد الأماكن لكل جمعية خيرية التي سوف تُقدِّم فيها وجبة إفطار صائم.. حتى لا تتكدَّس الوجبات في أماكن بعينها، وتقل في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة