تحل غدا الجمعة، الذكرى 57 لمعركة الكرامة التي بدأت فجر 21 آذار، عام 1968 بين الجيش الأردني، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وانتصر فيها الأردن بعد قتال استمر 15 ساعة.
وأسفرت معركة الكرامة أسفرت عن استشهاد 88، وجرح 108 آخرين، وتدمير 13 دبابة، و39 آلية مختلفة للأردن، كما تفيد إحصاءات للجيش العربي.
لكن في المقابل قٌتل في المعركة 250 من القوات الإسرائيلية، وجرح 450 آخرون، ودمرت 88 آلية مختلفة، شملت 47 دبابة، و18 ناقلة، و24 سيارة مسلحة، و19 سيارة شحن، وأسقطت 7 طائرات مقاتلة.
ووفق مديرية الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية، فإن يوم الكرامة من الأيام الخالدة في تاريخ الأمة، وله في نفوس أبناء الأسرة الأردنية الواحدة أعظم الذكرى والاعتزاز والفخار، حين سطّر نشامى الجيش العربي بدمائهم الزكية وأرواحهم النقية أروع ملحمة بطولية.
وبحسب الموسوعة التاريخية للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي فإن 23 وحدة من وحدات القوات المسلحة الأردنية وقوام كل وحدة منها لا يقل عن ثلاثمئة جندي وضابط صنعت النصر في الكرامة وقاتلت في سبع معارك وفي سبعة مواضع في نفس اليوم على جبهة امتد طولها أكثر من مئة كيلو متر من المثلث المصري شمالا وحتى غور فيفا جنوبا وبلغت مساحة ميدان معركة الكرامة حوالي 1200 كلم مربع أما محاور المعركة فقد كانت في المثلث المصري، معركة بلدة الكرامة، معركة الشونة الجنوبية، معركة الرامة والكفرين، معركة سويمة، معركة غور فيفا، ومعركة غور الصافي.
استمر القتال بين مغاوير الجيش الاردني وجيش العدو على مدى خمس عشرة ساعة متواصلة في ظروف صعبة جدا وفي ميدان واسع وفي مواجهة جيش مزهو بنصر حزيران، وبفضل التخطيط السليم على أعلى المستويات والاستفادة من أخطاء حزيران والتنسيق بين الوحدات المقاتلة والإصرار سجل الجيش العربي في صفحات التاريخ الحديث معركة تستحق تدريسها في المعاهد العسكرية هي معركة الكرامة الخالدة قدم الأردن خلالها 30 شهيدا من سلاح الدروع و20 من سلاح المدفعية و29 شهيدا من المشاة، فيما قدم سلاح اللاسلكي 4 شهداء وسلاح التموين شهيدين.
شاركت في المعركة ثلاث وعشرون وحدة من وحدات القوات المسلحة الأردنية زرعت راياتها فوق الهضاب وفي كل بيارة وحديقة وواد ومسيل ماء وهناك زمجرت اسود القادسية وحطين ولواء الأميرة عالية واللواء المدرع / 60 وكتائب الجيش المصطفوي يتقدمهم أبطال المعركة مشهور حديثة وكاسب صفوق الجازي وبهجت المحيسن وقاسم المعايطة متسلحين بإصرار قائدهم الأعلى الحسين بن طلال والجرأة والإقدام، فقدمت كتائب الجيش الهاشمي الشهيد تلو الشهيد، لينسجوا راية فرح كبرى تخفق فوق هامات كل العرب لترتفع هذه الهامات للأعلى ترقب الراية ترفرف مجدا وعزما وتحفظ الشرف العربي وتقول «ما زال فيكم أيها العرب دم دفاق وروح وثابة لتحقيق النصر».
وتوزع الشهداء على كل محافظات المملكة فقد قدمت إربد 16 شهيدا ومادبا 11، عجلون 8، العاصمة 6، جرش 5، المفرق ستة، الكرك 3، الزرقاء 2، معان 4، البلقاء والطفيلة شهيدين وقدم الأردنيون ممن يخدمون في الجيش العربي الأردني من محافظات القدس ونابلس والخليل 21 شهيدا بنسبة 24.5 بالمئة.
في الذكرى 57 لمعركة الكرامة الخالدة يقول مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): عندما تلوح في الأفق ذكرى الكرامة وعندما يحين موعد الفخر بها، نستحضر واحدة من أعظم صفحات المجد في تاريخ الأمة، تلك المعركة التي لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل ملحمة بطولية أظهرت للعالم أن الإرادة الصلبة أقوى من أي آلة حرب.
ولفت الرقاد إلى أنه في الحادي والعشرين من آذار عام 1968، وقف جنود الجيش العربي الأردني، متسلحين بالإيمان والعزيمة ليدافعوا عن الأرض والكرامة، ويردوا العدوان ببطولة سيظل التاريخ يذكرها بكل فخر واعتزاز، لقد أثبتت هذه المعركة أن الأردن، رغم صغر حجمه، إلا أنه يحمل في جنباته إرادة لا تنكسر، وروحا منذورة لأجل الوطن، وجنوده قادرون، بعقيدتهم الراسخة وإيمانهم بوطنهم، على مواجهة أي خطر.
ويضيف: في هذه الذكرى العزيزة، نستذكر بكل إجلال شهداءنا الأبرار، أولئك الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وأثبتوا أن التضحية في سبيل الوطن هي أسمى درجات الفداء حيث امتزجت دماؤهم بتراب الوطن، فأصبحوا خالدين في ذاكرة الأردن، محفورين في وجدان كل من يؤمن بأن السيادة لا توهب، بل تنتزع بثبات الرجال وإيمانهم بعدالة قضيتهم، ولم يكن استشهادهم مجرد لحظة في معركة، بل كان رسالة أبدية بأن الأردن لا يهزم ما دام فيه رجال يؤمنون بأن الموت في سبيل الأرض شرف لا يضاهى.
وأضاف: في هذا اليوم يحمل المتقاعدون العسكريون هذا الإرث المليء بالعظمة، مؤكدا أننا ما زلنا على استعداد لنقدم أرواحنا فداء للوطن، ونؤمن بأن القسم الذي أديناه يوم ارتدينا الزي العسكري لا ينتهي بالتقاعد بل عهدا نحمله في قلوبنا إلى الأبد، وسنكون كما أرادنا سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني على يمينه ويساره عندما يحتاجنا الوطن.
وأوضح أن معركة الكرامة ليست مجرد ذكرى بل هي درس خالد يذكرنا بأن هذا الوطن بني بتضحيات الرجال، وأن الدفاع عنه واجب لا ينتهي، واليوم، ونحن إذ نستذكر هذه اللحظات العظيمة، نجدد العهد بأن نبقى أوفياء لمسيرة الشهداء، محافظين على إرثهم، متمسكين بالقيم التي دافعوا عنها، ومؤمنين بأن الأردن سيبقى قويا بشعبه، شامخا ببطولات جيشه، ومضيئا بمسيرة قيادته الحكيمة. سلام على أرواح الشهداء، وسلام على كل من سار على دربهم، وحمى الله الأردن، أرضا وقيادة وشعبا.
اللواء الركن المتقاعد شبيب مضفي أبو وندي سرد ما حدث في يوم الكرامة بالتفصيل قائلا: كنت في ذلك الحين برتبة ملازم أول وطبيعة عملي ضابط ملاحظة أمامي للمدفعية مع قوة الحجاب الأمامية وهي قوات صغيرة الحجم نسبيا تتمركز أمام المواقع الدفاعية الرئيسية على نهر الأردن عند جسر الأمير عبدالله (سويمة) العائد لكتيبة عبدالله بن رواحة / 37 من لواء حطين.
«في صبيحة ذلك اليوم ومع الضوء الأول حوالي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية