إدارة ترمب تتبنى مشروع اليمين الإسرائيلي، وتدعم خطة التهجير كجزء من استراتيجيتها في غزة

هناك فارق كبير بين الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة قبل 16 شهراً، والحرب التي تشنها اليوم؛ ففي الأولى كانت إسرائيل تنطلق من جرح عميق لهيبتها، من جراء هجوم «حماس» المباغت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فجعلت حربها على غزة انتقاماً، لكنها اليوم تدير حرباً ذات هدف استراتيجي واضح، هو تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وليس فقط من غزة، كما أن لديها جيشاً ذا قيادة موالية عديمة الاستقلال، وإدارة أميركية غاضبة على «حماس».

فإذا كانت الإدارة الأميركية السابقة بقيادة الرئيس جو بايدن، قد ساندت إسرائيل في حربها الانتقامية بدعوى إعادة قوة الردع لها في مواجهة «محور المقاومة»، وساعدتها بقوة على توجيه ضربات قوية لـ«حماس» و«حزب الله» ومهاجمة إيران والحوثيين مباشرة، فضلاً عن التغيرات في سوريا، وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، إلا أن واشنطن آنذاك وضعت بعض القيود على تل أبيب؛ إذ طالبتها بالالتزام بقواعد القانون الدولي، واحتجت على مقتل عدد كبير من الأطفال والنساء والمدنيين.

كما أن إدارة بايدن أدارت الأزمة مع ترك آفاق سياسية مفتوحة تجاوباً مع المطلب العربي بضرورة إنهاء الحرب بشكل ينهي الصراع، بحيث لا تعود تنشب حرب أخرى تلحق الدمار. وكان واضحاً لإدارة بايدن أن حكومة نتنياهو ليست ملائمة لمشروع سلام شامل، لذلك انتظرت سقوطه السريع المتوقع بعد انتهاء الحرب، وتعاملت مع القوى السياسية التي تعمل في إسرائيل على إسقاطه.

إدارة مختلفة تماماً

لكن، في هذه الحرب الحالية توجد إدارة مختلفة تماماً في واشنطن، بقيادة الرئيس دونالد ترمب المؤيدة بالكامل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحيث أصبح يتصرف من دون رادع من واشنطن الجديدة الغاضبة على «حماس» ليس فقط بسبب هجومها في 7 أكتوبر، بل لأنها لم تفهم جيداً سياستها ومراميها، وبالتالي فإن الفارق بين الحربين أن نتنياهو الآن يجد دعماً أقوى من واشنطن.

فإدارة ترمب فتحت قناة اتصال مباشرة مع «حماس» رغم الامتعاض الإسرائيلي، وحاولت إقناعها بتمديد المرحلة الأولى من وقف النار كحل وسط يبقي إسرائيل في الهدنة ويتيح لأميركا إدارة الأزمة بطريقتها. كما أن الإدارة الأميركية تنتمي إلى القاعدة الآيديولوجية اليمينية نفسها لحكومة نتنياهو، وتريد لهذه الحكومة أن تبقى، وتتفق معها على ضرورة التخلص ليس فقط من «حماس» بل أيضاً من أكبر عدد من الفلسطينيين، وتبنت مشروع اليمين المتطرف الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين «بإرادتهم»، حتى أصبح يعرف بمشروع ترمب.

وتعرف إدارة ترمب أن بقاء حكومة نتنياهو غير ممكن من دون التجاوب مع مطالب اليمين المتحكم بخيوطها، وليس فقط حزبي بن غفير وسموتريتش، بل أيضاً من قبل تيار متزمت عقائدياً موجود في حزب «الليكود» الذي يقوده نتنياهو.

تصفية القضية الفلسطينية

وهذه قوى ترى في الحرب فرصة لتصفية القضية الفلسطينية تماماً، وفق «خطة الحسم» التي نشرها سموتريتش في عام 2017، وتقضي بنشر الفوضى في المناطق الفلسطينية، وإسقاط السلطة، وتصفية الحركة الوطنية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الشرق الأوسط

بين السياسة والمجتمع... حفتر والمنفي والدبيبة يستغلون موائد الإفطار الليبية لتعزيز حضورهم، بينما تبقى المصالحة الوطنية الغائب الأكبر
منذ 4 ساعات
لا يمكن أن تكون الخيارات إما حروباً، أو تدميراً للدول تحت كذبة «المقاومة والممانعة». - طارق الحميد #رأي_الشرق_الأوسط
منذ 3 ساعات
الرئيس ترمب لا يريد حرباً، وهو قال إنه يريد أن يكون صانع سلام. فهل ستساهم إيران في تحقيق أمنيته وتقبل «الفرصة» في عرضه، أو تختار التهديد وتقابله بالمثل؟ - آمال مدللي #رأي_الشرق_الأوسط
منذ ساعتين
واشنطن ترى تغييراً لدى الشرع
منذ 9 ساعات
وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيريه الإيراني والإريتري تداعيات التوترات في البحر الأحمر والتنسيق المشترك لضمان استقرار المنطقة
منذ 3 ساعات
لبنان تحت التهديد... وزير الدفاع الإسرائيلي يطرح معادلة «بيروت مقابل المطلّة»، وسط تصاعد الغارات والقصف المدفعي جنوباً
منذ 11 ساعة
مراسل العربية ردفان الدبيس: القصف الأميركي الليلة على الحديدة هو الأعنف منذ بدء الغارات ومازال متواصلا على مواقع حوثية #اليمن
قناة العربية منذ 9 ساعات
الحرم المكي كما لم تره من قبل... التوسعة السعودية الثالثة إبداع هندسي بديع وخدمات ومرافق استثنائية _في_رمضان
قناة العربية منذ 16 ساعة
متظاهرون في القدس يخترقون الحاجز الشرطي لمقر إقامة #نتنياهو
قناة الغد منذ 11 ساعة
طالب من فريق التطوع الصحي يتحدث عن مباشرتهم لحالة نادرة داخل الحرم المكي _في_رمضان عبر
قناة العربية منذ 7 ساعات
كيف تحمي نفسك من خطر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
لقطات فريدة من الروضة الشريفة في المسجد النبوي من توثيق وإنتاج الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين _في_رمضان
قناة العربية منذ 13 ساعة
بريطانيا تدق ناقوس الخطر بشأن تفشي وباء خطير
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
أطعمة ضرورية لصحة القلب
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة