سلامة الفم، أحد أهم جوانب صحة الإنسان، ومع ذلك يعد الخوف من طبيب الأسنان من بين أكثر اضطرابات الصحة النفسية انتشاراً بين الناس في العالم، ونتيجة لذلك يتردد البعض في التوجه إلى عيادة طبيب الأسنان لتلقي العلاج، وهذا التردد لا يقتصر على الصغار بل حتى مع الكبار، ولهذا لا تقتصر الفوبيا على جنس أو سن معينة، ويعتبرون عيادة الأسنان، مكاناً لمصدر الخوف والقلق فيضطرون إلى تناول المسكنات، هناك دراسات أشارت إلى أن 80% من الأمريكيين، يعانون من القلق والخوف من زيارة طبيب الأسنان، و9% منهم يتجنبون زيارته. وأشارت دراسة نشرتها المجلة الأوروبية لطب الأسنان إلى أن 2.7% من الرجال و4.6% من النساء حول العالم، يعانون من فوبيا الذهاب الى عيادات الأسنان، وأشار موقع الصحة النفسية (Very Well Mind)، إلى أن المصابين بالفوبيا يدركون أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يملكون قدرة التغلب على مشاعرهم ويستسلمون لآلامهم مهما تفاقمت حالاتهم، والأدهى من ذلك، أن بعض الدراسات، أشارت إلى أن البعض يصرح علناً أنه يكره شيئاً اسمه «عيادة الأسنان»! وأنهم يفضلون تناول المسكنات من الصيدليات على دخول عيادات الأسنان وارتفاع أصوات صراخهم ودخولهم في نوبات رعب وبكاء وفقدان هيبتهم.
وعزا أطباء أسنان لـ«عكاظ»، الفوبيا إلى تعرض المصابين في مراحل طفولتهم للعديد من التجارب المؤلمة التي انعكست على نفسياتهم، وجعلتهم يكرهون التوجه إلى عيادات الأسنان والحال نفسه ينطبق على آخرين استمعوا إلى مواقف لبعض مراجعي العيادات صوروا لهم ألواناً من الخوف واصفين لهم أن ما حدث لهم مؤلم ولا يُحتمل، فانعكس ذلك على نفسياتهم، وباتوا يعيشون في رهاب الفوبيا ويخسرون صحتهم وأسنانهم في مراحل مبكرة من حياتهم.
«عكاظ» ناقشت أسباب الخوف من عيادات الأسنان لدى البعض وكانت البداية:
«أنا لا أحب دكتور الأسنان» هكذا قال الثلاثيني عادل محمد: منذ طفولتي وأنا أخشى عيادات الأسنان، فما زلت أتذكر أول مرة دخلت فيها عيادة الأسنان كنت في السادسة من عمري بصحبة والدي -يرحمه الله- الذي أجلسني في حضنه ممسكاً بيدي، فيما كانت الممرضة تمنعني من إغلاق فمي حتى أنني في المرة الثانية التي عاودت فيها عيادة الأسنان كنت تحت الخوف من غضب والدي وأُصبت بجرح في فمي، وكانت تلك المرة هي الأخيرة في حياتي.
صرخات وآهات واستسلاميروي ناصر علي، مواقفه مع آلام وأوجاع الأسنان، ويقول: أنا مستعد أن أتحمل ألم السن والضرس على ألا أخطو خطوة واحدة إلى عيادة الأسنان وأجلس مستسلماً للطبيب وهو يحفر في أسناني، فقد ذهبت ذات يوم مع شقيقي الذي يكبرني بـ20 عاماً إلى طبيب الأسنان وكنت في الـ15 من عمري، رأيت وسمعت ما لم أرَه وأسمعه في حياتي من صراخ وتوسلات وخوف ورعب، ولمست ذلك عن قرب عندما دخلت مع شقيقي العيادة ورأيته وهو يتوسل الطبيب بأن يعطيه مخدراً ينسيه ألم الحفر ويجعله ينام، ولكن الطبيب حاول تهدئته وعالج أخي بطريقة الكرّ تارة والفرّ تارة.. أخي يصرخ فيتوقف الطبيب، ثم يعمل الطبيب وأخي يستسلم، «ومن يومها قلت توبة».
ويقول عبدالله الحربي: لا تذكروني بما حدث معي وشاهدته قبل سنوات في عيادة الأسنان، رأيت فيها ما لم أرَه في أفلام الرعب من روائح كريهة لحفر الأسنان وأصوات مكائن نشارة وحديد وحركات وتلوٍّ كالثعبان وآهات وصرخات.. هذه المواقف جعلتني أنأى عن الذهاب إلى عيادات الأسنان، وأتحمل ما يأتيني بين الحين والآخر من آلامها وأصبحت أداويها ببعض المسكنات.
فيما يقول نايف محمد: لا يمكن أن نستغني عن مراجعة طبيب الأسنان سواء لنا أو لأولادنا، وفي نظري أن طبيب الأسنان هو بوابة تجميل ابتساماتنا ومن الضروري أن نراجعه ونستسلم لكرسيه وعلينا أن نبتعد عن سماع المبالغات.
دوخة واضطراب بالمعدة
استشاري طب الأسنان الدكتور منير هرساني قال لـ«عكاظ»: إن رهاب الأسنان أو فوبيا طبيب الأسنان هو خوف شديد أو غير منطقي من زيارة طبيب الأسنان، أو أن الخضوع لعلاجات الأسنان قد يكون مرتبطاً بتجارب سابقة مؤلمة، الخوف من الألم، الإحساس بفقدان السيطرة، أو حتى الخوف من الأدوات والروائح المرتبطة بعيادات الأسنان، ومن أعراضه تسارع نبضات القلب، التعرق الزائد، ضيق التنفس، الغثيان أو اضطراب المعدة، الشعور بالدوخة أو الإغماء.
أما الأعراض النفسية فهي القلق الشديد قبل الموعد، ونوبات الهلع عند دخول العيادة.
وعن النصائح لتفادي الخوف من طبيب الأسنان يقول الدكتور هرساني: البحث عن طبيب متخصص في التعامل مع المرضى القلقين، طلب موعد في الصباح الباكر لتقليل فترة التوتر قبل الزيارة، ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل، الاستماع إلى الموسيقى أو تشغيل البودكاست«» أثناء الجلسة لتشتيت الذهن، اصطحاب شخص داعم مثل صديق أو فرد من العائلة، استخدام إشارات يتفق عليها مع الطبيب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ